الجزائر

السلام سينتصر



السلام سينتصر
يتوهّم الإرهابيون الدمويون الذين قادوا عمليتهم الاستعراضية الفاشلة في باماكو أمس، بأنهم قد يتمكّنوا من توقيف قطار الأمن والاستقرار الذي انطلق بقوّة دفع من الجزائر التي رافقت عملية السلام في مالي، وقادت باقتدار مفاوضات السلام إلى أن أقنعت جميع الأطراف الشمالية بالتوقيع على اتفاق السلم والمصالحة شهر ماي الماضي.الهجوم الذي استهدف فندق “راديسون “، أمس، قد يكون أحدث بعض الضجّة الإعلامية، خاصة وهو يأتي بعد أسبوع من الاعتداء الإرهابي على فرنسا، لكنّه مطلقا لن يعيد عقارب الساعة بمالي إلى الوراء، فالشعب هناك اختار السلام والاستقرار، والتفّ حول الرئيس أبو بكر كايتا الذي راهن على الحوار دون أن يقصي أحدا إلاّ أولئك الذين اختاروا العنف واراقة الدماء، وقد استجابت المجموعات الشمالية بمختلف تسمياتها وانتماءاتها لدعوة الحوار التي أطلقها، ورحبت بالخيار السلمي خاصة والجزائر هي التي تولّت رعايته. طبعا فللجزائر مكانة كبيرة في وجدان الجارة الجنوبية، وهي من كان يشدّ على أيدي الماليين لمواجهة أزماتهم، بل إن الجزائر رعت مفاوضات بين أبناء مالي توّجت باتفاقات تاريخية، رغم أنها كانت تعيش تحت ضربات الإرهاب أيّام العشرية السوداء. لقد قامت الجزائر بوساطات كثيرة وطويلة بين الفرقاء الماليين في سنوات التسعينيات من القرن الماضي، ورعت العديد من جولات الحوار أسفرت عن اتفاقيات على غرار اتفاق تمنراست للسلام عام 1991 واتفاق الجزائر سنة 2006.و لما حدثت أزمة ربيع 2012 اثر الانقلاب العسكري، كانت الجزائر السباقة إلى مدّ يد العون لمالي وعارضت كلّ أشكال الحل العسكري، ورغم التدخل الفرنسي في جانفي 2013، فقد تمسكت الجزائر بخيار السلام وبدلت مساعي كثيرة توّجت في منتصف شهر ماي الماضي بتوقيع اتفاق السلام النهائي في باماكو .الاتفاق طوى فترة عصيبة ووضع القطار على السكة، لكن مند البداية تجلى بان هناك من سيحاول عرقلة المسيرة السلمية وظهر بأن بقايا الدمويين يسعون للعودة من خلال بعض الهجمات و الاغتيالات التي كانت القوات المالية ترد عيها بقوة،وهو الامر الذي حصل، أمس، حيث استطاعت قوات مكافحة الإرهاب المالية التي اكتسبت خبرة كبيرة في مواجهة الدمويين من افشال عمليتهم الاستعراضية على فندق “راديسون”.بقايا الإرهاب تحاول استعادة زمام المبادرة والإجرام في مالي، لكنها لن تنجح لأن الشعب المالي اختار العيش في سلام ووحدة وقرر الحرب ضد الدمويين حتى هزمهم.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)