الجزائر

الرئاسيات تفجر المعارضة من الداخل‮!‬



جبهة العدالة والتنمية تفتح النار على حمس‮ ‬
فجرت المستجدات السياسية المتصلة بالجدل القائم حول الانتخابات الرئاسية المقبلة،‮ ‬خلافات عميقة بين الأحزاب المحسوبة على كفة المعارضة،‮ ‬تجسدت في‮ ‬تصعيد‮ ‬غير مسبوق وتلاسنات حادة،‮ ‬لاسيما بين تلك المنحدرة من المرجعية الإسلامية‮. ‬وشن النائب البرلماني‮ ‬المنتمي‮ ‬إلى جبهة العدالة والتنمية،‮ ‬حسن عريبي،‮ ‬هجوما شرسا ضد قيادة حركة مجتمع السلم،‮ ‬على خلفية وقوفها،‮ ‬حسبه،‮ ‬وراء دعوات تأجيل موعد الانتخابات الرئاسية المنتظرة في‮ ‬أفريل القادم،‮ ‬عبر بوابة ما تسميه بمبادرة التوافق الوطني‮. ‬ووصف النائب،‮ ‬في‮ ‬بيان وقعه باسمه،‮ ‬الداعين إلى تأجيل الموعد الرئاسي‮ ‬بالمعارضة‮ ‬الكارتونية‮ ‬و الانتهازيين‮ ‬،‮ ‬في‮ ‬إشارة إلى حركة حمس،‮ ‬التي‮ ‬تحرك المسعى خلال الأسابيع الأخيرة،‮ ‬بدعوى إرجاء الاستحقاق لمدة عام‮ ‬يتم خلاله التوافق على إصلاحات سياسية عميقة في‮ ‬الدستور ومؤسسات الدولة‮. ‬وذكر في‮ ‬البيان،‮ ‬أن الدعوة إلى تمديد العهدة لن تتوقف عند أسطول الموالاة،‮ ‬وإنما انتقل إلى ممن طمع في‮ ‬مكان أقوى بعد رياح الربيع العربي‮ ‬وتخيل للحظات أنه مرسي‮ ‬الجزائر وأردوغان العرب،‮ ‬فوجد نفسه كما‮ ‬يقول المثل العربي‮ ‬زل حمار العلم في‮ ‬الطين،‮ ‬فلا السلطة كسر ولا مكان‮ ‬يليق به وبأصحابه نصر‮ ‬،‮ ‬حسب نص البيان‮. ‬وكانت حركة مجتمع السلم،‮ ‬قد أعربت في‮ ‬لقاء مكتبها الوطني‮ ‬عن تمسكها بمبادرة التوافق الوطني،‮ ‬واعتبرتها المخرج الوحيد من ما وصفتها الأزمة السياسية التي‮ ‬تتخبط فيها البلاد،‮ ‬وشددت على ضرورة مشاركة جميع القوى والأطياف السياسية بمختلف مرجعياتها ومواقعها في‮ ‬المشروع المذكور‮. ‬ونفى بيان لحمس،‮ ‬تلقيه أي‮ ‬دعوة من طرف ما سمي‮ ‬بندوة الإجماع الوطني،‮ ‬التي‮ ‬أطلقها حزب تجمع أمل الجزائر‮. ‬وكان عبد الرزاق مقري‮ ‬قد اتهم قيادة حزب تاج،‮ ‬بالاستنساخ والسطو على مبادرته،‮ ‬وصرح لوسائل الإعلام بأن هناك من‮ ‬يريد تمييع وإجهاض مبادرة حمس،‮ ‬من أجل تفويت فرصة التوافق بين الجزائريين،‮ ‬في‮ ‬إشارة إلى الغريم عمار‮ ‬غول‮. ‬وكشفت حركة حمس في‮ ‬لقاء مجلسها الوطني‮ ‬المنعقد الخميس الماضي،‮ ‬عن شروط نجاح التوافق الوطني‮ ‬التي‮ ‬حصرتها في‮ ‬القبول الشامل من طرف جميع مؤسسات الدولة،‮ ‬وبين السلطة والمعارضة،‮ ‬وأن‮ ‬يتضمن تأجيل الانتخابات عقدا سياسيا معلنا‮ ‬يضمن إجراء إصلاحات سياسية عميقة تضمن توازن المؤسسات وإمكانية التنافس الانتخابي‮ ‬الشفاف في‮ ‬المنظور القريب‮.‬‭ ‬كما اشترطت بالإضافة إلى إصلاحات اقتصادية تحارب الفساد المتفشي‮ ‬والاحتكارات المالية الكبرى المبنية على الرشوة والمحسوبية والابتزاز والتعاملات التفضيلية،‮ ‬على حساب تعدد وتنويع المؤسسات الاقتصادية في‮ ‬القطاع الخاص والقطاع العام‮. ‬وقرأ مراقبون تصريحات القيادي‮ ‬البارز في‮ ‬جبهة العدالة والتنمية،‮ ‬بأنها صورة عاكسة للخلافات العميقة التي‮ ‬تضرب تيار المعارضة ككل وخاصة التشكيلات المحسوبة على التيار الإسلامي،‮ ‬والتي‮ ‬طفت إلى السطح بشكل‮ ‬غير مسبوق منذ ندوة مزافران لتكتل الحريات والانتقال الديمقراطي‮ ‬المعارض،‮ ‬والذي‮ ‬كانت حمس أحد أطرافه،‮ ‬قبل أن‮ ‬يتفجر بسبب مشاركة الاسلاميين في‮ ‬الانتخابات التشريعية والمحلية العام الماضي،‮ ‬حيث دخل الكل في‮ ‬ملاسنات حادة،‮ ‬تكرس بحسب العديد من المحللين السياسيين هشاشة هذا التيار،‮ ‬وتبرر النكسة الشعبية التي‮ ‬حظي‮ ‬بها خلال الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة‮.‬


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)