الجزائر

الدكتور أمين الزاوي: "الروائيون الجدد يكتبون بجرأة، وكسروا الطابوهات"



يرى الروائي أمين الزاوي أن الجزائر تعرف حركة روائية متميزة وتحوي أقلاما جديدة ومحترمة تكتب باجتهاد وتوتر ويمكنها أن تحمل راية هذا الجنس الأدبي عاليا باستطاعته أن يسير في أفق الرواية العربية والعالمية على حد سواء ، وضرب الدكتور مثلا بالروائيين الجدد الذين يكتبون أعمالا جيدة وترقى فنيا وأدبيا ولغويا إلى مصاف الروايات الكبيرة مثل الكاتب سمير قسيمي صاحب رواية " يوم رائع للموت " و بشير مفتي صاحب رواية " دمية النار" التي رشحت للقائمة الطويلة ل"البوكر"وكذا الخير شوار ، عز الذين جلاوجي وكمال قرور ويؤكد الناقد أن هذه الأسماء وغيرها ذات حضور متميز لأنها تكتب بجرأة ومندمجة في الواقع الاجتماعي والسياسي ،وتعبر عن وجهات نظرها إزاء القضايا السياسية والاجتماعية والثقافية بدون خوف لأنه حسب الزاوي من أهم رهانات الرواية هي أن تعبر عن واقعها بكل صدق وجرأة، ودون خوف فيقول: " على الروائي الجزائري أن يتحدى كل الطابوهات والإيديولوجيات وأن يغوص في معاناة الفرد داخل مجتمعه ويعبر عن مشاكله وقضاياه كونه جزءا لا يتجزأ من ذلك المجتمع وأضاف صاحب رواية " اليهودي الأخير من تمنطيط" :"الأدب الذي لا يكون معبرا عن المجتمع الذي ينتمي إليه ولا يكون عينه الراصدة ليس أدبا " وتحدث الزاوي بإسهاب عن مميزات المتن الروائي بشكل عام ،وعرفه بأنه تلك العلاقة الأساسية مع اللغة والكاتب الروائي الناجح حسبه هو الذي يستطيع استعمال مادة اللغة بتجديد مستمر، ويعرف تراثه وله اطلاع على الواقع الذي يعيش فيه سواء تمثل في الواقع السياسي الاجتماعي أو الثقافي ويرى محدثنا أن هذا الجنس الأدبي هو "معرفة" والمعرفة لا تكون إلا بالاجتهاد واستعمال وقراءة التراث والانفتاح على المستقبل، و يشدد الباحث على أن التجربة الروائية يجب أن تمارس العلاقة بين رؤية الواقع ورؤية الماضي، وأن تكون دائما في بحث مستمر الأمر الذي يجعل الإنسان يرقى إلى الأحسن ويضحد التخلف والتخلص من الرؤية السلبية للماضوية وضرورة الدخول في التجربة.
"الرواية" كلمة مؤنثة فأين تاء التأنيث منها؟
الكاتبات الجزائريات لديهن حضور كبير في الكتابة ،ففيما يخص الجيل الأول من الكاتبات مع الطاوس عمروش ،جميلة دباش ،آسيا جبار ،نادية قندوز وصفية كتو هذا الجيل الذي حقق حضورا كبيرا في الإبداع ،وكذلك ما يخص الكتابة باللغة العربية لدينا القامة الكبيرة زهور ونيسي ،والجيل الآخر الذي جاء بعدها مثل الروائية أحلام مستغانمي ،الشاعرة ربيعة جلطي ،الكاتبة فضيلة الفاروق ،وسارة حيدر ،وهي أسماء حققت حضورا على المستوى العربي ،والمغاربي ،وكذلك االروائية مايسة باي ،ليلة مروان هي أسماء موجودة في القراءة وحاضرة مع القارئ الجزائري ،المتوسطي ،العربي والعالمي ككل ولهذا أعتقد أن صوت الكاتبات الجزائريات بدأت نصوصهن تترجم إلى عديد اللغات ،وبدأت نصوصهن تحصد الجوائز ليست فقط الوطنية ،أو العربية بل العالمية أيضا ،والكاتبات الجزائريات معروفات بتكسير الطابوهات ،والكتابة بجرأة مند أيام آسيا جبار ،أحلام مستغانمي ،وربيعة جلطي وهي جرأة جسدية سياسية اجتماعية ،وحتى الجرأة في شكل الكتابة أيضا ،والأديبة الجزائرية هي من أكثر النساء المبدعات شجاعة في العمل الأدبي ،وفي المواضيع المتطرق لها هذه الشجاعة الناتجة عن التجربة التاريخية ،والثورة التحريرية الكبرى التي حاربت تاء الخجل مع الرجل ،ووقفت الند للند أمام أعتا قوة استعمارية خلال القرن العشرين ،وذلك ما نلمسه مع الأديبة آسيا جبار، وفضيلة مرابط ،وكذلك ما عانته هذه المرأة خلال ما يعرف بالعشرية السوداء التي تعلمت خلالها نوع من المقاومة لكل ما هو قمعي ،وللإرهاب أو على المستوى الاجتماعي كالفقر والجهل .
لكن للأسف الشديد هناك نقص في الترويج لهذه الأعمال الإبداعية في الجزائر ،ونقص شديد في توزيع الكتاب ودعم الحضور الثقافي للمرأة في الحياة الثقافية بشكل عام ففي الجزائر لا توجد ثقافة تكريم هذه الوجوه الإبداعية ،والكاتبات لدرجة أصبحت المرأة الجزائرية تكرم في الخارج ،ولا تكرم في بلدها الأم ،والسبب يعود إلى عدم إعطاء أولا الثقافة ثقافة الكتاب والمؤلف مكانة حقيقية وثانيا لأن المجتمع لايزال يتميز بنوع من النظرة المحافظة .




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)