من عمق الأوراس الأشم وغير بعيد عن عاصمته باتنة وفي بلدية تازولت بضبط يبزغ شعاع من نور الشعر تطلقه الشاعرة الشابة ليلى مرج، شعر يعبر عن إبداع حقيقي تتجلى فيه الرمزية والعمق والرومانسية وحتى الصوفية والفلسفة في أحلى صورها، إنها امرأة مبدعة تشق طريقها نحو عالم الشعر، ورن كان بإنتاج غير غزير، لكنه عميق إلى حد كبير رغم عملها في سلك التعليم إلا أنها ترفض ان تتخلى عن عالمها الذي يبدو أنها وجدت منه وله، تكتب الشعر لتنشره على صفحتها في التواصل الاجتماعي، أو لتحتفظ به في أوراقها المتناثرة كما تقول، تنوي جمع أعمالها للنشر تشارك في كل اللقاءات الأدبية التي تنظم بمنطقتها فصيحة اللسان عن تجربتها في الكتابة الشعرية ومعناها ومغزاها تقول ليلى مرج ل»الشعب»لم تكن الكتابة هدفا أو طموحا، كانت قدرا جميلا للقاء اللغة، هندسة الحروف بمجاديف الوجدان وهذيان العقل، في كل مرة أكتب نصا طوبويا يحاكي الانسان والحب والطبيعة، كانت المرأة حاضرة في بداياتي كرمز للاستفهام وبحث في السريرة، كنت أحاول أن أجدني في حقل المثالية، والقيم، والدين، هذه هي البدايات الباحثة عن المرأة النموذج، في طفولتي الكتابة كانت تساوي المرأة، والمرأة تساوي الو جود، لا يزال هذا المعتقد يترنح لكنه لم يعد محوريا، حيث انزاحت خطوطي من الواقع الجزائري إلى الراهن القومي والهزائم الدينية واللا دينية.وتضيف ليلى مرج عما يفعله النص بها يتكاثف النص داخلي ليبتل المعنى بالأسئلة، ويتحرر من رتابة الرؤية خارج العينين أو العين الواحدة، لم أكن إقرأ الأدب لأكتب، كنت إقرأ الفلسفة لأكتب، يثيرني في جدلي الغموض ولا منطق الأحداث، حيث الاستعمار المزدوج وقابليته الآنية حتى اليوم، ذهلت بمالك بن نبي وأعجبتني عبارته: الأفكار التي تتعرض للخيانة تنتقم لنفسها، أسئلة الحضارة وتشكل الانسان وبناء المجتمع، مهمة جدا في هيكل نصوصي التي اكبها اليوم، كذلك المعتقد الصوفي وروحانية الأنفاس داخل الحدث اليومي تراودني، بل أدمنها.وعن هدف كتابتها تعترف ليلى مرج إنها لا تفكر في الشهرة كمعطى للحضور بقدر ما تفكر في جدلية النص الخالد، كيف يحدث؟ كيف يتشكل؟.إنها الأسئلة التي تظل تجيب عنها في كتاباتها، ومن خلال كتاباتها الغارقة في الرومانسية والرمزية التي لا يسهل عن أي كان فهم كلماتها العميقة ومدلولاتها التي تبقى حكرا على من له خيال واسع في الفكر والفلسفة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 06/03/2016
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : نورالدين بوطغان
المصدر : www.ech-chaab.net