الجزائر

''الدفاع مسألة سيادية لا يمكن مصادرتها''



أعطى بلعياط عبد الرحمان، عضو قيادي في ''الآفلان'' أمس، رأيه حول المحاضرة التي نظمت بمركز الشعب للدراسات الاستراتيجية حول الحرب الذكية وإلكترونيك الدفاع، قائلا أن الندوة تبدو تقنية محضة ومدققة، لكن الإسقاطات التي يسمح بها الموضوع في طريقة العرض هو التفوق التكنولوجي المحصور في بلدان لديها قاعدة اقتصادية قوية ورصيد علمي متطور، وكذا الأداة الصناعية المتطورة.وأضاف في حديث ل«الشعب» أن هذه المنافسة ننظر إليها من جانبين على الأقل وهي من سيتحصل على هذا التفوق وبالتالي يفرض هيمنته، وان وجه المقارنة بين التطور لدى الولايات المتحدة الأمريكية ومعها أوروبا الليبرالية والاتحاد السوفياتي ولما لا يتبعهم دولتا الصين والهند يكون في حالة وقوع تنازع يصل إلى الصيغة العسكرية، أين تلغى دولة دون أخرى.
ويعتقد بلعياط انه ربما تكون المواجهة بين البلدان الكبرى متكافئة في هذا الميدان، كما يمكنها أن تكون غير متكافئة مثلما حدث في العراق أين وصل التطور التكنولوجي إلى قنبلة ملجأ العامرية، وما سببه من خسائر بشرية ينده لها الجبين والتي استهدفت الأطفال الذين تفحمت جثثهم وبقيت ملتصقة بالجدران.
والآن ما يقوم به الحلف الأطلسي ضد ليبيا باستهدافه لبعض المواقع بالقصف جويا غير انه برا عجز عن مواجهة القوات الليبية رغم استيرادها لمختلف الآليات العسكرية المتطورة، قال محدثنا.
وأضاف الوزير السابق انه إذا كان التنازع بين أشخاص غير متكافئين فان المعركة تعد إلكترونية، لكنه استطرد قائلا: أنه يبقى العالم البشري هو الإرادة في الهيمنة وتقابلها الصمود والتصدي للخطر في ميدان الحرب.
زيادة على النظرة السياسية والاستراتيجية التي يمكنها أن تكون الفاصل، كون التطور التكنولوجي موجود بالاقتصاد والسياسة. موضحا أن مجال الدفاع هي مسألة سيادة وإرادة لا يمكن للتكنولوجيا مصادرتها، بل تتوقف على إرادة الفرد البشري، وان سر الاستراتيجية هو التفوق والنصر لمن يصمد أكثر.
وحسب بلعياط أن هذا التطور التكنولوجي يمكن الاستفادة منه، بحكم أننا أمام اعتداء من نوع آخر والذي جاء بطريقة تسمى بالحرب غير الكلاسيكية، حيث انه خلال العشرية الدموية كانت الجزائر تقاوم الإرهاب باعتباره كان عبارة عن حرب عصابات، والآن نواجه خطر القاعدة التي تستعمل التكنولوجيا في حربها ضد الأبرياء.
وأشار المتحدث في هذه النقطة إلى انه إذا تمكن الجيش الوطني الشعبي من التحكم في التكنولوجيا العصرية فان خطر الإرهاب سيتضاءل وبالتالي تكون التكنولوجيا عنصرا للقضاء على خطر القاعدة.
وأكد في هذا الإطار، أن الجيش الجزائري انبثق من حرب العصابات التي قادها إبان الثورة التحريرية ولمدة ثلاثين سنة وهو يتطور بصفة كلاسيكية، لكن منذ عدة سنوات أضاف العضو القيادي بالافلان اتخذت السلطة السياسية قرار تسيير نحو الاحترافية والعصرنة، كما أن تطور المدارس العسكرية والبحث العلمي بالجامعات مكن من إعداد جنود وضباط قادرين على استخدام التكنولوجيا.
ضف إلى ذلك، فالجزائر تسعى لان يكون جيشها حامي للوحدة الوطنية، ولهذا فهي لا تبخل في تزويده بكل التكنولوجيا المتطورة في هذا المجال. علاوة على هذا فانه لا مجال للشك أن التكوين البشري لجيشنا عبر التطور منذ سنة 1962 لغاية اليوم قال الوزير السابق وهو مكلف ببلورة الرؤية الاستراتيجية في مجال الدفاع.
وانه لا يمكن إعطاء النظرة على امتلاك التكنولوجيا اللازمة، التي هي مرهونة بالإمكانيات المالية. مشيرا إلى أن الجزائر ليست بلدا عدوانيا اتجاه أي دولة، لكن سياسيا وعسكريا لا يمكن أن نلغي احتمال للاعتداءات الخارجية.
ويرى عبد الرحمان بلعياط أن بلادنا تملك الاحترافية ومنتوج البحث العلمي الذي يسمح لها بالتطور تدريجيا وحسب المستوى الذي نحن فيه، وباعتباره كان ضابطا بجيش التحرير الوطني وواجه اكبر قوة إبان الثورة المظفرة، بالرغم من افتقار المجاهدين للتكنولوجيا. فان إرادة مقاومة الاستعمار وإخراجه مكنت من تحقيق النصر، أكد المتحدث مبرزا في هذا المضمار أهمية العامل البشري في الميدان.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)