احتجاج أعوان الشرطة، وهو بالمناسبة، احتاج غير مسبوق في تاريخ البلد، أبان عن ضعف أداء الإعلام الجزائري وارتباكه في التعامل مع الظاهرة الفريدة من نوعها… البداية كانت مع توصيف الاحتجاج الذي تطور إلى اعتصام: هل هو احتجاج أم عصيان أم ماذا؟ في الواقع أن ارتباك الإعلام الجزائري، ما هو في النهاية يعود إلى سببين رئيسيين:أولهما: أن الظاهرة غير مألوفة، يعني جهاز امني حساس يكسو العاصمة البيضاء باللون الأزرق ليس ضمانا للأمن وإنما تعبيرا عن تذمره من مشاكله التي اعترف الجميع أنها شرعية، فهذا الحدث الذي لم يسبق له وضع الصحافة في موضع العاجز عن الفهم، القاصر عن التفسير.ثاني الأسباب: أن التوصيف يعني تحديد المشكلة، وتحديد المشكلة غائب، لان الحركة الاحتجاجية لم تكن متوقعة، من حيث الزمان ولا المكان، فضلا على أبعادها الأمنية والسياسية، فالتعامل مع هذا الموضوع يتطلب استقلالية واحترافية كبيرتين، وهذا في رأي غير متوفر لكثير من العناوين الإعلامية والقنوات التليفزيونية، فقد اظهر احتجاج أعوان الأمن أن الكثير من القنوات والعناوين هي امتداد لأطراف في السلطة أو تدور في محيطها، ومعنى هذا أن تناولها للموضوع لم يكن ليخرج عن سياق مواقف الأطراف التي تملكها أو تدعمها أو تربطها بها مصالح.للإعلام دور كبير في تنوير الرأي العام، خاصة إذا تحلى هذا الإعلام بالمسؤولية والاحترافية.. لكن هذا الدور الحيوي والبالغ الأهمية لن يكن ما لم يتحل الإعلام أولا بالاستقلالية، ثم الحرية، والاحترافية.. ذلك لان الوطن للجميع، والأمن امن الجميع، والانزلاق لا يخدم الجميع.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 17/10/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الحياة العربية
المصدر : www.elhayatalarabiya.com