أجمع المشاركون، أمس، في “منتدى الجزائر” على ان الثورة التحريرية كانت من أعظم الثورات التي شهدها العالم والشعوب التواقة للتحرر، وذلك بالنظر لطريقة الكفاح التي خاضها شعب أعزل سلاحه الإرادة ضد أعتى قوة استعمارية انذاك كانت تتغني بالديمقراطية وحقوق الانسان، إلا أن كبريائه منعه من ان يبقى تحت نير الاستعمار وأبى إلا استعادة حريته وكرامته ولو بدفع النفيس.
هي شهادات وآراء قدمتها العديد من الشخصيات الثورية في المنتدى المنظم من طرف هيئة الاستشارة (إيمغجي) بفندق »السوفيتال« على غرار المجاهدة وارد عقيلة التي أكدت أن المحيط الاجتماعي والعائلي ساهم في زرع حب الوطن والحث على المقاومة، سيما وسط الشباب الذين تم تعبئتهم بهذه القيم الوطنية وفضلوا حمل السلاح لمواجهة العدو فكانوا الدرع الواقي الذي حافظ على ثقافتنا رغم محاولات فرنسا لطمسها. وذكرت المتحدثة بدور الأطفال والطلبة والمرأة في الثورة التي كانت المقاتلة جنبا الى جنب أخيها الرجل وكانت الممرضة والزوجة والام التي لم تبخل بابنائها أو زوجها لتعزيز صفوف جبهة التحرير بالمناضلين، ما يظهر ان الثورة لم تكن تعير الفروق الجنسية أو العمرية أو المذهبية أي اهتمام المهم هو حب الوطن والعمل على تحقيق الحرية ونيل الاستقلال.
وقالت وارد أنه حان الوقت لتسليم الشباب المشعل، لأنه القوة التي بإمكانها أن تقود البلاد ويجب استغلالها للمساهمة في التنمية والنهوض بجزائر الاستقلال لانه الوحيد الذي يملك مفاتيح المستقبل، وذلك قدوة بشباب الثورة الذين واجهوا الترسانة الاستعمارية بالوسائل المتواضعة المتاحة الا ان الارادة والتحدي والرغبة في غد مشرق ازالت كل المعوقات.
من جانبه، استعرض المجاهد والاطار في قطاع البترول قارة سيرته النظالية، حيث التحق برفاقه في الجبل وهو طالب في الثانوية، مغتنما الفرصة للرد على من يقول ان ديغول هو من منحنا الاستقلال مفندا ذلك حيث ان هذا الاخير انذاك اعطى تعليمات بالقضاء على الثوار في الجبال حتى يفرض الحل الفرنسي بالاعتماد على القوات المظلية والتي الحقت اضرارا كبيرة بالجبهة في الجبال بفقدان الكثير من الجنود. من جهته أشار المجاهد محمد غفير إلى أن شباب اليوم يجهل تاريخ بلاده لأنهم يفتقدون مرجعيات حول ما عايشه آباؤههم وأجدادهم في الجبال سواء في الجامعات أو الثانويات وبأن الثورة صنعها شباب آمنوا بعدالة قضيتهم، مشيرا إلى انه التحق بصفوف الجبهة وهو لم يتجاوز ال 21 سنة وعرف نتيجة لنشاطه في فرنسا ب»موح الكليشي«.
وتحدث غفير عن إضراب 8 أيام وعن استجابة المهاجرين بفرنسا معه، حيث اضرب 400 ألف عامل جزائري عن العمل في المصانع الفرنسية فكان لهذا الموقف أثره على اقتصاد العدو وكل هذا تضامنا مع الثورة، مشيرا إلى انه ورفاقه انضموا إلى الثورة دون حسابات مسبقة وإنما لهدف وحيد وهو التحرر. وفي المقابل تدخل احد الحاضرين مطالبا بتجاوز القراءة الخشبية للتاريخ والتوجه نحو استخلاص الدروس التي من شانها ان تساهم في تنمية جزائر الاستقلال فالمطلوب اليوم الاستفادة من طاقات الشباب ومحاربة الحرقة وإتاحة فرص العمل والإيمان بقدرتهم على تحريك عجلة التنمية، فلا يكفي البكاء على الأطلال أو العيش على الذكريات لكن المطلوب اليوم هو أن تكون حقبة الثورة دافعا للتطور والرقي بالجزائر وما يتوافق وتطلعات الشباب.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 07/07/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : سعاد بوعبوش
المصدر : www.ech-chaab.net