الجزائر

الرّابعة تخطب الرّابع



الرّابعة تخطب الرّابع
اهتزت الجزائر ورقصت فرحا وطربا بتأهل ”الخضر” إلى مونديال البرازيل، ورقصوا رقصة ”السامبا” بعفوية وتلقائية نابعة من وطنية صادقة لدى الجزائريين الذين خرجوا عن بكرة أبيهم- رغم أحوال الطقس وبرودته- حبا للفريق وحبا للوطن وبحثا عن فرحة تنسيهم- مؤقتا- بعض المتاعب والهموم الشخصية الخاصة في حياتهم اليومية، مثلما تنسيهم متاعب ملفات عمومية في قضايا وطنية كبرى ذهبت بأموالهم وأموال أبنائهم وحتى أحفادهم من بعدهم، على غرار ملف ”الخليفة” وشكيب خليل” وسوناطراك وغيرها كثير، وأصبحت في خبر كان.وبهذا أصبحت الرياضة المنقذ الوحيد للسياسة تغطّي عنها كل ترّهاتها ومفاسدها في الوقت بدل الضائع، وما رسالة رئيس الجمهورية للفريق الوطني عشية المباراة يتوسّل إلى اللاعبين والطاقم، من أجل تحقيق الفوز وتأهيل الجزائر إلى مونديال البرازيل، إلا دليل يصب في هذا النسق مع موجة ”الربيع العربي” واختلاط الأمور على كثير من الساسة والسياسيين في البلاد العربية، فقُتل البعض وسُجن البعض وهرب البعض الآخر، لأنهم رفضوا التغيير ورفضوا فكرة التداول على الكرسي.
وتحقيق التأهل الرابع للجزائر في حياتها الرياضية سيكون طريقا أمام الرئيس بوتفليقة لتحقيق العهدة الرابعة، ولهذا فليس عجيبا ولا غريبا في بلاد أصبح فيها كل شيء ممكنا، من تعديل الدستور لأجل حذف مادة تحديد العهدات الرئاسية إلى التغطية على أكبر الملفات وأخطر الفضائح، إلى أن يبلغ الأمر بالرئيس وهو الذي يمثل أعلى سلطة في البلاد إلى ترجّي أهل الرياضة والتوسل إليهم من أجل تحقيق التأهل الرابع الذي يعبّد له الطريق إلى العهدة الرابعة، ما يعني- أننا في الجزائر- نسير في الاتجاه المعاكس، إذ من الطبيعي الذي تسير به الأمم باختلاف الملل والنحل أن يخطب الرابع الرابعة ويتودد إليها، لكن الذي أصبح عندنا أن الرابعة تخطب الرابع، وتدفع له أغلى المهور والهدايا لتحقيق سلم مؤقت وحكم إلى حين.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)