أثار خلوّ القائمة القصيرة لجائزة “البوكر” للرواية العربية من اسم الروائي واسيني الأعرج، وقبل ذلك اقتصار القائمة الطويلة على اسم صاحب رواية “رماد الشرق”، دون غيره من الروائيين الجزائريين، ردود فعل عدد من الكتاب الذين تساءلوا عن قدرة الرواية الجزائرية على فرض وجودها في الفضاء الروائي العربي، من خلال جائزة “البوكر” التي استطاعت منذ تأسيسها سنة 2006، أن تتحول إلى أكثر الجوائز الأدبية صيتا في العالم العربي.إبراهيم صحراويهل “البوكر” أكبر من روائيينا؟ قال الدكتور إبراهيم صحراوي إنّ نظرة بسيطة في سجلّ جائزة “البوكر” “تجعلنا نلاحظ منذ البداية أنّ نتائج المشاركة الجزائرية ضعيفة جدا”. ويضيف صحراوي أن هذا الغيابُ يثير أسئلة عديدة، منها: هل البوكر أكبر منّا ومن روائيينا؟ أم أنّ نصوصنا لا ترتقي إلى مصاف النصوص الفائزة؟ هل يعجِز النصُّ الأدبي الجزائري عن المنافسة عربيا؟ أم هل يعود هذا الغياب إلى غيابنا الأبدي عن لِجان التحكيم؟ أو هل أنّ اهتمامات هذه النصوص ومضامينها لا تتقاطع مع اهتمامات الجِهات الراعية للجائزة ولجان التحكيم والموضوعات المطلوب إبرازها؟ وتساءل صحراوي قائلا: “ما الذي تُركِّز عليه اللجان في تقويمها للنصوص أكثر من غيره: هل هي المضامين، الموضوعات أم تقنيات الكتابة الروائية وفنياتُها؟”. وأجاب: “الأكيد أن فنيات الكتابة وتقنياتها ليست المعيار الفيصل الوحيد في الحكم والانتقاء، بل إنّ للانطباع دورا ما في ذلك حتى وإن كان قليلا وهذا أمر طبيعي لأنّ قراءة أزيد من 100 عمل روائي في فترة قصيرة ليست بالشيء السّهل من جهة ولاختلاف مشارب وميول وتوجُّهات المحكّمين من جهة أخرى. ثمّ ما هو موقف اللجان من الموضوعات الخلافية، أي تلك التي لا تُحقِّق إجماعا في البلاد العربية اليوم كالأزمة السورية مثلا أو ما يُسمِّيه بعضُهم “الربيع العربي” أو الفتنة الطائفية أو الإسلام السياسي؟ هل نحكم بسياسية الجائزة وانحيازها الفاضح إذا أُسنِدت لنصٍّ يتناول هذه القضايا الخلافية؟ للإجابة على هذا السؤال علينا انتظار النتيجة النهائية وقراءة العمل الفائز”. وأضاف الدكتور صحراوي: “ومع أنّ المسكوت عنه أكثر من غيره في الجوائز عامّة هو جانبُها السياسي الذي لا يُعقَلُ بأيّ حاٍل من الأحوال تناقضُه مع الجهة الراعية تمويلا وتنظيما (أو إشرافا)، وبعيدا عن التشكيك في مصداقية لجنة التحكيم التي تتشكّل هذه السنة من السعودي سعد البازعي (رئيسا) والعراقي عبد الله إبراهيم والليبي أحمد الفيتوري والتركي محمّد حقي صوتشين (أعضاء)، نشير إلى تقاطع قطرين عربيين تحكيما وحضورا في القائمة القصيرة هما المغرب زهور كرام (مُحكِّمة) وروايتين، والعراق عبد الله إبراهيم (محكّم) وروايتين. حال روائيينا باللغة العربية مع جائزة “البوكر” على الرغم من قِصر عمرها من حال نظرائهم الذين يكتبون باللغة الفرنسية، إذْ لم يُفلِح أيٌّ منهم في الفوز بأي من الجوائز الفرنسية الكبرى: غونكور، وفيمينا وميديسيس، لا من الأجيال القديمة ولا من الأجيال الجديدة”.وختم صحراوي قوله إن جائزة “البوكر” تكون مع كلِّ إعلان لقوائمها طويلة كانت أم قصيرة أو لنتائجها، موضوع جدلٍ حادّ ونقاش مستفيض، على أنّ الروايات التي أُتيحتْ لنا قراءتُها من الروايات الفائزة بالجائزة على امتداد دوراتها جديرة بالفوز شكلا ومضمونا لاسيما منها “دروز بلغراد” للروائي المتميِّز ربيع جابر. عبد الرزاق بوكبة الروائي الجزائري لا بواكي له قال الروائي عبد الرزاق بوكبة إنه إذا كانت هناك خيبة فعلا من عدم قدرة الرواية الجزائرية على المرور للقائمة القصيرة لجائزة “البوكر” هذا العام، فعلينا أن نقاربها من الجانب الذي يخصنا نحن الجزائريين، من جانب الإقبال الهزيل للناشر الجزائري على التفاعل مع هذه الجائزة المهمة. وقال بوكبة: “إذ لا نحصي إلا دارا أو دارين جزائريتين، في ظل وجود عشرات الدور المتفاعلة في البلد العربي الواحد، ومن ناحية التفاعل الهزيل أيضا من طرف إعلامنا مع المشاركة الجزائرية، في مقابل هبة إعلامية لكل بلد عربي يصنف أحد كتابه في إحدى مراحل الجائزة، ومن ناحية محدودية الروايات الجزائرية المشاركة في أحيان كثيرة”.ويعتقد بوكبة أن الجائزة في بداياتها والفرصة قائمة لمراجعة تعاملنا معها، وأن “البوكر” العربية للرواية لا تشذ عن الجوائز كلها في العالم، من ناحية خضوعها أحيانا لضغوط معينة، و أنها مرتاحة من الناحية الجزائرية، لأن الروائي الجزائري لا “بواكي له”.. يشارك بنصه ويبقى على قيد الانتظار بعيدا عن أي رفد، إلا في حالات ضيقة جدا يستفيد منها من يملك النفوذ ولا يملك الإبداع. الحبيب السايحصعبٌ جدا استيعاب أن يتنافس كاتب “كبير” مع “كاتب شاب” أكد الروائي الحبيب السايح أن من حق الكتاب الشباب الترشح للجوائز الأدبية المؤسسة في العالم العربي والدخول في مسابقاتها والفوز بها، حيث يسمح لهم، حسبه، بنشر أعمالهم، ويفتح لهم مجال الحضور في المشهد. وقال: “لكني أبقى حذرا من المزالق المترتبة عن جعل الجائزة أي جائزة مركز اهتمام. فذلك يرهن حرية التعبير الأدبي ويشوش الضمير. فلا دينار ولا دولار، في هذا الزمن، يعطى بلا مقابل أو يقدم لوجه الله”. يعتقد الحبيب السايح أنه بتخصيص جائزة مثل “البوكر” لشريحة الكتاب الشباب، على أساس عمر وإنتاج محددين، يتجنب الكتاب “الكبار” الحرج الذي يصيبهم، بالتأكيد، حين يتم الإعلان عن القائمتين الطويلة والقصيرة، فلا تطلع أسماؤهم في هذه أو تلك. وأضاف: “صعبٌ جدا استيعاب أن يتنافس كاتب “كبير” مع “كاتب شاب” على الجائزة نفسها”. من ثمة حسب صاحب رواية “تلك المحبة”، شعور “كتاب كبار” بمرارة الفشل الفادح؛ لأن الأمر يتعلق بسباق، ومن ثمة بعض الأسئلة التي تطرح عن القيمة الأدبية المكرسة لأعمالهم. وأضاف: “لا أعتقد أن نجيب محفوظ قبل حصوله على نوبل أو عبد الرحمن منيف أو الطيب صالح أو الطاهر وطار أو حنا مينه مثلا.. كانوا سيقدمون طلبا ويملأون استمارة مشاركة في جائزة “البوكر”. ولمن يقيمون مقارنة بين جائرة “البوكر” وبين “الغونكور” في مسألة طبيعة المشاركين أقول إن “الغونكور” جائزة اعتبارية، وهي نفسها لا تخلو من حسابات تجارية واعتبارات سياسية، وهي لا تنظم، كما أتصور، بالغيم الذي به تنظم الجوائز العربية”. وعليه يستنتج السايح قائلا: “من تقديري للكتاب العرب “الكبار”؛ نظرا لمنجزاتهم، وهم معروفون في أوطانهم، كما في خارجها، أني أدعو إلى وضعهم في منازل تليق بهم كعمر وكتجربة فكثير منهم هو فوق جائزة “البوكر”. من هنا حرصي؛ ولا شيء غيره”. مضيفا: “وأكرر، لأنه من قناعتي، أن “البوكر” أنشئت من بين ما أنشئت له لكشف “مواهب” جديدة لتوجيهها نحو آفاق كتابة روائية “تقطع” مع “السائد”. ذلك، لأن لكل كتابة زمانها وذوقها ومحدداتها الاجتماعية والسياسية، وأيضا متطلباتها الفنية. حبيب مونسينلحظ التسيب في طرائق الكتابة والتجريب أجاب الأستاذ حبيب مونسي عن سرّ غياب الرواية الجزائرية عن قائمة “البوكر“ القصيرة على الرغم من مشاركة روائيين متمرسين، قائلا: “لم أجد من جواب غير هذا الذي أقتطفه من حوار لسعيد بوطاجين في جريدة “الخبر” يعود إلى 2007. يقول فيه: هناك صحفيون وكتاب استطاعوا أن يضعوا حدودا دقيقة بين الصحافة والإبداع، هذا الصنف من الصحفيين يستحق كثيرا من الاعتراف والاحترام، لأنه يجب أن نعترف بأن التفريق بين لغة الصحافة ولغة الأدب ليس سهلا أو مسألة بسيطة، ولذلك لا يحقق ذلك إلا قلة نادرة. والرواية إن لم تكن لغة وبلاغة، فما الذي يبقى منها بعد سنوات؟” فليس الضامن إذا لنجاح الرواية هو عدد الأحداث التي تتضمنها، ولا المسحة الدرامية التي تكتظ بها ساحة السرد، ولا الإثارة التي نجدها في بعض الأخبار العجيبة والغريبة أو الشاذة، ولا الحديث عن اليومي العابر بلغة شفافة عارية.. وإنما الأدب وقيمته في ارتفاع بالخبر إلى مستوى القضية الإنسانية التي يصح للرواية حملها ومناقشتها والتي تضمن للنص الروائي امتداده في عمر القراءة، وبقاءه في أيدي القراء”. وأضاف الأستاذ مونسي أن هذا الحوار الذي مرّ بيننا في 2007، كان يجب أن يثير فينا سيلا من التساؤل وسيلا من الردود، وأن يدافع الصحفي الروائي عن موقفه ولغته، وأن يرد الناقد عن رأيه وملاحظاته. بيد أننا في واقعنا الثقافي نترك القضايا المهمة تنسرب بين أيدينا كما ينسرب الرمل بين فروج الأصابع، ثم نتحسر بعدها أننا نفتقد إلى النقد الجاد، وأننا نلحظ التسيب في طرائق الكتابة والتجريب”. وختم مونسي قائلا: “ثم يأتينا السؤال الكبير لماذا تخيب الرواية الجزائرية في قوائم البوكر؟ وتغيب في الجوائز العالمية؟”. واسيني الأعرج ل”الخبر”سأفكر مطولا قبل الترشح ل”البوكر” في المستقبلأكد الروائي الجزائري واسيني الأعرج أنه يستعد لإصدار سيرته الذاتية بعنوان “عشتها كما أشتهي”، وهو عمل روائي يسرد فيه الكاتب حياته منذ أن كان طفلا. وفيما يخص الجوائز وتحديدا جائزة ”البوكر” العربية، فقد قال إنه سيفكر مطولا قبل السماح للناشر بأن يرشحه لها مستقبلا.ما تعليقك على القائمة القصيرة ل”البوكر” العربية؟ أتمنى كل الخير للقائمة القصيرة، أحترم اختيارات لجنة التحكيم، لكن الحكم في النهاية للقارئ، كانت هناك 7 أعمال جزائرية ولم تمر إلى القائمة القصيرة التي شملت 6 أعمال من بين 16 كانت في القائمة الطويلة. لكن السؤال يطرح على مستوى المراقبين: كيف نجد في لجنة التحكيم عضوا عراقيا وآخر مغربيا ويدخل القائمة القصيرة عملان مغربيان وعمل عراقي، من الصعب على لجنة التحكيم أن تقرر على نحو المقياس القاري الذي أحترمه وأعتبره أهم من الجوائز.ألا تشعر بالحرج لأنك لم تفز ب”البوكر” وقد رشحت لها ثلاث مرات؟ ”مبتسما”، أسير بمنطق السلام الداخلي مع النفس، ومنطق العقل الأوروبي، فالعمل الأدبي له جمهوره وللجوائز منطقها، وكم من روائي مهم ترشح لجائزة “الكونكورد” الأدبية ولم يفز بها، فمثلا عندما فاز الكاتب العراقي عتيق رحيم بالجائزة قالوا كيف تفوز رواية “بسيطة” ولم أسمع الروائيين الكبار يعبّرون عن امتعاضهم، لأنهم يؤكدون على حكم المقروئية فرواية “رماد الشرق” تمت إعادة طباعتها عدة مرات وكذلك “أصابع لوليتا” التي لم تفز ب”البوكر” ولكن تم اختيارها كأفضل كتاب عربي. المقروئية ومقالات النقاد هي التي تهمني وليس رأي خمسة أفراد فكل واحد له رأيه حسب ضميره والأكيد هناك تلاعبات دائما في الجوائز بشكل عام.أفهم من كلامك أنك لن تترشح لها مستقبلا؟ ليس لدي موقف محدد تجاه جائزة “البوكر”، وترشيحي كان “تحصيل حاصل”، وأقول لأول مرة إنني لم أكن أوافق الناشر على ترشيح روايتي ل”البوكر”، فلم أكن متحمسا أبدا، كيف أضع مجهود خمس سنوات للحكم هكذا، وقد قام الناشر بترشيح روايتي في الدقائق الأخيرة لأن الجائزة تقدم خدمة لدار النشر.أريد معرفة موقفك الشخصي من الترشح؟ سأتساءل كثيرا قبل التقدم للترشح إلى جائزة “البوكر” مستقبلا وحتى باقي الجوائز، وسأستخدم سلطة منع الناشر من ترشيحي مستقبلا. عموما لا يمكنني الترشح ل”البوكر” السنة القادمة، لأن عملي الذي أشتغل عليه هي السيرة الذاتية وهو نوع غير مقبول في جائزة “البوكر”، كما أن أبواب التقدم إلى الجائزة تغلق شهر جوان وأنا لن أنتهي من كتابتها قبل شهر أكتوبر.لماذا السيرة الذاتية الآن؟ هناك منطق الأقدار وأنا على مشارف الستين من العمر و”الحمد لله” هذه رحلة طيبة لإنسان متكامل، وعنوان عملي القادم “عشتها كما أشتهي” وهي رحلة طفل ولد في قرية معزولة، كان حلمه الفوز بشهادة الابتدائي ليجد نفسه في النهاية يكبر في المحافل الأدبية الدولية، بفضل أشخاص كانوا معه منذ رحلته الأولى وهم “أمي” وجدي “الأندلسي” وأساتذتي والمفكرون والأدباء الذين تعلمت منهم، على غرار “سرفنتاس” وغيره ممن أصفهم ب”المكون الثقافي”، ولقد حاولت الابتعاد عن النرجسية الموجودة في أدب “السير الذاتية” وسأنتهي من كتابتها شهر أكتوبر القادم.حاوره: محمد علال سعيد خطيبيلجنة “البوكر” فضّلت إبعاد واسيني يعتقد الروائي سعيد خطيبي أن جائزة “البوكر” العربية فضّلت منطقا يختلف عن منطق شقيقتها الكبرى البريطانية، خصوصا في مقاييس اختيار أعضاء لجنة التحكيم، ف”البوكر” البريطانية تأخذ بعين الاعتبار، حسب خطيبي، رأي القارئ، وتدرج ضمن المحكمين مكتبيا، وهي نقطة غيّبتها “البوكر” العربية التي تتضمن لجانها مستشرقا، غير متحكم تماما في مفاصل اللغة العربية، غير قادر فعلا على الاطلاع على الكم الهائل من الروايات التي تصل، وفرزها. أثارت هذه الوضعية، حسب سعيد خطيبي، “خللا داخل اللجان وأدت إلى انفجار أولي العام 2010، لما أعلنت المصرية شيرين أبو النجا انسحابها من التحكيم. واستمرت الأزمات السنة الماضية بتعيين جلال أمين رئيسا للجنة التحكيم. بالتالي، يعتقد خطيبي أن الروايات الجزائرية المشاركة في المسابقة ستجد نفسها ضمن مناخ مضطرب لا يحكمه الأدب فقط، فالجائزة مدعومة من طرف هيئة أبوظبي للثقافة والسياحة وهي مؤسسة يطغى عليها طابع “الماركتينغ الثقافي”، ولها بعد نفعي، يهمها الانتشار، والسوق الأدبية الجزائرية ليست تنافسية، مقارنة بأسواق عربية أخرى (مصرية أو لبنانية)، منغلقة نوعا ما (الحال نفسه في ليبيا والسودان واليمن مثلا، وهي دول مغيبة عن البوكر أيضا). وقال: “كان يمكن أن نرى الروائي واسيني الأعرج ضمن القائمة القصيرة، روايته الأخيرة تستحق، لكن معايير التحكيم فصلت بالعكس، صاحب “رماد الشرق” متداول في الإعلام المشرقي في صورة “الجزائري الطيب”، وهو يدرك أنه مروّج في صورة الرجل المؤدب أكثر مما هو مروّج في صورة الأديب (مثل بوجدرة)، كما أن عملية الفرز التي تلت الربيع العربي وضعته في خانة “المقربين من الأنظمة السابقة” (مع ليبيا القذافي)، ولن تجازف الجائزة بإدراج اسم يفتقد للإجماع. برأيي، لو دخل اسم جزائري مستقبلا القائمة القصيرة ل”البوكر”، فسيكون إما من جيل الشباب أو من جيل المخضرمين “غير المسيس”.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 16/02/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : حميد ع
المصدر : www.elkhabar.com