إعتبر الشيخ فرحات أن المشكل الذي تعاني منه المدن الجزائرية يكمن في عدم تطبيق القوانين والتعامل بالمحاباة وتغليب العواطف، في وقت أكد أن الفوضى التي شرعت السلطات في وضع حد لها بدأت بالظهور في أشكال أخرى، داعيا في السياق ذاته إلى عدم اكتفاء المسؤولين بالتصريحات الإعلامية والخروج إلى الميدان لتطبيق القوانين.
نلاحظ أن المدن الكبرى وخاصة الأحياء الراقية تحوّلت في الآونة الأخيرة إلى مرتع لبيع كباش العيد في وقت كانت تقتصر فيه على الأحياء الشعبية؟
الدولة قضت على الأسواق الفوضوية، لكنها فتحت بابا آخر لنوع من أنواع الفوضى، أقول إنها أخذت أشكالا أخرى، وفي كل سنة الشيء نفسه والأمور تسير من السيء إلى الأسوأ.
إلى ما ترجع هذه المظاهر السلبية التي أصبحت لصيقة بمدننا؟
الظاهرة في تزايد والمشكل الأساسي يكمن في عدم تطبيق القوانين والاكتفاء بالتصريحات الإعلامية، وهؤلاء التجار الفوضويون يطبقون المثل القائل “الكلاب تنبح والقافلة تسير" أي أنه لا يوجد لا رقيب ولا حسيب، أضف إلى كل هذا أن الدولة لم تفكر في البدائل، فعلى سبيل المثال لماذا لا تضع الدولة مساحة خاصة خارج العاصمة وخارج كبريات المدن لبيع الماشية أياما قبل العيد تكون بعيدة عن المدن وكذلك عن الطرقات السريعة حتى لا تتسبب في ازدحام الطرقات وحوادث مرور كارثية.
هل نفهم من قولك أن الجزائر تعاني من غياب التشريعات القانونية؟
لا، بالعكس، الجزائر تمتلك ترسانة كبيرة وهائلة من القوانين التي تصب في مجال حماية البيئة والإقليم والمعترف بها عالميا، غير أن المشكل يكمن -كما قلت- في التطبيق في الميدان، كيف للدولة أن تسكت عن وضع مثل هذا الذي نعيشه، ألا توجد جهات مختصة، كيف أن فيلات بالملايير توجد تحتها اسطبلات تصحبها أوساخ وفوضى عارمة تحوّل المدينة إلى اسطبلات، والسؤال المطروح هل يملك هؤلاء رخصة لمزاولة نشاط بيع الكباش داخل مستودعاتهم الموجودة في مناطق عمرانية ومؤهولةو وأين هي فرق مصالح الرقابة؟
الشيخ فرحات، هل في اعتقادكم أن عودة وزارة البيئة وتهيئة الاقليم بإضافة مصطلح المدينة سيغير شيئا في الوجه العام لهذه الأخيرة؟
صراحة، أعتقد أنه لن يتغير شيء، تكلمنا مرارا وتكرارا لكن لا حياة لمن تنادي، القوانين موجودة ولابد من تطبيق في الميدان وعدم الاكتفاء بالتصريحات، أو الاعتماد على قرارات المسؤول الأول للتحرك مثلما حدث، مؤخرا، مع الوزير الأول عبد المالك سلال الذي اتخذ قرارا بتنظيف المدن وتنقيتها من الأوساخ المحيطة بها، هذا القرار كان لابد أن يتخذ من قِبل المسؤولين المباشرين والجهات المختصة كمصالح البلدية دون أن يتحرك المسؤول الأول.
وأين تكمن الحلول في رأيكم؟
أولا، لابد من تطبيق القوانين وتوقيف سياسة المحاباة ومنطق “السوسيال" وتجنب التعامل بالعاطفة حتى نتمكن من إعطاء مدننا المكانة الحقيقية التي تستحقها، كما يجب الأخذ بعين الاعتبار بعض التجارب التي قام بها جيراننا مثل تونس والمغرب وحتى بعض التجارب الأوروبية التي يمكن أن نعتمد عليها ونطبقها في أرض الواقع.
الهادي بن حملة
![if gt IE 6]
![endif]
Tweet
المفضلة
إرسال إلى صديق
المشاهدات: 4
إقرأ أيضا:
* عندما تتحول العاصمة إلى اسطبل!
* عالم الاجتماع محمد طيبي ل “الجزائر نيوز": إنتشار أسواق المواشي بالمدن راجع إلى غياب سلطة العمران
* حملات تحسيسية بالملايير مصيرها الفشل
* محمد العزوني (مختص في السلامة المرورية): الحملات التحسيسية ظرفية والمطلوب انتهاج تربية مرورية
* أحمد خالد رئيس الإتحادية الوطنية لجمعيات أولياء التلاميذ: لهذه الأسباب فشلت الحملات التحسيسية عبر كامل المؤسسات التربوية
التعليقات (0)
إظهار/إخفاء التعليقات
إظهار/إخفاء صندوق مربع التعليقات
أضف تعليق
الإسم
البريد الإلكتروني
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 21/10/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : التعليق تصغير تكبير
المصدر : www.djazairnews.info