السوبرانو الإسبانية فيرجينيا بلونكو تعترف بعجز عمالقة الفن عن إخراج الموسيقى الكلاسيكية من طابعها النخبوي أبدت إعجابها بالمكانة التي وصل إليها هذا الفن في الجزائر

صرحت السوبرانو الإسبانية فرجينيا بلونكو، على هامش السهرة الثالثة للمهرجان الدولي الخامس للموسيقى السيمفونية الذي يحتضن فعالياته بهو قصر الثقافة مفدي زكريا بالعاصمة منذ نهاية الأسبوع الفارط، عن إعجابها الشديد بالجمهور الجزائري ورقي ذوقه وخصوصا التواجد الجماهيري الكبير وتفاعله مع العروض المقدمة في هذه التظاهرة.وقالت فرجينيا عن مسيرتها الفنية أنها بدأت الغناء في سن مبكرة ليتم اكتشاف قدراتها الصوتية العالية التي أهلتها لتكون ”سوبرانو” وذلك من طرف أستاذها أنطونيو بلانكاس الذي وجهها ليتم قبولها في معهد الموسيقى للمحترفين بمدريد حيث بدأت مسيرتها الفنية كمغنية كلاسيكية منفردة، وعن اختيارها للموسيقى الكلاسيكية على الرغم من صغر سنها قالت بلونكو أنها تنتمي لعائلة فنية فولدها عازف بيانو ووالدتها عازفة كمان، حيث قاما بتشجيعها وقدما لها كل الدعم لولوج هذا الميدان واختيار هذا النوع الراقي من الموسيقى، وردا عن استفسارنا من الفنانة عن رأيها في مستقبل الموسيقى الكلاسيكية قالت فيرجينيا” أن الموسيقى الكلاسيكية مازالت في أذهان الجمهور فنا نخبويا على الرغم من محاولة بعض الفنانين جعل هذا النوع من الغناء جماهيريا ومقربا من الناس على غرار الفنانين بافاروتي، وأليساندرو سافينا اللذان وضعا لمسة خاصة بهما في الأغنية الكلاسيكية”، وأكدت ضيفة الجزائر بدورها أنها تعمل رفقة زملاء لها بالجوق الوطني الإسباني على بعث مشروع من هذا النوع يتم فيه مراعاة الطابع التجاري دون الإخلال بخصائص الموسيقى الكلاسيكية، كما كشفت عن مشروع آخر لتسجيل مجموعة من روائع التراث الكلاسيكي العالمي بصوتها وذلك كتحية للعمالقة الذين تعلمت منهم وكذا لترسيخ بصمتها في المحافظة على التراث الكلاسيكي وحمايته من الاندثار.
وتمنت السوبرانو الإسبانية ألا يبقى فن السيمفونية والسوبرانو حبيس المهرجانات والمناسبات التي يعاني بعيدا عنها، كما أبدت بلونكو إعجابها الشديد بحسن التنظيم الذي أولت محافظة المهرجان لهذا الحدث الموسيقي الهام، حيث أكدت ضيفة الجزائر على أن المهرجان الدولي للموسيقى الكلاسيكية هو مهرجان عالمي ومحترف بكل المقاييس ما جعله اليوم يكون محط أنظار كل الموسيقيين العالميين المختصين في الموسيقى الكلاسيكية، كما أن اهتمام الجمهور والوزارة المعنية بالثقافة بهذا النوع من الفنون يدل على البعد الذي وصلت إليه الثقافة في الجزائر والتي لا تقل شأنا عن كبريات الدول الأجنبية التي تولي الثقافة جانبا كبيرا للازدهار بقومها.
هذا وكانت السهرة الثالثة من المهرجان قد تفاعلا جماهيريا كبيرا، حيث افتتحت الأمسية بأداء رائع للسوبرانو الإسبانية فيرجينيا بلونكو بمرافقة عازف البيانو أنجيل كابريرا، حيث قدمت مقطوعتين منفردتين استخدمت فيهما تعابير جسدية جميلة لاقت استحسان الجمهور، ليلتحق بها البرايتون الأرجنتيني الأصل رودريغو ألفارس في ديو جميل جمع بين موهبتيهما ليقوم بعدها هو الآخر بتقديم مقطوعتين كلاسيكيتين، وعرف الجزء الثاني من السهرة اعتلاء رباعي بوغوجيما من روسيا لمسرح قصر الثقافة حيث قدموا باقة متنوعة من معزوفات الكمان والتشيلو على غرار مقطوعة ”حياة من أجل تسيرا” ومقطوعة ”رسلان ولودميلا” وكذالك معزوفة ”أحزان الحب” و”رجل محب”، أما مفاجأة السهرة فكانت الأركسترا السيمفونية الفنلندية التي أمتعت الجمهور ببرنامج مميز تمثل في مقطوعات أصلية ”كليلة ربيع..ليلة صيف” معزوفة ”صولو كمان”، ”12 آلة موسيقية وترية” ” أريا والأوتار” حيث وقف الجمهور مصفقا لعدة دقائق للأداء الرائع لهده الأوركسترا.