الداخل والخارج في لعبة الرئاسيات

مع كل استحقاق رئاسي في الجزائر إلا وسارعت بعض الأطراف إلى طرح تحاليل وتكهنات حول مواقف الدول الكبرى وخاصة فرنسا وأمريكا من هذا المرشح او ذاك، في محاولة لإيهام الرأي العام الوطني أن القوى الغربية لها يد في صناعة الرؤساء أو في الجزائر...قبل أيام سارع السفير الأمريكي هنري انشر إلى التأكيد على أن الولايات المتحدة الأمريكية ستتعامل مع أي رئيس يخرج من الصندوق، في حين ما تزال أنظار بعض المولوعين برواية اليد الغربية في الانتخابات تنتظر الموقف الرسمي الفرنسي... صحيح أن للقوى الغربية مواقف على اعتبار أن مصالحها الكبيرة في الجزائر تقتضي وضع خطط لأي تغيير قد يطرأ على الحياة السياسية في البلد، وصحيح أن موقف هذه الدول أيضا من نتائج الانتخابات له تأثير على مصالح الجزائر في العالم... لكن الغير صحيح هو إعطاء الانطباع أن الانتخابات تجرى بتخطيط من تلك الدول أو بتوجيه منهم..نعم ليس صحيح أيضا وليس مقبولا أن تسارع بعض الأطراف إلا تقديم العامل الخارجي على العامل الداخلي في أي تحليل، اللهم إلا إذا كان وراء ذلك محاولة لتقزيم دور الشعب وأبعاده عن مسرح الأحداث والتهرب من المسؤولية.نحن نعتقد أن الشعب كل الشعب له مسؤولية كبيرة في صناعة نتائج الانتخابات وتغيير موازين القوى وأطراف المعادلة.. ولهذا نريد للشعب أن يتكلم، أن يشارك، أن يقول رأيه.. فالأولوية للداخل قبل الخارج.