الشبكات الاجتماعية والتغيير السياسي

أفرزت الانترنيت و شبكات التواصل فضاءً إعلامياً واتصالياً جديداً، محدثة بيئة اتصالية جديدة أحدثت فرصاً عديدة للناشطين السياسيين وللشباب، وكل توَّاق للتعبير عن رأيه ومن يسعى للمساهمة في الحراك السياسي والاجتماعي، بغية التأثير في العملية السياسية والاجتماعية وصناعة القرار.حيث أدى ظهورها إلى تغير المعطيات تغيرا جذريا، فأصبح المتصفح أيا كان فاعلاً في العملية الاتصالية ، بمقدوره إنتاج الرسالة الإعلامية وبثها وتوزيعها، وإشراك الآخرين في التعليق عليها وإضافة ما يراه مناسباً لها. وأثرت هذه الشبكات في الفضاء الإعلامي وأصبحت قضايا الأمة تناقش بكل حرية وديمقراطية وصراحة وجرأة وشفافية ، على الشبكات الاجتماعية ، من خلال صفحات التواصل الاجتماعي التي لعبت دوراً في توعية الشباب وتجنيده وإعطائه الفرصة ليكون فاعلاً. ولعلّ ثورات التغيير العربي لأكثر دليل على تأثيرها على مستوى الفاعلين أو المتتبعين لمجرياتها من خلال الاعتماد على الرسالة السمعية المرئية بالموازاة مع النصية قصد توجيه الرأي العام وصناعة القرار. كما كان للشبكات الاجتماعية دورا في تغيير وتجديد آليات وميكانيزمات الاتصال والإعلام والتفاعل مع القضايا المصيرية في المجتمع ، فأوجدت وسائل جديدة لتقديم الأخبار والمعلومات والصور والفيديوهات ، وكل ما من شأنه أن يقدم الحقيقة للمجتمع، ومكَّنتْ هذه البيئة الاتصالية الجديدة الكثيرين من صناعة الكلمة والصورة والرأي العام، لتصنع الخبر وتقدمه للرأي العام بنقرة صغيرة. لما تتسم به هذه الأخيرة من السمات، أما بالنسبة للمحتوى فيكون من صنع المتصفحين، بفضل ما توفره تقنيات التكنولوجيا الجديدة في مجال الإعلام والاتصال.