الجزائر

السمنة شبحٌ قاتلٌ يزحف إلى الجزائر



السمنة شبحٌ قاتلٌ يزحف إلى الجزائر
تهدد حياة 50 بالمائة من النساء و36 بالمائة من الرجالالسمنة ...شبحٌ قاتلٌ يزحف إلى الجزائر
* ضرورة وضع آليات جادة من المصالح الصحية لمحاربتها
تعتبر الجزائر من البلدان العربية التي تشهد ارتفاعاً سنوياً في عدد المصابين بعدة أمراض ترتبط ارتباطاً وثيقاً بتغير النمط الغذائي للسُّكان وذلك نتيجة عدَّة عوامل كنمط الحياة السريع وما يرتبط به في العادة من اعتماد على الوجبات الغذائية السريعة والغنية بالدهون والكولسترول الذي يعتبر العنصر الرئيسي في ارتفاع نسب الإصابة بالبدانة سنوياً
عميرة أيسر
يمكن اعتبار هذا المرض هو مرض العصر بامتياز الذي استشرى كالنار في الهشيم في مُجتمعنا وحسب الأرقام التي أوردها المُختصون بأنماط التغذية السليمة فإن هناك أكثر من 50 بالمائة من النساء الجزائريات تعانين من السمنة أي ما يعادل حوالي 10 مليون امرأة وتشير تلك الأرقام كذلك إلى أن السمنة ارتفعت في صفوف الرجال هذا العام لتبلغ نسبة 36 بالمائة فالإصابة بالسّمنة المفرطة في العادة هي نتيجة طبيعية الامتناع عن ممارسة الرياضة اليومية بانتظام وكذلك عدم المشي لمسافات كافية وعدم إتباع حمية غذائية ملائمة لتقليل من نسب الدهون والنشويات في الجسم.
أضرار وعواقب صحية وخيمة
كل هذه العوامل مجتمعة قد تؤدي إلى إصابة الشخص البدين بعدة أمراض كأمراض القلب وتصلب الشرايين والسكري وكذلك مرض الفشل الكلوي....الخ وهناك كذلك العوامل الوراثية التي تعتبر من أهم المسببات لإصابة الإنسان بالسمنة وذلك بنسب قد تتراوح ما بين 40 إلى 70 بالمائة وكذلك تعتبر العوامل النفسية كالتوتر والاكتئاب والعزلة والنوم الطويل وبكثرة من الأسباب التي قد تؤدي إلى الإصابة بهذا المرض كما أنَّ حدوث خلل في الغدد الصماء نتيجة أمراض تصيب الغدة الكظرية وكذلك فإن حدوث كسل في عمل الغدة الدرقية يمكن أن تؤدي إلى ازدياد خطر الإصابة بالسّمنة ولا يمكننا إهمال دور بعض أنواع الأدوية في الإصابة بهذا المرض كأدوية علاج الكورتيزون وأمراض الصرع والتشنج والاكتئاب وتناول حبوب منع الحمل بكثرة لدى النساء.
النمط الغذائي الخاطىء
فالسمنة تصيب الإنسان نتيجة خلل في تصريف الطاقة التي يكتسبها الإنسان من النشويات والسكريات والكروبوهيدرات وكذلك عن طريق تناول اللحوم بأنواعها والبقوليات ومُختلف الأطعمة الغنية والتي تتحلل بدورها إلى سكريات أحادية في الجسم البشري كالجلوكوز وهي السكريات التي يستخدمها الجسم كطاقة مباشرة أما الفائض عن حاجته اليومية فيتم تخزينه في مناطق مختلفة إذ يخزن جزء منه في الكبد والعضلات على شكل مادة الجلايكوجين أما البقية فيتم تخزينها على شكل دهون وعند تحلل البروتينات فإنها تتحول ببساطة إلى أحماض أمينية يتمّ استخدامها في بناء العضلات والأنسجة البشرية الحية وأما الدهون الزائدة عن الحاجة فتتحول إلى أحماض دهنية والتي تعتبر من أهم مصادر الطاقة الأساسية في جسم الإنسان وعند عدم تصريف الجسم البشري الدائم والمنتظم لطاقة نتيجة حدوث خلل ما في عمل أنظمة الجسم أو نتيجة عوامل خارجية كالخمول والكسل وغيرها يقوم الجسم تلقائيا بتخزين كميات كبيرة من الدهون في مناطق وسط الجسم والأرداف وأماكن أخرى.
مرض يحتاج الى مرافقة طبية ونفسية
فالسّمنة كالكثير من الأمراض لها مستويات علاجية مختلفة قد يكون بعضها سهل كإتباع حمية غذائية معينة أو القيام بعملية حرق السُّعرات الحرارية عن طريق إتباع نظام رياضي معين ولكن وللأسف الشديد فإن هذا المرض قد يتطور ليصبح مرضاً خطيراً قد يؤدي في حالات معينة الى زيادة غير طبيعية في وزن الإنسان مما قد يستدعي تدخلاً جراحياً عاجلاً أو الخضوع لعمليات شفط لدهون قد تكون مؤلمة ومكلفة جداً من الناحية المادية وفي بعض الأحيان قد يضطر الأطباء إلى تصغير معدة الإنسان لتقليل كميات الطعام التي يتناولها خاصة إذ فشلت كل العلاجات المعروفة في التخفيف من وزنه أو التقليل من نسب إدمانه على أنواع معينة من الأطعمة الغنية بالنشويات والسكريات وبالإضافة إلى أن المريض بالسمنة يحتاج إلى مرافقة طبية وعناية صحية من أجل الشفاء من مرضه هذا والعودة إلى ممارسة حياته الاعتيادية بكل راحة وعدم إحساسه بمركب النقص أو الخجل فإنه بحاجة كذلك إلى متابعة نفسية متواصلة وإلى تفهم كبير لوضعيته ولمرضه وذلك من طرف أفراد عائلته وأصدقائه ومحيطه الاجتماعي.
لابد من وضع آليات جدية لمحاربة السمنة
فهؤلاء المرضى بحاجة كذلك إلى وجود مراكز إصغاء اجتماعي تكون مخصّصة لهم وتضم خبراء في التغذية السليمة وكذلك مُختصين نفسانيين واجتماعيين لتكفل بهم كما تفعل الكثير من الدول المتقدمة في هذا الجانب ولكن هذه المراكز غير متوفرة أو غائبة إلى حدِّ كبير عندنا وذلك لعدَّة أسباب أهمها ربما هي عقلية المجتمع المتخلفة والتي ترى في هؤلاء عبئاً اجتماعياً كبيراً إذ ينظر إليهم الكثيرون داخل مجتمعنا باحتقار ويهمّشونهم وكذلك فإن غياب سياسة وطنية طبية لتخفيض نسبة الذين يعانون من السمنة في بلادنا تزيد من معاناة هؤلاء المرضى بالسمنة وعلى وزارة الصحة بالتالي أن توليهم الرعاية والاهتمام اللازمين لأن المصابين بالسمنة يزداد عددهم بشكل متسارع مطرد كل عام.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)