السير على نهجه وليس السير في مسيرة

مسيرات تمتد من بداية المدن وتنتهي في آخرها قام بها المسلمون مؤخرا نصرة لخير البشر على وجه الأرض، الغريب أننا خرجنا معتقدين أننا ننصر النبي رغم أن خير البشر صانه الخالق حيا وميتا، والأغرب أننا ننصر نبينا ولا نمشي على نهجه، فالأحزاب الإسلامية في هذه البلاد تخرج لتنصر المسلمين ونبي المسلمين في المناسبات لتجعل منها قضية حزبية تسجل فيها نقاطا اضافية ضد السلطة، ولو كانت فعلا هذه الأحزاب إسلامية او وطنية صادقة النية في نصرة أفضل رجل على وجه البسيطة، لقامت بحل أحزابها التي تنتفع منها على ظهور فقراء المسلمين وجعلت منها جمعيات خيرية وتكون بذلك قد نصرت النبي بدلا من التجارة باسمه، أما نحن كأفراد فتأخذنا الحمية والعاطفة اتجاه نبينا ونخرج بالآلاف لنصرته، ونعطل حركة السير ومصالح بعضنا البعض، وهو الذي قال " اعطوا الطريق حقها" ولكننا نعطل الطريق نصرة للنبي، أغلبنا لم يصلي الفجر في وقته منذ شهر رمضان ولكننا نخرج لنصرة النبي بالآلاف، نبينا يقول " إماطة الأذى عن الطريق صدقة" ولكننا لا نستطيع حتى التحكم في أنفسنا فنرمي الأذى في الطرقات في كل المناسبات، نبينا يأمرنا بمحبة بعضنا فيقول " افشوا السلام بينكم" وحين يرى أحدنا الآخر صباحا يتعوذ من الشيطان الرجيم خشية أن يفسد يومه، نبينا ادى الرسالة وسلم الأمانة وهو عند ربه في عليين، وإن اردنا نصرته فعلا ما علينا سوى السير على نهجه وليس السيرة في مسيرة.