تختلف البرامج الدراسية المنتهجة في بعض الروضات حسب توجهات وسياسة كل منها، حيث تتنوع الأساليب والطرق التي يستعملها المعلم أوالمربي في تبليغ الرسالة التربوية للطفل، فيما أجمع البعض أن البرامج الدراسية لا تستند إلى معيار دقيق بل هي اجتهاد خاص من طرف المربي أوأخصائي علم النفس حسب الخبرة.
لم يعد البرنامج المنتهج في الروضات موحدا كما هو سائد في بعض المؤسسات التربوية، حيث يستعمل بعض المربين والأخصائيين النفسانيين مجموعة من الأساليب والطرق في تدريس نشاط معين حسب خبراتهم ومعارفهم وكذا توجههم السياسي، وهو الأمر الذي خلق نوعا من الحساسية لدى بعض الأولياء الذي وجدوا أنفسهم في مقارنة بين الطرق المنتهجة في روضات أبنائهم وبين باقي الروضات الأخرى. ولتسليط الضوء أكثر حول هذا الموضوع ارتأت “الفجر” أن تقف أمام بعض الآراء.
مربيات يجتهدن في إلقاء الدروس لتفادي التكرار
تضطر بعض المربيات إلى انتهاج طريقة معينة في إلقاء الدروس، وكذا الاجتهاد في إعطاء بعض الأفكار والمعلومات غير المدونة في البرنامج المخصص لهؤلاء، والتي تسهر عليه وزارة التربية. وفي هذا الإطار أجمعت بعض المربيات ممن تحدثنا إليهن “أنهن لا يتقيدن ببرنامج تدريسي معين، حيث يضطررن في كل مرة إلى إضافة بعض الأنشطة وكذا البرامج التي تتلاءم مع الأطفال، بحكم أن البرنامج المرسل إليهم من طرف الجهات المعنية لايرقى إلى المستوى المطلوب - حسبهن - ناهيك عن تكرار بعض الأنشطة في جدول التوقيت”.
نفس الرأي وجدناه عند نورة، مربية في إحدى الروضات الحكومية، التي أعابت دور المسؤولين في انتقاء مواضيع الدروس والأنشطة، مشيرة إلى أنه يُطلب منهن إعطاء أفكارهن واقتراحاتهن لإثراء البرنامج ويتم ارسال المقترحات الى الوزارة، وهنالك يتم اختيار “أحسنها” وإعادة إدراجها في البرنامج المحدد.
الفروق الفردية بين الأطفال تصعب مهمة إلقاء الدروس
تختلف طريقة إلقاء الدروس في كل روضة، حيث تعمل كل واحدة على استقبال الأطفال من مختلف الأعمار والفئات، وهو الأمر الذي خلق بعض المشاكل في عملية إلقاء الدروس، حيث يصعب على المربية أن توازن بين من هو كبير في السن ومن هو أصغر منه، وهو ما جاء على لسان مربية بروضة بالقبة، والتي قالت إنهن يواجهن في الكثير من الأحيان مشاكل عديدة في التعامل مع الأطفال، خاصة إذا اختلفت أعمارهم، قائلة”إن برنامج التدريس المرسل إلينا لايتلاءم مع جميع الأطوار، لذا فنحن نضطر إلى تقديم بعض النشاطات والدروس من اجتهادنا الخاص لتسهيل الفهم والاستيعاب لدى الأطفال”.
وفي السياق ذاته، أعطت ذات المتحدثة مثالا على ذلك:”إن البرنامج المرسل إليه يتعمد التكرار في بعض الأنشطة، خاصة نشاط المحادثة، كما أنه يفتقر إلى بعض الأنشطة الأخرى كالكتابة والحفظ والإملاء، وبالتالي فهن يقمن بإعادة توزيع هذه الأنشطة للأطفال على مدار أيام الأسبوع ليشمل جميع الدروس وعدم التركيز على نشاط معين على حساب آخر”.
.. وحتى الروضات الخاصة لا تخضع لبرنامج موحد
كما تعتمد بعض الروضات التابعة للقطاع الخاص على خبرة أخصائيي علم النفس وكذا أخصائيي الأرطوفونيا، الذين يسهرون على تحضير الدروس وكذا الأنشطة مع التركيز على اللعب لكي لا يمل الطفل، وهو ما أكدته إحدى المربيات بروضة أطفال بساحة أول ماي..”معظم الروضات التابعة للقطاع الخاص، سواء كانت معتمدة أو غير معتمدة، لا تخضع لبرنامج تربوي موحد، بل هو من اجتهاد القائمين على تلك الروضة”، مشيرة إلى أن أخصائيي علم النفس وعلم الارطفونيا هم من يحضرون الدروس، قائلة “إن روضاتنا تربوية بالدرجة الأولى أكثر من كونها مجرد مكان لرعاية واستقبال الأطفال، حيث نسهر على تحفيظ القرآن وتعليمهم الحساب وكذا تحسين النطق، وغيرها من الأنشطة”.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 17/09/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : إيمان خباد
المصدر : www.al-fadjr.com