ولد رحمه الله بتمنطيط ليلة السبت 18 ذي الحجة سنة 1228 ه الموافق ل 1716 م و بهاته المدينة المباركة تعلم و أخذ بداية تعليمه على يد والده الشيخ سيدي احمد البدوي، ثم بعد أن ظهرت بوادر الرغبة منه في العلم و طلب الإستزادة منه، انتقل به والده إلى مدينة العلم و العلماء بلدة القضاء و القضاة (ملوكة) و فيها أكمل تعليمه على يد العالم الفذ و القضي العدل الشيخ عبد العزيز بن سيدي الحاج.
بقي فيها مدة من الزمن يغرف من علومه، و يستفيد من كمالات فيوضاته ، حتى أتم اله عليه النعمة بها، و صار عالما من العلماء، و سيدا من السادات.
فكان رحمه الله رجلا ذا همة و كرامة و صاحب مواهب كبيرة فضلا عن كونه عارفا فقيها و حافظا، عالما بالنحو و الصرف، وضابطا لأحكام التلاوة و التجويد، فارس على المنابر و قطب من الأكابر.
تولى خطابة الجامع العتيق باولاد علي بن موسى بتمنطيط، فتصدر فيه للتدريس و لإفتاء، فأفاد رحمه الله العوام و الخواص.
و كان من أجل ما فعل و أعظم ما خلف، هو إقباله على ترتيب أبواب الشورى فقد رتب نوازلها، و أحكم تقاليدها، و نظم مقاصدها، فكانت بذلك على أحسن حال و أكمل صورة. و لدينا ختمة لصحيح البخاري منقولة من خط يده، نوردها في الملاحق: ص رقم:
و في سنة 1261 ه الموافق ل 1748 م قام رحمه الله بالتوجه نحو البقاع المقدسة قاصدا بيت الله الحرام لأداء فريضة الحج، و لكن شاءت القدرة الإلهية أن يتوفى في الطريق ما بين تديكلت و غدامس، و هو لا يزال رحمه الله في عنفوان شبابه، فقد كان عمره حينها 33 سنة، و لكن ثبت له الأجر، و حصلت له المنية إن شاء الله فقد قال أعز من قائل (و من يهاجر إلى الله و رسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله).
و لما بلغ نبأ وفاته حزنت تمنطيط عليه أشد الحزن، و تأسف أهلها غاية التأسف، ولكن ما هو إلا كما قال الله تعالى: لكل أجل كتاب.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 29/06/2012
مضاف من طرف : soufisafi
صاحب المقال : عبد الحميد بكري إمام مسجد النور بتمنطيط