الزمان والمكان وعلاقتهما بعسر القراءة

تتجه حاليا مجهودات المختصين في علم النفس وعلوم التربية، والأرطوفونيا إلى محاولة حصر المشكلات التربوية لإيجاد الحلول المناسبة للفشل الدراسي، والذي من بين أهم مظاهره "عسر القراءة". ويتمثل هذا الأخير في صعوبة تعلم اللغة المكتوبة عند الطفل السوي ، المتمدرس تمدرسا طبيعيا، ولا يعاني من أي اضطراب حسي أو عضوي. لقد ظهرت عدة نظريات من أجل تحديد أسبابه، ومن بينها تلك التي اعتمدت على الأخطاء المرتكبة من طرف عسير القراءة (الخلط بين الحروف، قلب بعضها والانتقال غير المتسلسل بين السطور...). من هنا جاءت فكرة وجود ارتباط بين عسر القراءة والاضطرابات الأداتية (الصورة الجسمية، الجانبية و التوجه الزماني والمكاني). يسعى هذا المقال إلى كشف علاقة مفهومي الزمان والمكان باللغة المكتوبة، والتي هي حسب الدراسات ليست بنية مكانية فقط، بل لها صفة زمانية أيضا( الحروف هي عبارة عن أشكال تكتب في وضعيات ولها ايقاع معين)، هذا ما يجعلنا نعتبر عسر القراءة اضطرابا في البناء الزماني والمكاني للطفل.