الجزائر

الرئيس يكرّس إعادة بناء الثقة وتعزيز المكتسبات



يتوجه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، اليوم الاثنين، بخطاب للأمة، يأتي بعد ما صدر في العدد الأخير من الجريدة الرسمية المرسوم الرئاسي المتضمن استدعاء البرلمان المنعقد بغرفتيه.أقر رئيس الجمهورية "طريقة استثنائية للاتصال تبناها في التواصل مع الجزائريين والجزائريات، متخذا في ذلك نمطا يتركز على عفويته المعهودة وطبيعته العادية، كسب من خلالها إعجاب ملايين المواطنين وتأثرهم به، وهم الذين التفوا حول مشروع بناء الجزائر الجديدة، لاسيما وأن الرئيس تبون نجح في كسر كل الحواجز بينه وبين شعبه، معتمدا على شخصيته التي تجمع الأخلاق والنزاهة والبساطة والصرامة والعزم، والأهم حسن القيادة".
يتزامن خطاب الرئيس تبون و«مرور أربع سنوات كانت فريدة من نوعها، ومختلفة تماما عن فترات الرؤساء السابقين. بعدما فرض أسلوبه الخاص في إدارة شؤون البلاد".
وقد قرر رئيس الجمهورية، "التأسيس لخطاب سنوي موجه للأمة أمام غرفتي البرلمان مجتمعتين"، و«سيمتثل رئيس الجمهورية لهذا النشاط الدستوري المسمى "خطاب للأمة"، ابتداء من السنة الجارية.
الخطاب السنوي يمثل فرصة للسيد الرئيس لمخاطبة ممثلي الشعب وتقييم إنجازات السنة الجارية وكذلك السنوات الماضية، بعد مرور أربع سنوات تميزت بتحديات غير مسبوقة، خاصة جائحة كورونا والتي استمرت لأكثر من عامين وكان لها بالغ الأثر على كل دول العالم، خاصة في المجالين الصحي والاقتصادي وما صاحبها من موجات التضخم وارتفاع أسعار المواد الأولية في معظم القطاعات.
دلالات
يؤكد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية الدكتور فريد زغدودي، في تصريح ل«الشعب"، أن "خطاب الأمة" له رمزية خاصة هذا العام، لاسيما أنه يأتي بعد مرور أربع سنوات من حكمه. وتميزت فترة الرئيس تبون بتحديات غير مسبوقة عرفتها الجزائر على المستويين الداخلي والخارجي، خاصة وأن الرئيس ورث نسيجا اقتصاديا متهالكا يعتمد بشكل أساسي على ريع المحروقات فقط دون الولوج في تفاصيل أخرى.
ولم تتجاوز صادرات الجزائر غير النفطية عتبة (2) الملياري دولار طيلة العقدين الماضيين، واليوم نحن نتكلم عن 13 مليار دولار وربما أكثر في قادم السنوات وهذا في حد ذاته إنجاز يحسب للرئيس تبون.
كذلك، الخطاب هذه السنة شد انتباه الجمهور وهو وضع لم نعرفه من قبل، حيث كان المواطن غير مبال بالخطابات الصادرة عن السلطة ما يعبر عنه "بمأزق الثقة"، لكن رئيس الجمهورية خلال السنوات الماضية تمكن وبشكل عفوي أحيانا من إعادة ربط جسر التواصل مع المواطنين وجعل الخطاب وسيلة للتواصل المباشر مع الجزائريين، خاصة وأن هذا التواصل مرتبط بإنجازات تم تحقيقها على الأرض وليست مجرد خطب جوفاء.
مكاسب
في نفس السياق، يشدد أستاذ العلوم السياسية الدكتور عبد القادر منصوري، على أهمية ترقب الجمهور لخطاب الرئيس، معتبرا ذلك مكسبًا يسهم في تعزيز المكتسبات التي تحققت على أكثر من صعيد.
ويعزو الدكتور منصوري زيادة الاهتمام، لاسيما من قبل المختصين بالخطاب هذا العام، إلى التحولات الكبرى على الساحة الدولية، وخاصة تزامنه مع العدوان الصهيوني غير المسبوق على قطاع غزة، وتطورات قضية الصحراء الغربية، والأزمات المحيطة بنا، سواء في ليبيا أو منطقة الساحل الافريقي.
وفيما يتعلق بالسياق الداخلي، يظهر هذا الخطاب بطابع إيجابي، إذ تُبرز كل المؤشرات الاقتصادية توقعات بتحسن مستوى الدخل في الجزائر، سواء على الصعيدين الكلي أو الجزئي. وتؤكد مؤسسات دولية مثل صندوق النقد والبنك الدولي هذه التوقعات، حيث صنفت الجزائر كإحدى الدول ذات المديونية المنخفضة مقارنةً ببقية الدول العربية والتي تعاني من أزمة ديون حادة، خاصة المملكة المغربية وجمهورية مصر العربية.
ويأتي خطاب الرئيس ليكون مصدر أمل كبير للمواطن البسيط، خاصة فيما يتعلق بقضايا حيوية، مثل السكن وزيادة الأجور وتحسين المستوى المعيشي بشكل عام.
وركز قانون المالية للعام الجديد بشكل كبير، على هذه الجوانب، مع إدراج العديد من الإعفاءات الضريبية التي من المتوقع أن تؤثر إيجابًا على أسعار العديد من المواد، مما يعكس تأثيرا إيجابيا على حياة المواطنين.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)