يبدُو أن كل الثقافات التي تتناول التجربة الصوفية تتّحد في الموقف القائل بفناء الذات والفردية، أثناء خوض تجربة التصوف، خاصة في حالة الفناء والاتصال باللامتناهي. وهذه الخصائص هي ما يساعد على فهم العلاقات بين التصوف والأديان التقليدية المختلفة. يُؤوّل التجربة الصوفية الذين مرُّوا بها من منظور عقائدهم التي تشكل مجموعة معتقداتهم السابقة: فالمتصوف المسيحي السّاذج يقبل ببساطة وبلا نقد الفكرة التي تقول أن التجربة التي مرّ بها هي "الاتحاد بالله"، أي بالله على نحو ما تتصوّره كنيسته من الناحية التقليدية؛ والمتصوف الهندوسي يؤوّل تجربته على أنها الاتحاد مع براهمان أو مع الآلهة "كالي"؛ والمتصوف البوذي يؤوّل تجربته بألفاظ غير لاهوتية تماما، قد يضعها العقل الغربي ضمن لقب "الملحد"؛ والمتصوف الإسلامي يؤوّل تجربته على أنها الاتصال بالمطلق أو اللامتناهي أو الله.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 25/09/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - بلحمام نجاة
المصدر : أبعــاد Volume 2, Numéro 2, Pages 22-36 2015-01-31