الجزائر

الرئيس الروسي يتحادث مع العاهل السعودي والرئيس التركي



الرئيس الروسي يتحادث مع العاهل السعودي والرئيس التركي
شكلت الزيارة التي قام بها الرئيس بشار الأسد إلى العاصمة الروسية مفاجأة للكثير من المتتبعين بحكم السرية التي أحاطت بها كونها أول زيارة للرئيس السوري إلى الخارج منذ اندلاع الحرب الأهلية في بلاده قبل أربع سنوات. ورغم أن الزيارة كانت قصيرة، إلا أنها اكتست أهمية خاصة بالنسبة لمستقبل الحرب في سوريا ولكن أيضا للسوريين وبصفة خاصة للدول الغربية التي أصبحت تنظر بعين الريبة إلى كل دور روسي في الأزمة السورية.وبدأت أهمية هذه الزيارة تظهر من خلال الاتصالات التي أجراها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين مع نظيره التركي طيب رجب أردوغان، وبعدها مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز أطلعهما من خلالها على ما دار بينه وبين الرئيس السوري. ولكن ذلك لا يمنع من القول إن الزيارة جاءت بعد تصريحات مفاجئة للوزير الروسي، ديمتري ميدفيديف الذي أكد بداية الأسبوع أن بلاده لا يهمها من يحكم سوريا بقدر ما يهمها حماية مصالحها في المنطقة.وكان لهذا التصريح وقع الصدمة في دمشق التي ربما تكون قد استشعرت أن الرئيس الأسد لم يعد رقما مهما بالنسبة لها في معادلة الحرب السورية ويكون ذلك هو الذي استدعى قيام بشار الأسد بهذه الزيارة المفاجئة من أجل الاطمئنان على مصيره. ويبدو أن الرئيس عاد مرتاحا بخصوص هذا الجانب بعد أن كرست الزيارة محور موسكو دمشق الذي عززته الحرب الأهلية وقرار موسكو بداية الشهر، عدم الاكتفاء بدور دبلوماسي في هذه الأزمة والانتقال إلى المرحلة العملية من خلال تدخلها العسكري المباشر في معادلة الحرب في هذا البلد. وفضلت السلطات الروسية والسورية على السواء التكتم عن هذه الزيارة إلى غاية مغادرته موسكو عائدا إلى بلاده لدواعي أمنية أولا وأيضا لتفادي التشويش عليها بتصريحات ومواقف مختلف العواصم الغربية والعربية التي تنظر إلى التقارب الروسي السوري بأنه تهديد لمصالحها في هذا البلد وكل منطقة الشرق الأوسط. والمؤكد أن الولايات المتحدة وكل الدول الغربية التي ارتابت من هذا التقارب، تأكدت مرة أخرى أن موسكو ليست مستعدة للتخلي عن حليفها السوري وبالتالي رفضها لفكرة حتمية مغادرته السلطة في دمشق كشرط مسبق وخطوة أولى على طريق تسوية الأزمة السورية بقناعة أن بقاءه في سدة الحكم سيزيد الأزمة تعقيدا ولن يكون عاملا مساعدا في حلها.وأضاف الرئيس الأسد أن "الإرهاب يشكل عائقا" أمام الحل السياسي للأزمة الأمنية في بلاده منذ أزيد من أربع سنوات وشدد التأكيد على أن أي تحركات سياسية لإنهائها لن تتم إلا بعد حسم شقها العسكري على أن تعود كلمة الحسم للشعب السوري في إشارة واضحة إلى مستقبله على رأس الدولة السورية. وقال لنظيره الروسي، وهو يغادر مطار موسكو عائدا إلى بلاده إن "الإرهاب الذي انتشر في المنطقة كان يمكن أن يتوسع أكثر لولا تدخلكم العسكري"، ليرد عليه الرئيس بوتين أنه "بناء على طلبكم قدمنا دعمنا للشعب السوري لتمكينه من محاربة الإرهاب".وإذا كانت موسكو ودمشق تكتما على نتائج هذه الزيارة ودواعيها إلا أن السياق الزمني الذي تمت فيه يؤكد أن التدخل العسكري الروسي كان في صلب المحادثات، بالإضافة إلى مستقبل الدعم العسكري والاقتصادي الروسي للنظام السوري الذي أنهكته حرب الأربع سنوات في ظل انهيار الاقتصاد السوري الذي لم يعد يقوى على تمويل عملياته العسكرية وحاجيات وحدات جيشه ولكن أيضا حاجيات الشعب السوري الذي لم يستطع مواصلة العيش في ظل حرب مدمرة أتت على كل البنى التحتية في هذا البلد الممزق.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)