اشتغل عبد الرحمن منيف منذ البداية على توظيف التاريخ في كتاباته السّرديّة ؛ فجاءت رواياته خماسية (مدن الملح) وثلاثية (أرض السّواد)، تحمل طابعا ملحميّا توثيقيّا يتداخل فيه الواقعي بالمتخيل وتتشابك العلاقات بين الشّخصيّات الروائيّة وتتعقّد العلاقات ؛حيث يتماس الواقع بالتاريخ ، وكأنّ الرّجل يكتب التاريخ ولكن بمنطق الروائي المبدع وليس بمنطق المؤرخ المحقّق ، ومن هنا تحصّنت البنية السّرديّة عند منيف بالتاريخ بكلّ إحداثيّاته التي أعادت صياغة جغرافيا الصّحراء العربيّة ماديّا وفكريّا ؛ لتنتج في الأخير إنسانا عربيا مختلفا في توجّهاته الثّقافيّة وتقاسيمه الهُوياتيّة .
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 28/02/2024
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - بن يطو عبد الرحمان
المصدر : جسور المعرفة Volume 4, Numéro 1, Pages 89-96 2018-03-01