الجزائر

السينمائي رمضان إفتِني:"على الفن السابع أن يهتم أكثر بالتراث الشعبي الشفهي" قال إن غياب البحوث والمراجع لا يخدم المهتمين بهذا المجال



السينمائي رمضان إفتِني:
وجه مخرج الفيلم الوثائقي ”غنيلي بلاد القبائل”، رمضان إفتني، دعوة إلى المهتمين بالتراث الشعبي، مطالبا إياهم بضرورة الاهتمام بهذا الموروث الشعبي الجزائري على اختلاف انتماءاته الجهوية. كما شجب المخرج القطيعة التي فرضت انقطاع جيل اليوم عن السلف، خاصة مع غياب البحوث التي تتكفل بجمع التراث الشفهي الذي رافق حياة السلف بكل تفاصيلها.
ولأن المجتمع الجزائري مجتمع شفهي كما قال المخرج في لقاء جمعه ب”الفجر”، يتطلب منا ذلك التركيز على تدوين الأشعار المختلفة التي يحتكم عليها الكبار في عديد القرى والمداشر قبل فقدانها برحيل هؤلاء، كما أعاب على الفن السابع إغفاله مسألة تدوين هذا التراث صوتا وصورة، لأنها الكفيلة بخلق التواصل والاحتكاك بين جيل الأمس وشبان اليوم، خاصة أن هذا النوع من الغناء المرتكز أساس على القصائد الشعبية يختزن بداخله العديد من الأحكام والعبر وتستخلص منها دروس مختلفة.
العمل السينمائي الذي أنجز في إطار تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011، استثمر في التراث الشفهي الشعبي القبائلي، وجسد حياة البساطة المهربة من زمن بعيد كان يطبع حياة سكان القبائل عبر التراب الوطني. ووسط ديكور قبائلي خالص نقل المخرج تفاصيل يوميات سكان القبائل العميقة، فبرزت المرأة بشكل كبير في عمله من خلال الزرابي والأفرشة التي زينت زوايا المنازل، وكذا الألبسة والحلي، إضافة إلى مساهمتها في أدق تفاصيل يوميات الحياة، فكانت المرأة بطل الفيلم بامتياز لأنها من حملت على الدوام الموروث الشعبي القبائلي، وتغنت بالأشعار الشعبية التي طالما عبرت عن أحاسيسها وترجمت مشاعرها، فكان الغناء سلاحها الوحيد للتعبير عن أوجاعها، آلامها، أحزانها، أفراحها وآمالها، وببساطة لأن الغناء هو الحياة كان هذا الأخير شاهدا على تفاصيل دورة حياة الإنسان من الولادة حتى الموت.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)