"الساعة صفر" تفتح الأيام المسرحية ببرج الكيفان

تجسدت أخيرا فكرة إقامة الأيام المسرحية الأولى بالمعهد العالي لمهن العرض وفنون السمعي البصري، التي افتُتحت أول أمس بإشراف وزيرة الثقافة السيدة خليدة تومي، حيث سُطّر برنامج ثري يحتفي بالمسرح في يومه العالمي المصادف ل27 مارس.اختار المنظمون أن تكون التظاهرة فرصة للقاء الأجيال الفنية التي مرت بالمعهد، وذلك بعرض مجموعة من العروض المسرحية؛ على اعتبار الشعار المرفوع لهذه الدورة الأولى ”التكوين أساس الإبداع”.وكرّم المعهد مجموعة من الفانين، تتقدمهم الفنانة صونيا التي شغلت منصب مديرة المعهد سابقا، وسعاد سبكي ونجية لعراف وزهير بوزران ومصطفى عياد وعبد الحميد رابية وإدريس شقروني، كما كرّم كلا من ليندة سلام ومحمد شرشال الغائبين.واستُهل حفل الافتتاح بعرض كوريغرافي عنوانه ”أنا أيضا موجود”، وتبعه عرض مسرحية ”الساعة صفر” للمخرج فوزي بن إبراهيم ونص للعمري كعوان، مع تسجيل غياب عرض مسرحية الجدار لجمعية فرسان الركح. وتندرج مسرحية ”الساعة صفر” ضمن نوع الكوميديا الشعبية، وترصد توازن رؤيتين مختلفتين للحياة الزوجية بين المحافظة الرجعية والرغبة الجامحة في العصرنة المبالَغ فيها. واستمتع الجمهور الحاضر بالمعهد بالعرض المسرحي لمدة 70 دقيقة، حيث أبرز في قالب من الفكاهة والسخرية، التناقضات التي تطبع يوميات المتزوجين.وتتناول المسرحية التي جسّد شخصيتيها الرئيستين كل من الهاني محفوظ ومحمد بن داوود، قصتي حمودي وكريم اللذين يتخبطان في المشاكل الزوجية، مع المقارنة بين نمطي حياتيهما المختلفين. ونجح الفنانان في شد انتباه المتفرج طوال مدة العرض بحفاظهما على حبكة النص في ريتم متصاعد لا يُمل. أما الديكور فكان بسيطا لكن رمزيا؛ مما سمح للفنانين بإبراز عمق النص، في حين حاكت الإضاءة والموسيقى الانفعالات في دقة وانسجام تام.تهدف مسرحية ”الساعة صفر” التي أنتجتها جمعية ”أنيس” الثقافية لمدينة سطيف، إلى إعادة الجمهور للمسرح من خلال المسرح الشعبي البسيط، والسطحية فيه عمق للمشاكل التي تنخر المجتمع.جدير بالذكر أن العمل مطلوب بكثرة، وهو في جولة فنية منذ فيفري المنصرم.