السمات الخاصة في كتاب الجاحظ البخلاء
يتميز كتاب البخلاء على صعيد التراكيب والجمل، بأنه كان أكثر أحكاماً وانسجاماً.ولم يحظ في هذه الناحية من الاضطراب ﺇلا بعض الغموض الناتج عن صعوبة تبين ما يعود عليه الضمير في بعض السياقات. ومن أسباب اضطراب كتاب البخلاء:
1- مادة الجاحظ الغزيرة المتشعبة المواضيع والمصادر، مما يجعلها تتمنع- ربما- على التنظيم الدقيق.
2-ﺇن حضارة العرب شفوية لم تكن تعرف التأليف المحكم.
3-العامل الأساس يعود ﺇلى المؤلف وطبيعته والطريقة التي فطر عليها في التأليف.
4-الاستطراد، قد يكون الاستطراد في بعض وجوهه ﺇلاَ لوناً من ذلك الاضطراب، الذي لا يلاحظ فقط في الكتاب الواحد من مؤلفات الجاحظ، بل يلاحظ في مؤلفاته، حيث يسوق في الكتاب ما كان جديراً بأن يساق في كتاب آخر.
5-التداعي، الذي لا يختلف في جوهره عن الاستطراد، فالاستطراد في الحقيقة ﺇلا الخروج من موضوع ﺇلى موضوع آخر عبر نقطة من الموضوع الأول تطل على الموضوع الثاني.
6-تميزت كتب الجاحظ بالدعابة والسخرية(53).
ولعل أسلوب الجاحظ في كتاب(الحيوان) خير ما يمثل اختلاط الأديب والعالم في شخصيته الفنية وأسلوبه الفريد، الذي وصفه التوحيدي صادقاً بالساحر حين قال عنه:" كتبه هي الدر النثير، وكلامه الخمر الصرف، والسحر والحلال"(54).
وفي رسالة التربيع والتدوير يستهل الجاحظ برسم الصورة الهزلية، الضاحكة لجسم ابن عبد الوهاب، فقد بنيت الرسالة على التهكم، فرفعه ﺇلى مرتبة لم تخلق اﻹ له، لا يشركه فيها القمر ليلة تمامه، ولا يدانيه الملائكة الابرار، فالحسن قبح ﺇذا قيس بحسنه.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 11/06/2019
مضاف من طرف : diddooe
المصدر : رسالة تخرج