تمثّل الدوائر العروضية جزءا هاما من النظام الكامل الذي اكتشفه الخليل ، وشاهدا على متانة هذا النظام وترابط أجزائه ، إلا أن بعض الباحثين منذ أمد بعيد أنكروا هذا الجزء من النظرية ، وحجتهم بُعد التقعيد عن الواقع الشعري ، فلا وجود لمثمن المديد في شعر العرب ، ولا لمسدس الهزج ، ولم يُرو لشاعر نظمٌ في السريع يحمل (مفعولات) ، رغم أن الخليل قدّم مجموعة القواعد الإجرائية التي تربط التنظير في الدائرة بالواقع في الشعر ، يقول إبراهيم أنيس :" والغريب في أمر الخليل ومن نحا نحوه أنهم افترضوا للأوزان أصولا تطورت أو تغيرت حتى صارت إلى ما روي فعلا في الأشعار " . فيما يرى البعض الآخر أنها محض صدفة كحازم القرطاجني الذي يعتقد " أن هذه الإنفكاكات التي لهذه الأعاريض من الدوائر أمور عارضة ... لذلك لم يقل بها كثير من العروضيين ، ومن أوردها فإنما أوردها على أنها ملحة عرضية لحقت الأوزان اتفاقا"
ولم يكن عمل القدماء على الدوائر يستحق الذكر ، فقد انصب أغلب اهتمامهم في تغيير بعض المصطلحات ، ولا يتجلى الاختلاف بين دوائر القدماء والدوائر في عصرنا إلا في رمز الساكن والمتحرك ، فقد كان يرمز للسكون عندهم بالألف الممالة ويرمز للمتحرك بالدائرة الصغيرة .
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 18/01/2022
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - صادق بن القايد - العربي دحو
المصدر : تاريخ العلوم Volume 4, Numéro 7, Pages 318-325