الخرجات العلاجية لتعايش أفضل مع المرض

قالت الأستاذة فريدة لاسيت، رئيسة الجمعية الجزائرية للأطفال المصابين بالسكري للعاصمة، إن الجزائر تحصي اليوم حوالي 1.5 مليون طفل مصاب بالسكري، مشيرة إلى أن السكري أصبح الداء الأكثر انتشارا في مجتمعنا، حيث أصبح يمس كل الشرائح العمرية بمن فيهم الرضع بسبب تغير النمط الغذائي للجزائريين، علما أن معدل الإصابة السنوية بالسكري قفز إلى 21 % في السنوات الأخيرة.كشفت المختصة في داء السكري ان الاستفحال الكبير لهذا الداء الذي أصبح يمس فئات عمرية شابة أكثر فأكثر ومنهم المواليد الجدد، يرجع إلى عوامل المحيط بالدرجة الأولى، ومن ذلك تغير النمط الغذائي للأفراد في المجتمع، حيث أصبح الغذاء مشبعا أكثر بالدهنيات والسكريات إلى جانب قلة الحركة. كما أشارت في حديث ل«المساء» على هامش انعقاد ملتقى وطني حول السكري بدار الثقافة لمدينة بومرداس إلى «أن تراجع معدلات الرضاعة الطبيعية سبب آخر في إصابة مواليد جدد بالسكري. ونحصي عددا كبيرا لأطفال أقل من 5 سنوات يصابون بالسكري من الفئة الأولى، وهذا خطير ولا بد من دق نواقيس الخطر بشأنه. والسبب حسب تجربتي هو تراجع الرضاعة الطبيعية، حيث أصبحت الأمهات تعتمدن أكثر على الحليب المصنع الذي يحمل نسب سكر مركز عالية وممكن جدا أن يصيب الطفل بالسكري في سنواته الأولى». إضافة إلى عوامل وراثية تتسبب في إصابة الطفل بالسكري في مراحل حياته الأولى.وتوضح المختصة أن التغذية السليمة أساس التغلب على داء السكري. وقالت إن الأسرة تتحمل عواقب مضاعفات السكري على الأطفال المصابين به. واعتبرت أن التربية العلاجية لصالح الأطفال، مرضى السكري مهمة جدا حتى يتأقلم هؤلاء إيجابيا مع مرضهم. في ذات السياق، توجه المختصة نداء للأسر حتى تهتم بشكل جدي بتغذية أطفالها عموما والمصابين بالسكري على وجه التحديد، فالغذاء يعتبر المفتاح الأساس بالنسبة لهؤلاء خاصة وأن هذا المرض مزمن ويعيش مع الفرد مدى الحياة، وبقواعد تربوية صحيحة يمكن تجاوز مضاعفاته، علما ان السكري هو المرض الوحيد الذي يتوفر العلاج الكامل له في الجزائر إذا ما قورن بأمراض مزمنة أخرى.بالمقابل، تشير المختصة إلى اعتماد جمعيتها على الخرجات الترفيهية التثقيفية الموجهة للأطفال المرضى منذ سنوات، بحيث يرافق الأطفال وعائلاتهم مختصون في السكري وفي التغذية، وهذا بهدف تقريب المفاهيم العلمية الصحيحة حول المرض لدى الأطفال وأسرهم وبالتالي اعتماد أسلوب حياة صحيح يعتمد على التغذية الصحيحة وممارسة الرياضة على الأقل لتفادي إصابة هؤلاء الأطفال المرضى بمضاعفات السكري في مرحلة من مراحل حياتهم المستقبلية.