تحرص حرائر الجزائر على الحفاظ على الموروث الثقافي والمادي في مختلف مناطق الوطن، وهو حال السيدتين فتيحة بوشامة وخيرة بوكرابيلة من تلمسان، والأستاذة مريم شميني وفريقها من بوسعادة، الذين حرصوا على عرض تشكيلة رائعة من الألوان الطبيعية لصباغة الصوف قوامها الأعشاب، من خاصيتها الحفاظ على الصوف في صورة جيدة لسنوات طويلة، عكس الصباغة الكيمائية التي تتآكل بفعلها مع الزمن.
أكدت الأستاذة شميني، أن الصباغة الطبيعية من نباتات وحجارة، تحافظ على جمال ونضارة وصحة الصوف لمدة طويلة، وهو ما جعل الأستاذة بالتكوين المهني تعلّم فريقها كيفية استغلال الألوان الموجودة بالطبيعة، وفق الفصول، مؤكدة رغبة الفريق في تسويق الصباغة المحضرة للمرأة الريفية حتى تصبغ صوفها وتصنع منها أجمل الزرابي، خاصة أنها مطلوبة بقوة في الفنادق الفخمة والبيوت.
فيما يخصّ طريقة استعمال الصباغة الطبيعية، قالت الأستاذة "هناك الكثير من النباتات التي استعملناها في الصباغة، بعدما كانت الحرفيات يعتمدن في السابق على الحناء، النيلة والزاز فقط، وحاليا لدينا الكركدي الذي يعطي اللون الأحمر وكذا الكركم الذي يعطينا اللون الأصفر، وعندما نخلطها نتحصل على الأخضر، مضيفة أنه يتم الاعتماد على بعض المثبتات كالشب، وهو متثبت للألوان الفاتحة. أما قشرة الرمان فهي مثبتة للألوان الغامقة، في حين تعطي قشرة البصل اللون الذهبي.
أكدت الأستاذة أنها تسعى إلى بيع ما تم الوصول إليه في عالم الصبغة الطبيعية لمؤسسات غزل الصوف والحرفيات، واستغلال الصوف الذي لا استغنى عنه الموالين، تقول "منطقة الحضنة رعوية وهناك بعض الموالين الذين يحرقون الصوف لزيادته عن حاجتهم، ونحن نريد استغلاله وصناعة الصوف وصباغتها طبيعيا في مؤسسة، وأن تكون لدينا آلات حتى نقدّم منتوجا ذات جودة، كما نتمنى توريث هذه الحرفة للأجيال".
رئيسة جمعية "الأيادي الذهبية" للزربية التقليدية سبدو: صنعنا صباغة طبيعية للصوف والحلفة ونريد الاستثمار فيها
أكدت السيدة خيرة بوكرابيلة، رئيسة جمعية "الأيادي الذهبية" للزربية التقليدية سبدو بتلمسان، وأستاذة بالتكوين المهني، تعمل مع زميلتها فتيحة بوشامة، أنّهما استطاعتا الحصول على ألوان طبيعية مميزة لصباغة الصوف، وتقدمتا بطلب لوزارة السياحة لمساعدتهما على الحصول على دعم من أجل إنشاء مؤسستهن المصغرة لدق وتحضير الصبغات وتصدير البودرة إلى الخارج.
تقول السيدة بوكرابيلة "نعمل منذ ثلاث سنوات، وهو عمر ميلاد الجمعية، في سبيل المحافظة على كل ما هو تراث أصيل، ومند ثمانية أشهر عكفنا على التحضير لصبغة الصوف الطبيعية، وقد وجدنا تركيبات مختلفة أغلبها لا يثبت فيه اللون إلا إذا تم غليها في قدر نحاسي. علما أننا حصلنا على 1000 لون بالتدرجات، وقد ارتأينا التقدم بطلب للوزارة للمساعدة في إنشاء مؤسسة مصغرة لأنه ينقصنا التمويل، خاصة أن بلادنا مكتنزة بالخيرات والأعشاب، وهي فرصة لتشغيل اليد العاملة، ففي عملنا هذا نحتاج إلى مساعدة الرجال الذين يقطفون الأعشاب. كما نحتاج لآلات من أجل دق الأعشاب لأننا نعمل حاليا بالمهراز، وهو جد متعب".
أشارت السيدة بوكرابيلة إلى أن هذه الألوان الطبيعية تستعمل أيضا في صباغة الحلفة وصنع أجمل الأواني المنزلية التقليدية، وهي الحرفة التي تعلمها للفتيات والسيدات الماكثات في البيت.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 08/03/2018
مضاف من طرف : tlemcen2011
صاحب المقال : أحلام محي الدين
المصدر : el-massa.com