محمد ابن أحمد بن علي بن يحي بن علي بن محمد بن القاسم بن حمود ابن ميمون بن علي بن عبد الله بن عمر بن إدريس بن إدريس بن عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب، هكذا و جدته بخط ولده عفا الله عنه الشريف أبو عبد الله التلمساني.
قال ابن خلدون: يعرف بالعلوني نسبة القرية من أعمال تلمسان تسمى العلونيين و نسبة بيته لا يدافع فيه و ربما غمص فيه بعض الفجرة ممن لا يزغه دينه و لا معرفته بالأنساب فيعد من اللغو اهـ. و يعرف أيضا بالشريف التلمساني علامة تلمسان بل إمام المغرب قاطبة قال الإمام ابن مرزوق الحفيد: شيخ شيوخنا أعلم أهل عصره بإجماع اهـ.
و قال السراج في "فهرسته": شيخنا الفقيه الإمام العالم العلامة الشهير الكبير الصدر القدوة الشريف نسبا العظيم قدرا و منصبا أبو عبد الله ابن السيخ الفقيه الجليل الوجيه العاقل العدل المبرز أبي العباس كان أحد رجال الكمال علما وذاتا وخلقا و خلقا عالما بعلوم جمة من المنقول و المعقول بلغ رتبة الاجتهاد أو كاد بل هو أحد العلماء الراسخين و آخر الأيمة المجتهدين.
نشأ بتلمسان و قرأ القرآن على شيخ بن زيد بن يعقوب و أخذ عن الإمامين ابني الإمام و القاضي أبي عبد الله بن هدية القرشي و الوالي الصالح عبد الله المجاصي و القاضي التميمي و أبي عبد الله محمد بن محمد البروني و عمران المشدالي و القاضي ابن عبد النور و القاضي أبي العباس بن الحين و القاضي علي ابن الرماح و ابن النجار و لازم الإمام الإبلي كثيرا و انتفع به و أخذ أيضا عن عبد السلام التونسي و العالم السطي بمدينة فاس و غيره حضر عليه "الأحكام الصغرى" لعبد الحق و "التهذيب" و بعض "الموطأ" و "الصحيحين" لما قدم رسولا لفاس عام سبعة و ستين و سبع مئة (767) اهـ.
قلت: و ممن صرح ببلوغه درجة الاجتهاد عصرية الإمام الخطيب ابن مرزوق الجد في رسالته التي رد فيها على أبي القاسم الغبريني و أثنى عليه كثيرا.
قال ابن خلدون: أخذ بتلمسان العلم عن مشيختها و اختص بابني الإمام و تفقه عليهما في الأصول و الكلام ثم لزم شيخنا الإبلي و تضلع من معارفه و استبحر و تفرجت ينابيع العلوم من مداركه ثم رحل لتونس سنة و أربعين فلقي شيخنا ابن عبد السلام و أفاد منه و استعظم رتبته في العلم و كان ابن عبد السلام يصغى إليه و يؤثر محله و يعرف حقه حتى زعموا أن ابن عبد السلام يخلو به في بيته فيقرأ عليه أي على الشريف فصل التصوف من إشارات ابن سينا لأن الشريف قد أحكم الكتاب على الإبلي و قرأ عليه ابن عبد السلام أيضا فصل التصوف من "شفاء" ابن سينا و من تلاخيص أرسطو لابن رشد من الحساب و الهندسة و الهيأة و الفرائض علاوة على ما كان الشريف يحمله من الفقه و العربية و سائر العلوم الشريعة و له اليد الطولى في الخلفيات و قدم عالية فعرف له ابن عبد السلام ذلك كله و أوجب حقه فرجع لتلمسان و انتصب للتدريس و بث العلم فملأ المغرب بعد واقعة القيروان ثم ملك أبو عنان تلمسان بعد مهلك أبيه سنة ثلاث و خمسين فاختار الشريف لمجلسه العلمي مع من اختار من المشيخة و رحل به لفاس فتبرم الشريف من الغربة و اشتكى فغضب السلطان لذلك ثم بلغه أن عثمان بن عبد الرحمن سلطان تلمسان أوصاه على ولده و أودع مالا له عند بعض الأعيان من التلمسانيين و أن الشريف عالم بذلك فسخط على الشريف و اعتقله ثم سرحه عام أول ست و خمسين و أقصاه ثم أعتبه بعد فتح قسنطينة فرد لمجلسه ثم هلك أبو عنان و ملك أبو حمو بن عبد الحق تلمسان فاستدعى الشريف من فاس فسرحه الوزير القائم بالأمر عمر بن عبد الله فرجع لتلمسان فتلقاه أبو حمو براحتيه و أصهر له في بنته فزوجها له و بنى له مدرسة فقام يدرس حتى هلك سنة إحدى و سبعين و أخبرني أن مولده عام سبع و عشرة (710) اهـ.
قال الونشريسي: هذا هو الصحيح في ولادته في و أما وفاته فرابع ذي الحجة متم عام أحد و سبعين و سبع مئة (771) و كان شيخنا حيرا إماما محققا نظارا شرح "جمل الخونجي" و ألف كتاب المفتاح في أصول فقه اهـ.
وممن أخذ عنه ولده أبو محمد و الإمام الشاطبي و ابن زمرك و ابراهيم الثغري و ابو عبد الله القيسي و ابن خلدون و ابن عباد و ابن السكاك والفقيه ابن محمد بن علي الميورقي و الولي ابراهيم المصمودي و غيرهم و ذكر ابو زكرياء السراج و المسيلي أن مولده عام ستة عشر و ما تقدم أصح.
و بعد أن كتبت ما تقدم و قفت على جزء لبعض التلمسانيين عرف صاحبه بالشريف و ولديه فلخصته في جزء سميته "القول المنيف في ترجمة الإمام أبي عبد الله الشريف" فلنذكر هنا بعض ما تيسر منه.
قال صاحب الجزء المذكور: و كان آخر الأئمة المجتهدين ولد عام عشرة و سبع مئة (710) فنشأ عفيفا صينا فتعلم العلم في صغره بأخلاق مرضية نسيج و حده و فريد عصره انتهت إليه إمامة المالكية بالمغرب و ضربت إليه آباط الإبل الشرق و غربا فهو علم علمائها ورافع لوائها أحيا السنة و أمات البدعة الو أظهر من العلم ما بهر العقول نجب في القرآن على ابن يعقوب فلما ظهرت نجابته أحبه خاله عبد الكريم فكان يلازمه في مجالس العلم صغيرا حضر يوما مجلس أبي زيد ابن الإمام في تفسير القرآن فذكر النعيم الجنة فقال له الشريف و هو صبي: هل يقرأ فيها العلم؟ قال له: نعم فيها ما تشبهه الأنفس و تلذ الأعين فقال له: لو قلت: لا قلت لك لا لذة فيها فعجب منه الشيخ و دعا له، ثم قيض الله له الإبلي بما عنده من العلوم الجزيلة و التحقيق التام فانتفع به انتفاعا عظيما و اعتمد عليه ثم استفرغ و سمعه في طلب العلم حتى حدث بعضهم أنه لازمه أربعة أشهر فلم يره نزع ثوبه و لا عمامته لشغله بالنظر و البحث فإذا غلبه النوم نام نوما خفيفا فإذا أفاق لم يرجع إليه أصلا يقول أخذت النفس حقها فيتوضأ و الوضوء من أخف الأشياء عليه ثم رجع للنظر. ابتدأ الإقراء و هو ابن أحد عشر عاما أخذ عن ابني الإمام و كانا من أجلة العلماء لم يكن في زمانهما أعظم منهما و لا أعلى قدرا و لا أقع عند الملوك نهيا و أمر فتضلع و أخذ عن غيرهما فذكر من تقدم و شهد له شيوخه كلهم بوفور العقل و حضور الذهن فاتسع في العلم باعه و عظم قدره فأقرأ العلوم في زمن شيوخه، و أقبل عليه الخلق مع سلامة العقل جاريا على نهج السلف عالما بأيام الله مائلا للنظر و الحجة أصوليا متكلما جامعا للعقول العقلية القديمة و الحديثة.
لقي بتونس ابن عبد السلام فلازمه و انتفع به و ذكره ولده ابو محمد عبد الله أنه لما حضر مجلس ابن عبد السلام جلس حيث انتهى به المجلس فتكلم الشيخ في الذكر هل هو حقيقة في ذكر اللسان؟ فقال له أبو عبد الله: يا سيدي الذكر ضد النسيان و محل النسيان القلب لا اللسان و تقرر أن الضدين يجب اتحاد محلهما فعارضه ابن عبد السلام بأن الذكر ضد الصمت و الصمت محله اللسان فيجب كون اللسان محل ضده الذي هو الذكر فيكون حقيقة فيه قال ابو عبد الله فسكت عن مراجعة تأدبا معه و قد علمت أن الصمت إنما ضده النطق لا الذكر فلما جاء في الغد جلس موضعه فقام نقيب الدولة فأجلسه بجنب ابن عبد السلام بأمره بذلك فلما فرغ من القراءة قال: أنت أبو عبد الله الشريف؟ قال نعم فأكرمه فكان يجلس بجنبه و كان يقرأ على الشيخ في داره و لقي أكابر التونسيين بمجلسه فتعجبوا منه، فكل يوم يزداد عندهم جلالة ثم رجع لبلده فدرس العلوم و أحيا الشريعة فكان من أحسن الناس وجها و قدرا مهيبا ذا نفس كريمة و همة نزيهة ر فيع الملبس بلا تصنع سري الهمة بلا تكبر حليما متوسطا في أموره قوي النفس مؤيدا بطهارة ثقة عدلا ثبتا سلم له الأكابر بلا منازع أصدق الناس لهجة و أحفظهم مروءة مشفقا على الناس رحيما بهم يتلطف في هدايتهم، و يعنينهم بجهده حسن اللقاء كريم النفس طويل اليد يعطي نفقات عديدة ذا كرم واسع و كنف لين و صفاء قلب. دخل عليه طالب فصيح فأعطاه و قرأ ثم دخل عليه مرة بفاس فسأله عن حاله فذكر له أنه قرأ القرآن بالقرويين فما أعطاه أحد شيئا فتأسف الشيخ لحاله ففي الغد بعث أربعة من طلبته بأربعة قراطيس دارهم و قال لهم احضروا مجلسه فإذا قرأ فرموا القراطيس بين يديه ففعلوا فأخذها الطالب و دعا لهم فعرف الناس حالته فانثالت عليه العطايا و سأله السلطان يوما عن المسألة الطالب الفلاني و كان محتاجا فطلبه السلطان فقيل إنه بسجلماسة فوجه لعاملها أن يعطيه نفقة و كسوة و يوجهه فوصل إلى أسرع وقت فبين المسألة بين يدي السلطان فسئل عمن استفادها فقال فقل عن سيدي أبي عبد الله الشريف و كان الطلبة في وقته أعز الناس و أكثرهم عددا و أوسعهم رزقا فنشروا العلم و استعانوا العلم و استعانوا بحسن لقائه و سهولة فيضه و حلاوته مع بشاشة لا يؤثر عن الطلبة غيرهم يحملهم على الصدق و يثبت لهم الحقائق يرتب كلا في منزله و يحمل كلامهم على أحسن وجهه يبرزه في أحسن صورة يترك كل كلامهم على أحسن صورة يترك كل أحد و ما يميل غليه من العلوم و يرى الكل من أبواب السعادة و يقول: من رزق في باب فيلازمه مع كرم الأخلاق قائما بالعدل لا يغضب و إذا غضب قام و توضأ جميل العشرة بساما منصفا يقضي الحوائج سمحا متورعا يوسع في نفقة أهله و يصل رحمة الله و يواسيهم بحريات كثيرة من ماله يكرم ضيفه و يقرب له ما حضر و يطعم الطلبة طيب الأطعمة و بيته مجتمع العلماء و الصلحاء. كان أشياخه يجلون حتى قال ابن عبد السلام: ما أظن أن في المغرب مثل هذا و كان الإبلي يقول هو أوفر من قرأ علي كثيرا شرقا و غربا فما رأيت فيهم أنجب من أربعة: أبو عبد الله الشريف أنجحهم عقلا و أكثرهم تحصيلا و إذا أشكلت مسألة على الطلبة الإبلي أو ظهر بحث دقيق يقول: انتظروا أبا عبد الله الشريف، قال له الشيخ ابن عرفة غايتك في العلم لا تدرك و لما سمع بموته قال: لقد ماتت بموته العلوم العقلية و حضر بفاس في بدايته مجلس عيد المؤمن الجاناتي فاتفق بحث فأبدى فيه وجعا بديعا فنظر إليه الشيخ عبد المؤمن فقال: ما ذكرته من عندك أو منتقل؟ فقال: من عندي فسأله عن بلده و نسبه، و لأي شيء جاء فقال: جئت للقراءة على الإبلي فقال له: الحمد الله الذي وفقك و دعا له بحث و بحث يوما مع أبي زيد ابن الإمام في حديث و تجاذبا فيه الكلام جوابا و اعتراضا حتى ظهر فأنشده الشيخ:
أعلمـه الرمـايـة كل يـوم
فلما اشتـد سـاعده رمـاني
قال الشيخ أبو يحي المطغري: لما اجتمع علماء عند أبي عنا أمر الفقيه العالم المقري بإقراء التفسير فـامتنع منه و قال: الشريف أبو عبد الله أولى مني بذلك فقال له السلطان: تعلم أنت العلوم القرآن و أهل التفسير فأقرئه قال له: إن أبا عبد الله اعلم بذلك مني فلا يسعني الإقراء بحضرته فعجبوا من انصافه ففسر أبو عبد الله بحضرة العلماء كافة الدار السلطان و نزل السرير ملكه و جلس معهم على الحصير فأتى بما أدهش الحاضرين حتى قال السلطان عند فراغه: إني لأرى العلم من منابت شعره و جاء إليه القاضي الفشتالي بعد خروجهم فطلب منه تقييد ما صدر منه ذلك اليوم فقال: إنه من كتاب كذا و كذا و ذكر كتبا معروفة عندهم فعلم القاضي أن الحسن للشنب و أن الأمر غير مكتسب.
قال الخطيب ابن المرزوق: لما سافر أبو عبد الله لتونس كرهت مفارقته و لكن حمدت الله على رؤية أهل افريقية مثله من المغرب و كان الفقيه الكبير الصالح موسى العبدوسي كبير فقهاء فاس يبحث عما يصدر من أبي عبد الله من تقييد أو فتوى فيكتبه و هو أسن من أبي عبد الله و كان الفقيه المحدث القاضي أبو علي منصور بن هدية القرشي يقول: كل فقيه قرأ في زماننا هذا أخذ ما قدر له من العلم إلا أبا عبد الله الشريف فإن اجتهاده يزيد و الله اعلم حيث ينتهي أمره و سمعت أبا يحي المطغري يقول: حضرت مجلس كثير من كبار العلماء فما رأيت مثل أبي عبد الله و ولديه اهـ.
و وصل التفنن في العلوم إلى الغاية جمع بين الحق و الحقيقة لا يشق غباره بل حظ العلماء السماع منه فسر القرآن خمسا و عشرين سنة بحضرة أكابر الملوك و العلماء و الصلحاء و صدور الطلبة لا يتخلف منهم أحد عالما بقراءته و روايته و فنون علومه من بيان و أحكام و ناسخ و منسوخ و غيرها مع إمامته في الحديث و فقهه و غريبه متونه و رجاله و أنواع فنونه إلى الإمامة في أصول الدين قائما بالحق صحيح النظر كثير الذب عن السنة و إزاحة افشكال متدربا في تعليم غواضها حسن البسط في التأليف ألف كتابا في "القضاء و القدر" و حقق فيه مقدار الحق باحسن تعبير عن تلك العلوم الغامضة و إليه يفزع العلماء مغرب في حل المشكلات.
وجه العالم المحقق يحي الرهوني من بلاد توزر أسئلة فأوضح مشكلها و كان من أئمة المالكية و مجتهديهم فقيه النفس قائما على الفروع و الأصول ثبتا و تحصيلا عالما بالأحكام و استنباطها قوي التوجيه سريع النظر متورعا في الفتوى متحريا في مسائل الطلاق يدفعها عن نفسه ما استطاع يدرس الفقه في كثير أوقاته و غالبها يقرأ "المدونة" بعد التفسير حتى مات. لم ينتفع الطلبة بأحد في مصر من الأمصار ما انتفعوا به في زمانه و ذكر بعض الفقهاء فاس السلطان أبي عنان أنه غير متبحر في الفقه جسدا فبعث السلطان حينئذ للفقهاء فحضروا و أمره بإقراء حديث "إذا و لغ الكلب في أناء احدهم" يختبر به حاله في الفقه فأخذ فيها من غير نظر فأول ما قال: في هذا الحديث خمس و عشرون فرقة فسردها ثم تكلم على أخذها من الحديث و ترجيح ما رجح كأنه يمليها من كتاب فلما رأى السلطان ذلك أقبل الطاعنين و قال لهم: هذا الذي قلتم إنه قاصر في الفقه و كان لكلامه حلاوة ورونق و طلاوة قوة علمه فيه ظاهرة و أنواره باهرة ألف في أصول الفقه "مفتاح الأصول في بناء الفروع على الأصول" طبق فيه مسائل الفقه مع الأصول من أعلم الناس بالعربية و العلوم الأدب نحوا و بيانا حافظا للغة و الغريب و الشعر و الأمثال و أخبار الناس و مذاهبهم و أيام العرب و سيرها و حروبها و أخبار الصالحين و سيرهم و إشارات الصوفية و مذاهبهم حسن المجلس كثير الحكايات، ممتع المحضر، عذب الكلام، منصفا في البحث و المناظرة، كثير البسط بلا عار و لا سرف، خبيرا بأخبار النفس و تزكيتها و تطهيرها، مذللا صعاب الأمور، إماما في العلوم العقلية كلها منطقا و حسابا و فرائض و تنجيما و هندسة و موسيقى و تشريحا و فلاحة و كثيرا من العلوم القديمة." شرح جمل الخونجي" من اجل كبت الفن.
انتفع به العلماء قراءة و نسخا و تأليفا في المعاوضات و كان قليل التأليف، أكثر اعتنائه بالإفراء فتخرج به من صدور العلماء و أعيان الفضلاء و نجباء الأولياء من لا يحصى و كان مهيبا محببا جعل الله محبته في القلوب من رآه أحبه و إن لم يعرفه يجله الملوك و يقدمونه في مجالسهم يلاطفهم تارة و يفصح بالحق تارة و ينصر المظلوم و يقضى الحوائج و قال لبعض الملوك و قد أمر بضرب فقيه: إن كان عندك صغيرا فهو عند الناس كبير و إنه من أهل العلم فنجا الفقيه و سرح مكرما و دخل بعض المرابطين على السلطان أبي حمو في أول أمره، فلم يقبل يده و لا بايعه بل سلم و انصرف فاشتد عليه غضبه فقال: ما له لا يبايعني و هم بشر فقال له أبو عبد الله: هذه عادته مع من تقدم من الملوك و هو من أهل الله فانكسر غضبه و أكرم المرابط و ولاه قبيلة كلها و كان يجلسه الملوك في أرفع المجالس، ينصتون له فيقيم الحق لا يخدمهم بدينه و لا يسألهم حوائج نفسه و لا يخاطبهم إلا بما يسوغ شرعا يعظم أهل الحق في قلوبهم، و لا ينتصر لنفسه و يدفع حاسده بالتي هي أحسن يلتمس لأول الفضل في عثرتهم أحسن الوجوه و يتغافل عن غيره مع ماله من جميل الذكر و بعد الصيت و علو المنصب لا يماري العلماء في مجالس الملوك و لا يرد على أحد و لا يخطئ المفسرين و لا ينصر العامة و لا يجرئهم على المعاصي بل يعظم منصب العلم.
مجلسه مجلس نزاهة و دراية و تحقيق، إذا تكلم في مسألة أوضحها نهاره كله بين إقراء و مطالعة و تلاوة، يقسم الوقت على الطلبة بالرملية ينام ثلث الليل و ينظر ثلثه و يصلي ثلثه يقرأ كل ليلة ثمانية أحزاب في صلاته و مثله في أول النهار و يواظب قراءة الحزب دائما و يقرئ في التفسير نحو ربع حزب كل يوم مع البحث إذا طال بحث الطلبة أمرهم بالتقييد في المسألة ثم يفصل بينهم يطالع كتبا كثيرة، حدثني بعضهم أنه وجد بين يديه سبعين كتابا قوي اليقين بعيد النفس عن الطمع، لا يشغله أمر الرزق ارتاض نفسه للطلب حتى سهل عليه، فنال خيرات الدنيا و الآخرة و كان العلماء الأندلس أعرف الناس بقدره و أكثرهم تعظيما له حتى أن العالم الشهير لسان الدين بن الخطيب صاحب الأنباء العجيبة و التآليف البديعة إذا ألف تأليفا بعثه إليه و عرض عليه و طلب منه أن يكتب عليه بخطبه و كان الشيخ الإمام الصدر المفتي أبو سعيد ابن لب شيخ علماء الأندلس كلما أشكل عليه شيء كاتبه ليبين له ما أشكل فأقر له بالفضل و أما زهده ومروءته و دينه فمعلوم.
كان غني النفس بربه ساكن الجآش كثيرا النفقة لا يهتم في أمرها حتى ذكر ولده عبد الله أنه بقي في بعض الأزمنة ستة أشهر مشتغلا بالعلم لم ير فيها أولاده لأنه يقوم صبحا و هم نائمون و يأتي ليلا و هم نائمون و ذكر أنه لم يأخذ مرتبا في مدرسته و لا غيرها في زمن طلبة و إنما ينفق من مال أبيه و ربما وضع له طيب الطعام ليفطر به في رمضان و غيره فيشتغل عنه بالنظر حتى بسحوره فيتركهما حتى يصبح و يواصل الصوم بالنظر مصون العرض منزها عن الرتب اتفق العدو و الصديق على نزاهته و صدق لهجته و تساوى في محبته البر و الفاجر موظبا على الفكرة واقفا مع الحدود مسلما للعبودية كثير الجد في الأمر و النهي لا تعادل الدنيا عنده شيئا يتباعد عن الملوك مع إقبالهم عليه و حرصهم على قربه و رفعته ما تولى أمرا من أمور الدنيا بل يقف مع العلم حيث وقف مع تمكنه ، و كان السلطان أبو سعيد يحبه حبا عظيما و يخاطبه بسيدي فلما انحل ملكه عرض عليه مالا وديعة فامتنع بالكلية فأودعه عند غيره و أشهد ثم رفع الأمر لأبي عنان بعد ملكه و أخبر به فوجه فيه و عاتبه شديدا حين لم يرفع الأمر إليه و امتن عليه بتقريبه و رفعه على العلماء فأجابه و قال: إنما عندي شهادة لا يجب على رفعها بل سترها و أما تقريبك إياي فقد ضرني أكثر مما ينفعني و نقص به ديني و علمي و شدد القول عليه أي على السلطان فغضب لذلك و سجنه ثم ورد إثر ذلك يعقوب بن علي شيخ أعراب إفريقية فقال: خيرا غير أنهم سمعوا بسجنك عالما شريفا كبير القدر فلامك فيه الخاصة و العامة فأمر بإطلاقه و الإحسان إليه بلا تسبب منه و لا معرفة و هي أعظم محنة امتحن بها و ما زال السلطان يعتذر له عنها حتى مات و كان أينا مأمونا حافظا لسره مالكا لنفسه مقبلا على شأنه يركن إليه أهل الدين و الدنيا من القريب و البعيد و كان قاضي قسنطينة حسن بن باديس وضع عنده أمانة في قرطاس فوضعها في بيته فلما طلبه صاحبه أخرجها فوجد مكتوبا على الظاهر القرطاس مئة ذهب فحله و عدها فإذا خمس و سبعون ذهبا فزاد فيها خمسة و عشرين فأعطاه له فمكث عنده يومين فرجع إليه و قال: يا سيدي و جدت في الأمانة زيادة خمسة و عشرين فقال: إنما لم أعدها عند أخذها منك فلما وقع بصري على الخط اختبرتها فلم أجد العدد فكملتها ظانا ضياعها عندي فقال: يا سيدي لم أعط إلا خمسة و سبعين فرد الزيادة و شكره و حمد الله على وجود مثله و كان متمسكا في أموره بالسنة راكنا لأهلها كثير الإتباع شديدا على أهل البدع ذا باس وقت في نصر الحق لا تشاهد في قطره بدعة و لا يضع أسرار الشريعة في غير محلها و لا يشوش على أحد و يزجر من أخذ فوق قدره سأله بعضهم عن تفضيل أبي بكر على عمر فزجره، و كان يحضر مجليه كبير الوزراء الدولة فطال يوما على بعض الأئمة فنظر إليه نظرة غضب و عنفه سكت الوزير و لم يقطع المجلس و قرأ عليه بعض الطلبة كتب الغزالي على وجه التجمل بها فرأى الشيخ في المنام كأنه يضع كتبه في موضع قذر فتركه ولم يعد تعليمه و كان كثير التدبر للآيات و النظر في الملكوت بعبرة و فكرة.
له كرامات كثيرة منها: أنه اشتد الغلاء بقسنطينة في محله أبي عنان حتى بلغ الفول ثمانية بدرهم، و عظم الحال فكانت تصله الكتب و في عنوانها تدفع لسيدي أبي عبد الله فإذا فتحها و جد بيضا فيها ذهب لا يعرف من أين هي فيستعين بها على شأنه حتى خلصه الله و منها أنهم أتوا في واد حامل لا يجوزه إلا الفرسان و كانت معه حمارة يحمل عليها فجازت مع الفرسان سالمة فنزلت المحلة قرب الوادي فاتفق ضرب خبائه بموضع مرتفع هناك ففي نصف الليل جاء سيل عم المحلة و طلع في أخبيتهم وانهدت أبنية السلطان فباتوا في أسواء حال و هو في منزله لم يصله الماء فكان السلطان ينظر إليه في تلك الحال و يقول: كبف علم بما يتفق الليلة و لم يعلمنا به.
و لما وصل في تفسيره الأخير غلى قوله تعالى:{ يستبشرون بنعمة من الله} مرض ثمانية عشر يوما ثم مات ليلة الأحد رابع ذي الحجة متمم عام أحد وسبعين و حدث الخطيب الصالح على بن مزية و الفقيه راشد و غيرهما أنهم رأوا حين موته كأنه يجلس من يدخل عليه فكانوا يظنونه الملائكة و ذكر ولده أبو يحي أنه في مرضه قبل المصحف و مسح به و جهه و قال: اللهم كما عززتني به في الدنيا فاعززني به في الآخرة و رآه بعض الصلحاء بعد موته فقال له: أين أنت؟ فقال:{في مقعد صدق عند مليك مقتدر} و تأسف لموته السلطان و قال لولده عبد الله: ما مات من خلفك و إنما مات أبوك لي لأني أباهي به الملوك ثم أعطاه المدرسة و رتب له جميع مرتبه اهـ ملخصا في الجزء المذكور.
فائدة: سئل رحمه الله من غرناطة عن قول الإمام المرجوع عنه و ما ينقل أهل المذهب عنه في مسألة واحدة قولين مختلفين و ثلاثة يقولون وقع له في "المدونة" كذا و في "الموازية" كذا و يعتقدونها خلافا فيفتون بها من غير تعيين للمتأخر منها الذي يجب الأخذ به من المتقدم الذي يترك مع التقليد لصاحبها و هو واحد مع اتفاق أهل الأصول على أنه إذا صدر القولان عن عالم لم يعلم المتأخر منهما لا يِخذ بواحد منهما لاحتمال كون المأخوذ المرجوع عنه فصار كدليلين نسخ أحدهما فلم يعلم بعينه لا يعمل بمقتضى و احد منهما و أما المجتهد فيأخذ براية من حيث اجتهاده و قد وقعت هذه عندنا و تردد النظر فيها أياما فلم يوفق إلا أن الضرورة داعية إلى ذلك و إلا ذهب معظم فقه مالك و مستند الأخذ مع الضرورة أن مالكا لم يقل بالأول إلا بدليل و إن رجع عنه فنأخذ به من حيث الدليل و أيضا غالب أقواله قال بها أصحابه فيعمل بها من حيث اجتهادهم و أيضا فجميع المصنفين سطروا هذه الأقوال و اقتدوا بها من غير تعرض لهذا الإشكال فبعيد اجتماعهم على الخطأ هذا ما ظهر لنا و قد أجاب القرافي عن هذا الأخير في "شرح التنقيح" بما علمهم فأجاب رحمة الله: اعلموا أن المجتهد إما مطلق و هو من اطلع على قواعد الشيخ و أحاط بمداركها و وجوه النظر فيها فهو يبحث عن حكم نازلة بنظره في دلالتها على المطلوب فينظر في معارض السند و التخصيص و التقييد و الترجيح و غيرها إن لم يعلم المتأخر فيعمل بالمراجح أو الناسخ حيث ظهر و يصير المتقدم لغوا كأنه لم يذكر البتة هذا نظره و إما المجتهد في مذهب معين و هو من اطلع على قواعد إمامه و أحاط بأصوله و مآخذه و عرف وجوه النظر فيها و نسبته إليها كالمجتهد المطلق في قواعد الشريعة كابن القاسم و أشهب في المذهب و المزني و ابن شريح في المذهب الشافعي قرؤوا على مالك فأما الشافعي فترقى للاجتهاد المطلق فكان ينظر في الأدلة بما أداه إليه اجتهاده و أما ابن القاسم فيقول: سمعت مالكا يقول كذا أو بلغني عنه هذا و قال في كذا كذا و مسألتك مثلها فهذه رتبة الاجتهاد المذهبي و قد قال في غضب "المدونة" في الغاضب و السارق بركبان المغصوبة أو السارق كراء ركوبه الخ. فأنت ترى شدة إتباعه لمالك و تقليده له و أما مخالفته له في بعض المسائل كقوله: يتعين ثلاث بنات لبون في مئة و إحدى و عشرين من الإبل كقول ابن شهاب و مالك يخبره في ذلك أو حقتين و فيمن قال لعبده أنت حربتلأ و عليك مئة دينار و قال مالك: هو حر و يتبع بها و ابن القاسم لا يتبع بشيء كقول ابن المسيب و في الغرماء يدعون على الوصي التقاضي يحلفهم مالك في القليل و توقف في الكثير و يحلفهم ابن القاسم مطلقا كقول ابن هرمز و غيرها فيحتمل أنه رأى أن ما قاله هو في هذه المسائل هو الجاري على قواعد مالك فلذا اختاره فلم يخرج عن تقليده فيها و يحتمل أنه اجتهد فيها مطلقا بناء على جواز تحري الاجتهاد و أما أصبغ فقال: اخطأ أبو القاسم لما رآه خالفا فيها مالكا إما لأنه رآه خارجا عن أصوله و صريح قوله و أما أشهب فالمحققون على انه مقلد لمالك غير مجتهد و قوله في مسألة: من حلف بعتق أمته أن لا يفعل كذا فولدت بعد اليمين و قبل الحنث لا يعتقون معها فقيل له إن مالكا قال يعتقون معها قال و إن قالهما لك فلسنا له بمماليك يقنضي اجتهاده كما قال ابن رشد خلاف ما فاله الجمهور أنه مقلد له فإذا تقرر هذا القولان لمالك و الذي لم يعلم المتأخر منهما ينظر مجتهد المذهب أيها أجرى على قواعد إمامه و يجتهد له أصوله فيحرجه و يفتي به و إذا علم المتأخر من قولي الإمام فلا ينبغي اعتقاد أنها كقول الشارع بحيث يلغي الأول البتة لأن الشارع واضع و رافع لا تابع فإذا نسخ الأول رفع اعتباره أصلا و إمام المذهب لا واضع و لا رافع بل هو في اجتهاده طالب حكم الشرع متبع لدليله في اعتقاده، و في اعتقاده ثانيا أنه غالط في اجتهاده الأول و يجوز على نفسه في اجتهاده الثاني من الغلط ما اعتقده في اجتهاد الأول ما لم يرجع لنص قاطع و كذلك مقلدون يجوزون عليه في كلا اعتقاديه ما جوزه هو على نفسه من غلط و نسيان فلذلك كان لمقلده اختيار أول قوليه إذا رآه أجرى على قواعده إن كان مجتهدا في مذهبه و إن كان مقلدا صرفا تعين عليه العمل بآخر قوليه لأغلبية إصابته على الظن.
فهذا سر الفرق بين صنفي الاجتهاد و فصل القضية فيهما و حاصلة أن أقوال الشارع إنشاء و أقوال المجتهد إخبار و بهذا يظهر غلط من اعتقد من الأصولين أن حكم القول الثاني من المجتهد حكم الناسخ من قولي الشارع و يظهر الصحة ما ذكره أين أبي جمرة في "إقليد التقليد" أن المجتهد إذا رجع عن قول أوشك فليس رجوعه عنه مما يبطله ما لم لقاطع قال: لأنه رجع من اجتهاد لاجتهاد عند عدم النص فترجح اصطحابه فيأخذ بعضهم بالأول قال: و في "المدونة" من ذلك مسائل هذا كلامه و لم أر من اعتراض عليه بأن من أخذ بالقول المرجوع عنه فإن ذلك لقوة مداركه عنده لا أنه قلد مالكا فيها كما أشير إليه في السؤال و إنما لم يصب لأن نظر من أخذ بالقول أول من أصحابه نظر مقيد بقواعده لا نظر مطلق كالمجتهد فلذا كان مقلدا له لتمسك بأصول مذهبه و قواعده و إن خالف نص إمامه ففي العتبية في سماع عيسى فيمن قال لامرأته: أنت طالق إن كلمتني حتى تقولي أحبك فقالت: غفر الله لك إني أحبك فقال: حانث لقولها غفر الله لك قبل قولها أحبك و لقد اختصمت أنا و ابن كنانة لمالك فيمن قال: إن كلمتك حتى تفعلي كذا فأنت طالق ثم قال لها نسقا: فاذهبي الآن فقلت: حانث و قال أو كنانة: لا يحنث فقضى لي مالك عليه فمسألتك أبين من هذا.
و صوب أصبغ قول ابن كنانة و لما تكلم ابن رشد على هذه المسائل و شبهها اختار قول ابن كنانة ثم قال: يوجد في المذهب مسائل ليست على أصوله تنحو لمذهب أهل العراق فأنت ترى أبن الرشد اختار خلاف قول ابن القاسم كما اختاره اصبغ جريا على أصل المذهب و لم يبالوا بقضاء مالك لابن القاسم لما رأوه خارجا على أصل مذهبه حتى قال ابن رشد: إن في المذهب مسائل ليست على أصوله أترى من خالف في تلك المسائل جريا منه قواعد المذهب و مداركه يعد شاقا لإمام المذهب كلا بل هو أولى بالإتفاق و أحق بالتقليد و قولكم اتفق أهل الأصول على عدم العمل بمقتضى القولين المتضدين اللذين لا يعلم المتأخر منهما فلا اعرف في كتبهم إلا في المقلد تفريعا على أن أحدهما مرجوع عنه قالوا لا يعمل بواحد حتى يظهر المتأخر و قد قدمنا أن مجتهد المذهب ينظر في ترجيح أحدهما فيعمل بما يوافق المذهب كفعل المجتهد في أقوال الشارع و بينا أن قولي افمام ليسا كنسبة الناسخ و المنسوخ بما لا مزيد عليه و قولكم: إن الضرورة داعية إلى العمل بمثل ذلك و إلا بطل معظم الفقه قلنا: كان ماذا؟ و أين هذه الضرورة من وجوب التوقف في أقوال الشارع إذا لم يعلم المتاخر إذا ر يعمل بواحد منهما قبل التبيين و قولكم في مستند الأخذ بها إن مالكا لم يقل بكل إلا بدليل فلنا نأخذ به من حيث ذلك الدليل قلنا: لا يصح هذا المستند عند من يقول إن القولين حيث ذلك الدليل: لا يصح هذا المستند عند اعتبار الدليل مع نسخة نعم إنما يتم اجتهاد فأين هذا من قولكم أولا إنهم يعملون مع قليد صاحبها اللهم إلا أن يحقق بما ذكرنا من عمل اصحابه بأول أقواله بناء على اعتقادهم جرية على قواعده و اصوله فلم يزاولوا في درك التقليد و إن اجتهدوا في المذهب و أما إن عملوا به بناء على ا}تهاد المطلق فقد بطلت و حدة الإمام و لزم الخروج عن مذهبه و قولكم إن المصنفين سطروا القوال إلى قولكم بعيد أن يجمعوا على الخطأ فهو رد إجمالي ما تبين فيه نكتة مستندها الإجماع السكوتي و هي ما أشرنا إليه و أما جوانب القرافي فضعيف عند التأمل و الله أعلم.
و انتهت فتواه ملخصة فتأملها مع ما فيها من التحقيق فبعض الشيء يؤذن بكله و ربك الفتاح العليم اهـ.
و في "سلوة الأنفاس": أبو عبد الله سيدي محمد بن أحمد المعروف بالشريف التلمساني العلامة الشهير و القدوة الكبير أحد راسخي العلماء و آخر الأئمة المجتهدين العظماء إمام أهل المغرب قاطبة و أعلم أهل عصره بإجماع و أوحد رجال الكمال علما و ذاتا و خلقا و خلقا أفراد بعضهم ترجمته في جزء في عدة كراريس و ترجمة أيضا في "كفاية المحتاج" و أطال في ترجمته و بالغ في الثناء عليه و وصفه ببلوغ رتبة الاجتهاد توفي رحمة الله بتلمسان في ذي الحجة متم سنة إحدى و سبعين و سبع مئة (771)
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 28/10/2010
مضاف من طرف : soufisafi
المصدر : تعريف الخلف برجال السلف