اشتباكات ومشادات وعنف ومسيرات.. هكذا الوضع في مصر بعد مرور سنة كاملة على أحداث فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، بالقاهرة والجيزة، لأنصار الرئيس المعزول، محمد مرسي.أحداث أوقعت مئات القتلى والجرحى من أنصار جماعة الاخوان المسلمين، التي حشدت أنصارها عبر مختلف ميادين وشوارع مصر للمطالبة بالقصاص لضحاياها، لكن هذه المسيرات تحوّلت إلى معركة ساخنة بين قوات الأمن والمتظاهرين، الذين أوقفوا حركة المرور في العديد من الشوارع الرئيسية والجانبية بالقاهرة والمحافظات، وقاموا بإضرام النيران في إطارات السيارات، وإلقاء زجاجات المولوتوف الحارقة على قوات الأمن.ونشبت اشتباكات عنيفة بين أنصار الجماعة وعناصر الشرطة، في شارعي الهرم والمهندسين، حيث أطلقت قوات الأمن قنابل الغاز المسيّلة للدموع لتفريق المسيرات، ردا على وابل الألعاب النارية وزجاجات المولوتوف الحارقة والحجارة التي ألقاها المحتجون، الذين فروا هاربين إلى الشوارع الجانبية، خوفا من إلقاء القبض عليهم. مشاهد التصقت بالشارع المصري مع كل موجة غضب جديدة ومظاهرات تقودها جماعة الإخوان وأنصارها، تعبيرا عن رفضهم لكل الإجراءات التي ترتبت عن عزل الرئيس السابق محمد مرسي. وفي السياق، قال الدكتور خالد سعيد، المتحدث باسم الجبهة السلفية والقيادي بتحالف دعم الشرعية ل«الخبر”، إن نزول أنصار تحالف دعم الشرعية إلى الشارع والمشاركة في إحياء الذكرى السنوية الأولى لفض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، يأتي في إطار التأكيد على استمرار الحراك الثوري، ورفضهم للنظام القائم والمطالبة بإسقاطه، وعودة الشرعية الدستورية وجميع مؤسسات الدولة المنتخبة التي تم حلها، وأضاف “ذكرى فض اعتصامي رابعة والنهضة ذكرى أليمة على الشعب المصري والعربي، وتؤكد عدة حقائق يريد الانقلابيون إغفالها، فهذه الذكرى تمثل يوم صمودنا وانتصارنا في الميادين بسلمية كاملة وكرامة، ودليل ذلك المئات الذين استشهدوا أثناء الفض، وبالمناسبة نحن نعزي مصر والأمة العربية في شهدائنا”.وأكد المتحدث باسم الجبهة السلفية، أن الهدف من المظاهرات التي ينظمها التحالف، إجبار النظام القائم على العودة إلى الشرعية وإهدار شرعية هذا النظام غير الشرعي، واستنزاف النظام معنويا واقتصاديا ومحليا ودوليا، وهو عاجز عن تقديم أي خدمة لشعبه، على الرغم من المساعدات التي حصل عليها والتي وصلت إلى ما يقرب من 40 مليار دولار، إلا أنه سيظل عاجزا عن تقديم أي دعم أو خدمات، لأنه لا يمتلك أي رؤية لإدارة الدولة، واتهموا الرئيس الدكتور محمد مرسي بأنه كان فاشلا في إدارة شؤون البلاد، في الوقت نفسه كانوا يعيقونه عن أداء مهامه، ويحطمونه بموروث نظام مبارك “وسيبقى الحراك مستمرا يوميا، وقد أعلنا عن موجة ثورية رابعة بهذه المناسبة، وحاول العسكريون المجرمون بشتى الطرق تشويه مظاهراتنا السلمية، بأسلحتهم ودباباتهم وهم مستعدون لقتلنا”، يقول محدثنا.واستنكر القيادي بتحالف دعم الشرعية الاتهامات المستمرة والمتواصلة التي تلصقها بهم بعض الجهات، ووصفهم بأنهم “إرهابيون”، قبل أن يضيف “لقد انتصرنا على حكم العسكر، بتمسكنا بسلميتنا في مظاهراتنا لأكثر من سنة كاملة، وإن حاول الانقلابيون استدراجنا نحو العنف منذ البداية، لكننا اتعضنا مما حصل في الجزائر أثناء العشرية السوداء، والحرب التي تدور رحاها في سوريا منذ ثلاث سنوات، وأحبطنا محاولة العسكر (جرنا للعنف)، على الرغم من أنهم قتلوا أعدادا كبيرة من شبابنا خلال مظاهراتنا”.ونفى خالد سعيد تورط التحالف في أحداث العنف والتخريب، والتي صاحبت ذكرى فض رابعة، واستطرد قائلا “نحن غير مسؤولين عن حرق بعض محولات الكهرباء، ونحمّل السلطة الانقلابية مسؤولية هذه الأعمال، وقد يكون حرق وتخريب محطات الكهرباء راجعا إلى غضب الشعب المصري من الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي، الذي يصل إلى 19 ساعة في بعض المناطق، وهذا تحصيل حاصل ورد فعل عن الأزمة، وأنا لست بصدد تبرير الموقف ولا نقبله، وقد يكون مفتعلا من الأجهزة الأمنية لتشويه صورتنا”.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 16/08/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : سهام بورسوتي
المصدر : www.elkhabar.com