أول فوج من ضيوف الرحمان سيعود إلى أرض الوطن يوم 11 نوفمبر أدى الحجاج الجزائريون مناسك المشاعر بين عرفة ومزدلفة ومنى في ظروف عادية، وأجواء ربانية ميزها الخشوع والتضرع لله عز وجل أن يتقبل دعاءهم ويجعل حجهم مبرورا وسعيهم مشكورا وذنبهم مغفورا، رغم تسجيل بعض الوفيات في صفوفهم وسلوكيات تدرج في خانة ''غير المقبولة'' قام بها البعض منهم في مخيمات منى. كما عاش الحجاج الأحرار خلال كل مراحل المناسك صعوبات ومشاكل بالجملة.
قام الحجاج الجزائريون، أمس، في أول أيام التشريق، برمي الجمرات الثلاث، بعد أن أدوا وقفة عرفة يوم السبت الماضي، ثم المبيت في مزدلفة ورجم جمرة العقبة يوم عيد الأضحى، على أن تتواصل عملية الرجم خلال أيام التشريق. موازاة مع ذلك، سجلت البعثة الجزائرية في البقاع المقدسة وفاة أربعة حجاج (رجلين وامرأتين) اثنين منهم خلال وقفة عرفة وآخرين في مخيمات منى، لترتفع حصيلة الوفيات في صفوفهم منذ بداية موسم الحج إلى غاية أمس إلى 11 حالة وفاة. ومقارنة مع الموسم الماضي، فإن عدد الوفيات هذا العام يعتبر ضئيلا، حيث سجلت السنة الماضية 20 حالة وفاة في نفس الفترة، وذلك بفضل التأطير الجيد للبعثة الطبية وتنقلاتها إلى المخيمات لمرافقة الحجاج وخاصة من كبار السن والذين يعانون من الأمراض المزمنة.
من جهة أخرى، أعلنت البعثة الطبية، أمس، عن وجود 12 مريضا في المستشفيات السعودية بين مكة ومنى يعانون كلهم من أمراض مزمنة.
ورغم الجهد الكبير الذي بذله الفرع الطبي في تقديم العلاج للحجاج، إلا أن مدير ديوان الحج والعمرة، الشيخ بربارة، الذي بدا عليه ملامح التعب والإرهاق وعصبية ونرفزة، لم يكن راضيا عن سلوكيات الأنانية لبعض الحجاج الذين حاولوا الضغط على البعثة وبكل الوسائل لتحقيق مآربهم الشخصية عند المبيت في مخيمات منى، حيث قام هؤلاء ببعض السلوكيات (غير مقبولة وغير حضارية) عندما رموا بأفرشتهم في بعض المخيمات إلى الشارع بمبرر ضيق المكان، ثم رفضهم الدخول إلى المخيمات الخاصة بالحجاج النظاميين والبقاء خارجها.
وقد أثارت هذه السلوكيات حفيظة مدير ديوان الحج والعمرة، الذي رصدته الخبر وهو يتنقل بين مخيمات البعثة ليلا لمعرفة دوافع رفض الحجاج الالتحاق بأماكنهم، وبعين المكان حاول إقناع المنتفضين على ظروف الإقامة، حيث تتوفر المخيمات على أفرشة لائقة وفردية لكل حاج.
كما وبخ بربارة في عين المكان بعض أعضاء البعثة من المرشدين الذين تخلوا عن لباسهم الرسمي، وتسبب ذلك في تيه بعض الحجاج سواء في صعيد عرفات أو أثناء رمي الجمرات.
وقد عبر الشيخ بربارة، في تصريح هامشي لـ الخبر ، عن ارتياحه لعمل الفرع الطبي للبعثة الجزائرية، التي كانت إلى جانب الحجاج في جميع مراحل الحج، وعن الظروف العادية التي أدى فيها الحجاج مناسكهم، كما عبر عن رضاه عن عمل الوكالات السياحية المعتمدة في تأطير الحجاج والاعتناء بهم. بينما عبر عن استيائه من عمل المؤطرين في بعض المخيمات لتقصيرهم في عملية التنظيم والتأطير بسبب نقص الخبرة لدى البعض.
وأعلن الشيخ بربارة أن أول فوج من الحجاج سيعود إلى أرض الوطن يوم 11 نوفمبر الجاري، انطلاقا من مدينة جدة، على أن يتوجه في العاشر من نفس الشهر أول فوج من الحجاج إلى المدينة المنورة لزيارة المواقع المقدسة قبل العودة إلى الجزائر يوم 17 نوفمبر.
وإذا كان الحجاج النظاميون قد أدوا مناسكهم في ظروف عادية، فإن الأحرار واجهوا عراقيل ومشاكل منذ أن وطأت أقدامهم البقاع المقدسة، حيث بمجرد نزولهم إلى المطار يوجهون إلى مكاتب متعددة لدفع مستحقات التنازل وتعيين المطوف الذي يتكفل بهم، ودلت التجربة على أن الالتزامات التي يتعهد بها المطوف من نقل الحجيج الأحرار من مكة إلى المشاعر ذهابا وإيابا لا تتأتى دائما، ويكتنفها الكثير من الفوضى وسوء التنظيم، يضطر الحاج الحر فيها إلى قطع مسافات طويلة مشيا على الأقدام، وربما ينهي وجوده في المشاعر ووقوفه في عرفات في مخيمات دول أخرى، ولا يهتدي للمخيم الذي عين له مسبقا. وأوضح بعض الحجاج الأحرار الذين التقتهم الخبر أنهم همشوا وأسكنوا في مخيمات بمزدلفة، ما من شأنه أن يحدث بلبلة في أوساط الحجيج عن جواز المبيت يوم التروية وبقية أيام التشريق في مزدلفة، بينما النصوص الفقهية لا تجيز ذلك إلا في منى .
ويطالب هؤلاء الحكومة الجزائرية بألا تتخلى مستقبلا عن حجاجها الأحرار لأنهم يحملون جنسيتها، ومن المفروض أن تفكر في آليات لاحتواء هذا الكم من الحجيج لضمان سلامتهم وحسن تمثيلهم لدولتهم التي يحسبون عليها.
للإشارة، سينهي الحجاج المتعجلون رمي الجمرات اليوم الثلاثاء ويلتحقون بمكة قبل غروب الشمس، على أن يواصل المتأخرون الرمي يوم غد في ثالث أيام التشريق.
تاريخ الإضافة : 08/11/2011
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : البقاع المقدسة: مبعوث ''الخبر'' كمال بوطارن
المصدر : www.elkhabar.com