يمكن أن نقرر أن الشباب العربي في العصر الحديث، قد دخل نتيجة ظروف عديدة حلقة مفرغة ستزيد من تفككه وتقويض ثقته بنفسه وضمور إبداعه؛ فالشباب اليوم ينظر الى النهضة في قالبها الغربي على أنها اللّحاق بالغرب، والابتعاد عن الذات والتراث، والثقافة على أنها كل ما أنتجه الغرب وبالتالي التفسخ وفقدان المعايير، وعبادة اللّذة في الاطار المادي المنفصل عن القيمة.
إن اختزال الثقافة في العولمة من لدن الشباب، يعني ذلك تقبّل اللامعيارية التي هي جوهر ما بعد الحداثة، وبالتالي تقويض الظاهرة الانسانية للعقل العربي، هذا في ظل أزمة الثقة المتبادلة بين الحكومات العربية وشعوبها وجدلية الأصولية والتغريب. إن الاختراق الثقافي والاخلاقي معاً، قد شكَلا بؤرة لانتشار العديد من مظاهر التفسخ، التي شكلّت بدورها الظّاهرة العامة للشباب العربي؛ فالآراء والمعتقدات والاتجاهات التي يعتنقها الشباب اليوم، ينظر من خلالها على أنّها صياغة ذهنية ذاتية تساعده على تحديد رؤية للعالم الخارجي وتفسير الواقع المعيش.
هذه الأوراق البحثية هي معالجة لمخاوف ومخاطر انقراض الثقافة أو تضاؤل الهوية أو تبددها، في مقابل الهيمنة الغربية الشاملة، كما معرفة سياسات الحكومات العربية، لمواجهة تحدّيات هذه العولمة على الرأسمال البشري العربي وآفاق الاستثمار فيه.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 29/10/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - مسعود البلي
المصدر : المجلة الجزائرية للأمن والتنمية Volume 4, Numéro 1, Pages 148-170 2014-01-01