تحاول مقاربات المفكر والإعلامي الجزائري عبد الرحمن عزي1 مراجعة بعض أبرز المنظورات القائمة على مستوى كل من البنية النظرية الاجتماعية وفعل الاتصال في المجتمع. وهو في هذه العملية الابستمولوجية ينتقي من بعض المدارس الغربية ما يناسبه من مفاهيم وأدوات تحليلية يكون قد أخضعها للنقد المنهجي. ثم يوظفها في عملية التفكيك والبناء النظري بالتركيز على المرجعية الثقافية القيمية لا المجتمعية كما شاع في أدبيات علم الاجتماع الإعلامي الغربي ومن ثم العربي الحديث والمعاصر.
موقع نظرية الحتمية القيمية الإعلامية بين المحاولات السابقة:
الواقع، أن المفكر عبد الرحمن لا يدعي الأسبقية في التأسيس النظري والمنهجي. إن مسألة التأكيد على القيم الثقافية والتراث الحضاري في مجتمعاتنا العربية والإسلامية، والدعوة إلى إعادة إنتاجها على مستوى البحوث النظرية والتطبيقية قد استثمر حقلها العلمي والمعرفي نسبيا العديد من الباحثين العرب والمسلمين سواء أكانوا داخل مجالنا الحيوي أم خارجه. لقد اندرجت مختلف هذه المحاولات في إطار ما اصطلح على تسميته حديثا في بعض الأوساط العلمية والمعرفية بـ" أسلمة المعرفة" (Theislamizationofknowledge). يسعى أصحاب هذا المشروع الحضاري من خلال محاولاتهم الرامية إلى تأصيل منهج يكون بديلا عن تلك المناهج الوضعية المهيمنة في حقل العلوم الإنسانية عموما والاجتماعية خصوصا. يمكن تلخيص أبرز هذه المقاربات "الإسلامية" على مستوى التأسيس النظري والتطبيقي للظواهر الاجتماعية والمشكلات الثقافية والحضارية
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 12/05/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - بدر الدين المرزوقي
المصدر : الصورة والاتصال Volume 1, Numéro 1, Pages 229-246 2012-09-01