يخطئ من يظن أن أمريكا المنتفضة حاليا على سوريا والنظام السوري، لم تكن على علم ودراية كاملتين بالحدث من بدايته حتى نهايته، ويخطئ أيضا من يظن أن الدول السائرة بالفلك الأمريكي ومنها العديد من دول جامعة النبيل العربي هي صاحبة قرار حتى في أدق تفاصيل أنظمتها وعلاقاتها، وهي في الأصل لا تخرج عن كونها دولا واقعة تحت النفوذ والاحتلال الأمريكي وتابعة له، إذن فإن أمريكا هي راعية الحدث والمخططة له منذ بدايته، وما يعرف بالربيع العربي الذي تحول إلى خريف بل جحيم عربي، هو صناعة أمريكية، وهي التي انتقلت بالإخوان إلى سدة الحكم في كثير من الأقطار، وهي التي تقف وراء تحريك الكثيرين عليهم لأن غايتها أن يكون هناك أجواء يخيم عليها التوتر الذي يصنع ما أطلقوا عليه إسم الفوضى الخلاقة بل الخناقة ومن هنا ندرك ان مسار الإعلام الغربي وأدواته العربية منذ البداية كان يلوح أولا بامتلاك سوريا للسلاح الكيماوي تمهيدا لاتهامها باستعماله في الوقت المناسب، وإن الوقت حان عندما بدأت قوات المرتزقة بالتقهقر حيث رجحت كفة قوات السلطة على كفتهم، وإذا كنا نذكر أن تركيا لا غيرها ألقت القبض على خلية سباعية في استانبول في جرم امتلاك هذا النوع من السلاح، فعرضته وصادرته وسجنت أعضاء الخلية المنتمية لجبهة النصرة ومن ثم يسدل الستار على الملف فجأة، فإننا لا نستغرب كيف أن الأمور تحولت من خان العسل في حلب إلى خان ” البصل ” في الغوطة لتتهم السلطات السورية باستعمال هذا السلاح وغير بعيد عن ذوي البصيرة أن سوريا المحاصرة بهذه التهمة منذ بداية الحدث الأمريكي لا يمكن أن تكون على جانب من الغباء وتقدم على استعمال ذلك السلاح وهي في غنى عنه وسيف الاتهام باستعماله مسلط على رقبتها، هذا من جهة ومن جهة ثانية فإن الإستراتيجيين لا يمكن أن يسلموا بتلك المقولة لأنها من الناحية العسكرية تلحق الضرر البالغ بالسلطة الواضحة قواتها، في الوقت الذي تكون فيه قوات الخصم مختبئة ومتحصنة في الأوكار والدهاليز والاتفاق. وفي نفس السياق فإن الذي يسجل انتصارات على الساحة لا يمكن أن يلجأ إلى سلاح انتحاري، في حين أن المنهزم هو من يلجأ لمثل هذه الأساليب، والأدلة التي تؤكد على افتعال ذلك من قبل الأمريكيين هي السوابق ابتداء من العراق وانتهاء باستباق أمريكا ومن معها لإصدار الأحكام قبل أن ينهي المفتشون الأمميون مهمتهم وقبل أن يعلنوا أو يقدموا تقاريرهم، يبقى لنا أن نقول إن من شهر مثل هذا السلاح على العراق وثبت بهتانه هو من شهره اليوم على سوريا لأن الأهداف ثابتة وبالتالي فإن التهم باهتة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 10/09/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : قيصر مصطفى
المصدر : www.al-fadjr.com