تلعب السياسة دائما دورها في أكبر المهرجانات السينمائية الدولية في مقدمتها مهرجان ”كان” السينمائي الدولي، وليس غريبا أن تجد أغلب الافلام المشاركة في المهرجان أو المتوجة فيه تحمل صبغة سياسية وتنتقد او تتهجم على الوضع الذي تعيشه شعوبها.الفيلم الجزائري القصير الذي اختير للمشاركة في مهرجان ”كان” السينمائي الدولي والموسوم ب”قنديل البحر” يصور اعتداء مجموعة من الشباب في البحر على شابة كانت تسبح، وهي الصورة التي ربما لا نجدها في الشواطئ الجزائرية، ولكن ربما الممثلة الرئيسية في الفيلم وكاتبة السيناريو عديلة بن ديمراد تشبعت بفكر مرزاق علواش الذي يصر في كل لأفلامه على إظهار الصورة السوداء عن الجزائر العميقة.السياسة موجودة في كل مكان وتظهر جليا في فوز الفرنسي الصهيوني ذي الأصول الجزائرية جان بيير لود بالسعفة الذهبية الفخرية لمهرجان ”كان”، وهو الذي هاجر من الجزائر ويعلن صهيونيته في أي محفل دولي ويتبرأ من تاريخه وبلده الأم الجزائر.ونال جان بيير لود جائزة السعفة لذهبية الفخرية، وهو فرنسي من أصل جزائري وكان له موقع قيادي في حزب الطليعة الاشتراكية وجعله يلعب دور المثقف المتواجد في كل المعارك الفكرية والسياسية، وبعد هجرته إلى فرنسا وجد ضالته في الفكر الصهيوني وأعلن صهيونيته بعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غدوة في 2009 ، وزار المعهد الفرنسي في العاصمة الإسرائيلية في 2010 ، لعرض ثلاثة من أعماله التوثيقية ”ثلاثية المنفى الجزائرية”، وكشف أنه سبق له زيارة إسرائيل في 2008 وقال: ”أتيت إلى القدس في إجازة عائلية، واكتشفتُ بالصدفة أن سينماتيك المدينة المقدّسة تقدم عرضاً لأحد أفلامي، فدخلت وشاركتُ في نقاش مطول مع الجمهور دام إلى الواحدة صباحا”.وعلى غرار نجوم منحهم مهرجان كان السينمائي السعفة الذهبية عن مجمل أعمالهم خلال السنوات الماضية مثل كلينت إيستوود، مانويل دي أوليفيرا، وودي ألن وبرناردو برتولوتشي، قرر منح السعفة الذهبية في حفله الختامي إلى الممثل جان بيير لود، وكان بيير لود قد اكتشفه فرانسوا تروفو وجعل منه بطلا شابا في أول أفلامه The 400 Blows كما دفع به للظهور على الكروازيت عام 1959 وكان عمره 14 عاما فقط.وقد استمر تروفو وانطوني دونيل في دعم جان بيير في أفلام عديدة، وقد نشر موقع المهرجان صورة جان بيير في أول ظهور له ب”كان” وكان عمره 14 وبجوارها صورته الآن وعمره 72 عاما وذلك قبل ساعات قليلة من عيد ميلاده.للإشارة، فازت كذلك المخرجة المغربية الفرنسية هدى بن يمينة بجائزة الكاميرا الذهبية، وذلك عن فيلمها”إلهيات”، وهو الفيلم الكوميدي المغربي الذى يرصد حياة بطلة الفيلم التي تعيش في أحد الأحياء التي يسكنها المسلمون المتشددون، وهو من بطولة أولايا عمامرة ومجدولين إدريسي.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 24/05/2016
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الفجر
المصدر : www.al-fadjr.com