الجزائر - A la une

«الشعب» رافقت القضية الفلسطينية طيلة مسيرتها النضالية



«الشعب» رافقت القضية الفلسطينية طيلة مسيرتها النضالية

حضر سفير دولة فلسطين، لؤي عيسى، أمس، الاحتفائية التي نظمتها «الشعب» بمناسبة مرور 52 سنة على صدورها، وهي مسيرة تحمل في جعبتها الكثير من الإنجازات والتطورات من خلال ما حققته من حضور، في الساحة الإعلامية الوطنية وحتى من خلال مواكبتها لتغطية الأحداث والسهر على إيصال صوت المستضعفين في العالم، ومساندتهم في قضاياهم العادلة التي تعتبرها «الشعب» حقا من حقوق المواطنة كتقرير المصير وقضايا التحرر. كيف لا وهي اللسان الذي ولد من رحم ثورة نوفمبر الخالدة، معبقا برائحة الشهداء وعطرهم الزكي، والساطعة على مشارف الاستقلال والسيادة الوطنية في 11 ديسمبر 1962.ذكر لؤي عيسى، في كلمته أمام عمال الجريدة بحضور الرئيسة المديرة العامة أمينة دباش، ورئيس الفرع النقابي سالمي صادق، إلى جانب حضور إعلاميين ومراسلين وتقنيين وإداريين ممن حضروا هذه الاحتفائية، قائلا : «أنه شرف كبير لي لأتأمل وآمل أن أكون قادرا على أن أفي بإلتزاماتي وهذا بالتأكيد ماهو إلا انعكاس لنا في الجزائر في مفهومكم وتربيتكم وتعاطفكم مع القضية الفلسطينية كقضية داخلية جزائرية وكقضية إسلامية وإنسانية وقضية عربية تربى أبناؤكم وأجيالكم على ذلك». وأوضح لؤي في ما يخص التعامل مع فلسطين على أرضية ذلك ليس كدولة، ليست كسفارة وإنما كحالة استثنائية بكل مالها وما عليها وهذا الكلام معكوس بالتأكيد على كل مؤسسات الدولة، مستشهدا حديثه من خلال اللقاءات التي أجراها مع المسؤولين الجزائريين ومن بينها لقاءه مع رئيس الجمهورية المجاهد عبد العزيز بوتفليقة، الذي أكد له أن التعامل مع فلسطين على أرضية ذلك لا غبار عليه وهو موقف ثابت وواضح. وفي نفس السياق عرج السفير لؤي إلى مرجعية الثورة التحريرية قائلا: «إن عملية التزاوج بين الثورة الفلسطينية والثورة الجزائرية، كانت مسألة مازالت تحكم مفاهيمنا في فلسطين وتحكم حركتنا لما استفدناه من رؤيتكم وتجربتكم ودوركم التاريخي في هذا العالم»، معتبرا أن الجزائر لم توف حقها من خلال عدم إنصافها دوليا باعتبارها ساهمت في نجاح الكثير من القضايا العادلة وناصرتها عبر بلدان العالم، فالحديث عن العرفان وعن دور الجزائر لا جدال فيه وأن الطرف الأخر معني بتغييب هذا الدور ومعني أيضا بتشويهه، وبتعطيل الجزائر عن دورها التاريخي في كل الأحوال.في هذه الوقفة يقول سعادة السفير: «نحن سعداء لأن نكون معكم خاصة في هذه الجريدة الغراء لما تمثله من مفاهيم مختلفة منذ انطلاق الثورة الجزائرية إلى اليوم في كافة المحطات وأليافها «آملا لجريدة الشعب أن تكون على قدر المهمة الملقاة على عاتقها كجريدة رسمية وكجريدة واكبت الثورة الجزائرية واستقلال الجزائر مرورا بكافة المراحل».وانطلاقا من التجربة في تقديره باعتباره فردا من هذه العائلة أي أسرة «الشعب» التي رافقت القضية الفلسطينية على مدار مسيرتها النضالية واحتضانها لملاحق أسبوعية تخص فلسطين عبر سنوات طويلة، يقول بأن تقييم المسائل دائما لا يأتي على قدر الطاقة فقط وإنما يأتي على قدر الاحتياج، فكلما كان هناك احتياج ما يجب علينا أن نلبيه وليس أن نبذل طاقتنا فقط لأن عدم تلبية الاحتياج يعني أننا غائبون عن القيام بدورنا.وهنا تأتي مسألة القناعة ومسألة الدور والتضحية في التعاطي مع المسائل خاصة مع الكثير من القضايا والتطورات، نتلمط في مجال عملنا وتصبح أمامنا شيء تقليدي أو بيروقراطي وبالتالي يصبح شيئا ما من أدائنا لا يؤدي النتيجة التي نعيش بها داخل أنفسنا.وأقر لؤي بأن الفلسطينيين يعتبرون أنفسهم جزائريين كما يعتبر الجزائريون أنفسهم فلسطينيين آملا لهذا التزاوج أن يستمر في أداء دوره الإنساني والعروبي والإسلامي لما له وعليه وما يقوم به ضمن مفاهيم فكرية وسياسية، وأن تظل قضية فلسطين من قضايانا مواصلة على هذه الطريقة، مستشهدا في ذلك عن بعض المفاهيم التي يجب قراءتها، من بينها الزيارة القادمة للرئيس الفلسطيني أبو مازن للجزائر، ثم على الصعيد الاستراتيجي وحتى على صعيد رؤيتنا إلى الاحتلال الإسرائيلي وعلى صعيد رؤيتنا إلى هذا العالم الرافض أو على صعيد الفتن ومحاولة استنزافنا في الكثير من المسائل هنا وهناك، وعلى صعيد أن لا تأخذ فلسطين قضية مركزية وتحول إلى قضية عادية.وفي الأخير، ذكر أن فلسطين كحالة اطمئنانية بالرغم من جراحها ومن آلامها وبالرغم من التعتيم حول ما يجري في القدس والحصار المضروب على غزة ومن الكثير من المسائل التي هي مؤلمة وعلى رأسها الانقسام الفلسطيني، قائلا: «مهما كان الوضع نحن في أرض الرباط مرابطون، أطفالنا صامدون، نساؤنا مؤمنون، نارنا لن تنطفئ بفضلكم بمحبتكم، نحن واثقون بإذن الله إننا سنصلي سويا في القدس طال الزمن أم قصر».




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)