الجزائر

الشروع في انجاز بطاقية حول المساجد العتيقة من أجل الترميم



شرعت مؤسسة الإمام الهواري بوهران في تصنيف و انجاز بطاقية حول المساجد العتيقة في المدينة من أجل تقديمها الى السلطات المعنية للتكفل بعملية ترميمها، حيث أكد أمس الأستاذ هواري عبد الرحمان علواطي رئيس مؤسسة الإمام الهواري في تصريح خص به الجمهوريةأن اللجنة العلمية التابعة للمؤسسة، تعمل على انجاز بطاقية لكل المساجد العتيقة بوهران من أجل تصنيفها خاصة و أن جل هذه المساجد الأثرية تحتاج اليوم إلى عمليات ترميم وصيانة لحمايتها من التدهور والمحافظة على قيمتها المعمارية ، و من بينهم مسجد الإمام الهواري جامع الباشا، مسجد الباي محمد بن عثمان الكبير ، و مسجد محمد الباي ، فبرغم الاعتداءات التي طالت هذه المنشآت الدينية والتعليمية، لا يزال بعض منها يواصل أداء وظائفه، مضيفا أن هذه المساجد التاريخية قد تعرضت خلال الاحتلال الإسباني والفرنسي الذي دام أزيد من 4 قرون إلى أعمال التخريب والغلق وطمس بعض معالمها المعمارية و استغلال البعض منها كمخازن للأسلحة ولمأرب أخرى ، كما تم الاستيلاء على أوقافها، حيث قال : " نحن نعمل على إعادة الاعتبار مسجد الإمام سيدي الهواري الذي تحمل المؤسسة اسمه، علما أنه كاaن في الأصل زاوية أسسها الولي الصالح محمد بن عمر الهواري ستة 1439م بالحي الذي يحمل اسمه وشيد خلفه ضريحه الذي لا يزال إلى اليوم مزارا ومقصدا للوافدين على وهران ، وكانت الزاوية ومدرستها التي تأسست في عهد الزيانيين تقوم بتدريس العلوم الدينية وواصلت نشاطها لفترات متلاحقة. ومع دخول المستعمر الفرنسي تم تحويله إلى مخزن للعتاد العسكري ولم يستأنف وظيفته الدينية إلا بعد الاستقلال، و رغم أنه استفاد من عملية ترميم أولى منذ سنوات إلا أنه مازال يحتاج الى ترميم لنحفاظ على هذا المعلم الديني و التراثي ".
و تحدث رئيس مؤسسة الإمام الهواري أيضا عن جامع الباشا الذي يعتبر أحد أهم المساجد العتيقة بوهران و الذي شيده الباي محمد الكبير مباشرة بعد تحرير وهران من الاحتلال الإسباني سنة 1792، بأمر من حاكم أيالة الجزائر حسن باشا حيث لا تزال اللوحة الرخامية التأسيسية لهذا الجامع الذي افتتح سنة 1796 موجودة بمتحف أحمد زبانة بوهران و تؤرخ لهذا النصر ، وقد تم إغلاق المسجد سنة 2009 بعد حدوث تشققات على مستوى أرضية بيت الصلاة والأعمدة والدعامات، و هناك مشروع لترميم المسجد و قصر الباي بوهران لكن بسبب تواجد عدة عائلات قد تعرضت عمارتها للانهيار ، فلقد لجأت إلى هذا المسجد المصنف ، ولا تزال تتخذ منه مأوى لها مما يشكل عقبة لإنجاز مشروع الترميم والتأهيل ، علما أن هناك مخطوطات و كتب تعرض البعض منها الى التغريب من قبل هؤلاء الساكنين مما يتوجب حل جدري في الموضوع للشروع في وقت قريب في ترميمه ، الى جانب هذا الجامع هناك مسجد محمد بن عثمان الكبير, الذي شيد سنة 1799 وحولته السلطات الاستعمارية إلى مستشفى عسكري (بودانس) وطمست بعض معالمه المعمارية. وقد تم ترميم هذا المسجد سنة 1980 غير أن الحجارة الصغيرة لا تزال تتساقط من منارته المزخرفة الرباعية الأوجه والمنفصلة عن بيت الصلاة، كما لوحظ. كما أسس العثمانيون مسجد محمد الباي بمنطقة خرق النطاح سنة 1793، وقام المستعمر الفرنسي بغلقه ولم يسمح بالصلاة فيه إلا بسنوات قبيل اندلاع الثورة التحريرية المجيدة ، معرجا في تصريحه على ضرورة ترميم هذه المساجد العتيقة التي تزخر بها مدينة وهران والتي ارتبط البعض منها بأحداث تاريخية هامة عرفتها المدينة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)