الجزائر - 08- La guerre de libération

الشهيد الحي المجاهد ورتان مسعود.



الشهيد الحي المجاهد ورتان مسعود.
- هذه احدى حكايات أسد من أسود يابوس والذي نجى من الموت بمعجزة من الله في كمين أودى بحياة زميله عمر بلاغماس وهذا بفضل امرأة لن يكررها الزمن وسيظل التاريخ يذكرها لشجاعتها وجرأتها التي لم نعهدها الا عند لبؤات الاوراس الاشم.
- حكاية هذا الكمين تعود الى صيف جوان 1960 وبالضبط في منطقة تاحباست ‫#‏أقبلي‬# حيث يقول المجاهد المسعود ورتان كنا في مهمة كلفنا بها انا وزميلي عمر بلاغماس رحمه الله من اجل جمع بعض الحاجيات وإيصال بعض البيانات، وتكليف المناضل أحمد بن علي عشيقة رجل عمة عمر بلاغماس بشراء بعض الاغراض للمجاهدين بعد ان اعطيناه المال . حيث نزلنا من منطقة عين الفضة ‫#‏بشعبة‬ خالد# متوجهين نحو تاحباست مستغلين ظلمة الليل , وبعد ان قمنا بالمهمة التي كلفنا بها اتفقنا على زيارة أهلنا الذين كانوا بالقرب من المنطقة التي كلفنا بها حيث زرت أنا أمي في حين زار هو عمته ،وعندما خرجنا يقول المسعود ورتان طلب مني زميلي عمر زيارة أبيه الذي لم يراه مند فترة طويلة فوافقت ، وبعدها توجهنا الى منزله حيث كان زميلي عمر يسير امامي وانا خلفه تاركا مسافة امان بيننا،
- وعندما وصلنا الى بيت لمبارك خشخوش وضع عمر بلاغماس يده على جدار الصبار –الهندي- لكي يجتازه فإذا بوابل من
الرصاص ينهال عليه ليصيبه حيث كانت اخر كلمة سمعتها منه # أبابا قتلوني# ليسقط ارضا بعدها ، حيث كان عدد كبير من العسكر والخونة بانتظارنا ومتحصنين في اماكن جيدة وهذا بعد ان وردتهم معلومات عن تحركاتنا ، ويقول المسعود ورتان توليت الدفاع عن زميلي أملا في أن ينهض ومحاولة العودة بسلام ، وعند انتهاء مخزن الذخيرة الخاص بسلاحي استدرت ورائي من أجل التحصن في مكان افضل من اجل اعادة شحنه فإذا برصاصة تجتاز أعلى كتفي من الوراء لتخرج من الأمام ، فسقطت ارضا وكنت ارى زميلي القريب مني لا يزال يتحرك فأعدت شحن السلاح وواصلت إطلاق النار لكن للأسف دون جدوى ، حيث كانوا متحصنين في أماكن جيدة وكان عددهم كبير وعندما تيقنت انه FM من المستحيل إنقاذه قررت التراجع والانسحاب وبمجرد أن هممت بالجري ضربوني بال
فأصابوني بأربع 4 رصاصات في رجلي اليسرى لدرجة ان عظام رجلي تفتتت و بقيت رجلي تتدلى في كل الاتجاهات يقول حينها سقطت أرضا وادركت انه يستحيل ان أعيش ولم يتبقى لي سوى لحظات فأكملت اطلاق النار في اتجاهات متعددة بهدف محاولة إرباكهم لكنهم قاموا بإلقاء قنبلتين يدويتين احداهما دخانية والاخرى ‫#‏قرونات‬ # والتي انفجرت واصابتني خاصة بشظيتين في راسي احداهما لازالت مستقرة في جبهتي الى يومنا هذا وأصبت في يدي اليمني ومختلف انحاء جسمي .حيث يقول المسعود: دخلت في غيبوبة ولم استفق وعند حوالي 00,30 ليلا يقول استفقت من غيبوبتي فوجدت نفسي لوحدي حيث اخذوا زميلي عمر الذي استشهد وغادروا ولم ادرك ما الذي حدث.......
- بعدها يقول المسعود وضعت رجلي المتدلية على الرجل الاخرى وقمت بالحبو على بطني تارة وظهري تارة اخرى قاصدا بيت المناضل احمد بن علي عشيقة لكني لم استطع حيث كان يغمى عليا من حين لأخر حيث وصلت الى بيت عبد الله بن زرارة وقمت بالانتظار الى غاية الساعات الاولى من طلوع الفجر حيث خرج عبد الله وزوجته ولم يروني وكان يحدثها قائلا : # لبارح تكلم البارود لكن العسكر مكانش # بعدها يقول المسعود ورتان تكلمت انا قائلا : # اني هنا # وعندما استدار عبد الله ووجدني في تلك الحالة اصابه الذعر وقال : # انت بغيت تحرقلي داري ,, انت بغيت تقتلنا,,,#, بعدها طلبت منه زوجته ادخالي للمنزل حيث كنت أصرخ من كل مكان يتم لمسي فيه ومن حين لأخر كان يغمى عليا وكنت أنزف بشدة ......
- بعدها طلب عبد الله من زوجته ان يغادروا المنزل خوفا من وصول العسكر الفرنسي الا أن هده البطلة رفضت وأصرت على البقاء رفقة ابنة عمها فيما غادر هو وأخد معه اولاده والغنم.... , وكنت في كل مرة استفيق من الغيبوبة اطلب منها الماء فكانت تعطيني الحليب بدل الماء وأبت ان تعطيني الماء وعندما يغمى عليا كانت تضع الدهان في فمي , وبعدها سألتني عن اسمي فأجبتها اسمي المسعود فإذاهي تجهش بالبكاء دون توقف بعدها أخبرتني انه كان لها ابن اسمه المسعود لا يبعدني سنا . لكنه توفي بعد ان انفجرت قنبلة عليه بعد ان وجدها بالقرب من منزله حيث قالت له عندما انفجرت عليه كان يطلب الماء بكثرة وكنت أعطيه الماء في كل مرة إلى ان توفي لذلك كنت اعطيك الحليب بدل الماء.# عمر المسعود ورتان كان 23 سنة # ، وماهي الا لحظات يقول المسعود ورتان :واذا بشخص يدق الباب وعندما ذهبت حدة لفتح الباب وجدتها امي التي كانت تحمل حذائي في يدها والذي وجدته في مكان إصابتي حيث كانت مذعورة وتبكي وهي تسال قائلة : # أ حدة ختي وليدي راه كاين عندي لبارح وكي خرج سمعت للبارود والصباط هذا شكيت تاعو..... # فاقترحت عليا حدة ان اخبرها بوجودي لكني رفضت وطلبت منها عدم إخبارها,,,,,,,,وبعد مغادرة أمي أحضرت البطلة حدة القرداش وقامت بكسره ، ونزعت الوشاح الدي كان على ظهرها من اجل ربط رجلي وتوقيف النزيف وبعد كشفها لمنطقة إصابة رجلي ونزعها لجوربي استمرت بالبكاء لأن عظام رجلي كانت بارزة وملتصقة بالجورب . وقامت بربطها باستعمال ‫#‏القرداش‬# ثم توجهت الى الخارج لنزع الحجارة المغطاة بالدم والتي كانت قريبة من المنزل ,، ثم جاءت تصرخ # العسكر ام جاو العسكر ام جاو #. فطلبت منها اخفاء السلاح وبعض الوثائق والمال الذي كان معي وايصاله للمناضل عشيقة واحتفظت انا ب قنبلة كانت بحوزتي ، وطلبت منها المغادرة بعد ذلك لأنه سيقوم بتفجير نفسه عند دخول العسكر الا أنها رفضت وقالت لي # منروحش ادا تموت نموت مع وليدي # يقول المسعود : بعدها قامت بإحضار الزمبيل ووضعته على راسي ثم قامت بتغطيتي كليا باستعمال التبن . وعند وصول العسكر توجهوا الى والد الشهيد عمر بلاغماس وطلبوا منه الحضور لدفن ابنه وقاموا بعملية تفتيش لبعض المنازل لكن ارادة الله شاءت ان انجوا من قبضة قوات العدو التي لم تكتشف امري وبقيت في البيت الى غاية المساء حيث عاد صاحب المنزل والذي اقترح علي نقلي الى جبل لحصارة كون هذه المنطقة تشهد تحركات للمجاهدين .
- يقول المجاهد تم وضعي داخل الزمبيل الذي كان على ظهر الدابة حيث كانت البطلة حدة بن زرارة تبكي دون توقف وطلبت ان ترافقنا إلا اننا رفضنا. ويقول: كان اخر سؤال لها فأجبتها : فقالت لي: # أذا مامتش ارجع نشوفك ولو مرة في حياتي راك في عوض وليدي# , فقلت لها : انشاء الله وأوصيتها مرة أخرى على ضرورة المحافظة على الوثائق والسلاح وتوجهنا الى جبل لحصارة بعين لمغط اين جاءت مجموعة من المجاهدين على رأسهم سليمان معاش وعمار نصيب من لمصارة وبلقاسم عابدي من بوحمامة ولخضر أقضي من قايس وبعدما اخبرتهم عن مكان السلاح والوثائق، قاموا بنقلي الى جبل شليا اين قضينا ليلتنا هناك وفي اليوم الموالي تابعنا طريقنا وبتنا في غابة لبراجة وبالضبط في منطقة - سول- لنكمل بعدها طريقنا الى غابة بني ملول اين يتواجد مستشفى المجاهدين في جبل فورار حيث يقول المسعود وعلامات التأثر بادية على وجهه : في أحد منحدرات غابة بني ملول أنخفض رأسي للأسفل فأغمي عليا وخرج الدم المكدس في جسمي نتيجة الاصابة من فمي وأنفي ولم أستفق الا بعد مرور فترة معتبرة حيث وجدت زملائي يبكون ووجدتهم ، قد حفروا لي قبرا لدفني ظنا منهم اني قد توفيت وبعد ان سألتهم عن سبب بكائهم قال لي سليمان معاش :حيث كانت الدموع في عينيه : # حنا حفرنالك لقبر ونتا هربطلنا منوا,,,,#.
- وبعد وصولي لمستشفى المجاهدين يقول المجاهد مسعود قضيت اوقاتا مرة وعصيبة اثناء مداواتي خاصة على مستوى رجلي اليسرى التي أصبحت أقصر من الرجل الاخرى الى غاية ان شفيت، وألتحقت مرة أخرى بزملائي والسؤال الذي لازال يحيرني ليومنا هذا هو كيف لم امت وكيف ولم يكتشف امري في تلك الليلة......
وبعد الاستقلال يقول هذا المجاهد البطل أصبحت لي أمان أمي الحقيقية وأمي حدة التي بقيت ازورها من سنة 1962 الى غاية ان توفيت في ليلة الفاتح من نوفمبر سنة ,,,,
-وهذه القصة من بين تلك القصص الكثيرة والعجيبة التي خاضها أسود ولبؤات الاوراس يابوس والذين ضحوا بدمائهم وأموالهم وأعطوا كل الغالي والنفيس في سبيل ان ننعم بالحرية والاستقلال.....
فالمجد والخلود لشهدائنا الابرار
ولكل من أراد الاستفسار أكثر او سماع الحقائق التاريخية هذا هو رقم المجاهد 0667798023


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)