الذكرى العشرون للمنظمة العالمية للسياحة طابع بريدي الجزائر

إن المنظمة العالمية للسياحة التي تحتفل بعيدها العشرين في هذه السنة (1995)، هي منظمة دولية متخصصة، مهمتها تنمية وترقية السياحة عبر العالم. والجزائر التي هي عضو في هذه المؤسسة الدولية، وإدراكا منها للدور الذي تلعبه السياحة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ومساهمتها في توطيد الصداقة بين الشعوب، انكبت منذ الاستقلال وخاصة بعد القرارات الأخيرة الخاصة بالاستثمار، على تطوير تقاليدها الأصيلة في الاستقبال وحسن الضيافة. وبالإضافة إلى المناخ المتنوع الذي يسمح بتعاطي السياحة طوال السنة، منت الطبيعة على الجزائر بتنوع رائع في المناظر والمشاهد الطبيعية. غريبة حقا هي فصول الشتاء، التي يسبح فيها المصطافون بتيبازة، بينما يتزحلق آخرون على جبال الشريعة، ومذهلة هي جبال جرجرة والأوراس والونشريس، حيث تحافظ الأشجار على لطافة الجو في خضم الصيف. وتأتي الجزائر، التي قد تكون أكثر سحرا، ألا وهي جزائر الجنوب ببحرها الرملي بالوادي وبشار، وهضبتها المحصبة بغرداية، وجبالها القمرية بتمنراست وآبارها البترولية بحاسي مسعود، والغازية بحاسي رمل. تمنح الجزائر، العجيبة بتبايناتها الجغرافية والبشرية للمسافر جولة صغيرة ومتحضرة حول العالم، إذ يكتشف نضارة روما القديمة بشرشال وتيبازة، والأناقة الأندلسية بتلمسان وبرودة سويسرا بجبال القبائل، والمكسيك الجديد بالهُُّار. وفضلا عن جمالها الطبيعي، فللجزائر أيضا معالم أثرية ذات أهمية بالغة، حيث ورث هذا البلد الإسلامي عن الحضارات العديدة التي عرفها عبر العصور بصمات ثابتة، تتجاور وتتمازح مثيرة الابتهاج عند السياح والباحثين.