اعتبر الخبير المالي ببورصة لندن، السيد كمال بن كوسة، أن أوروبا تعيش على وقع أزمة مزدوجة، نتيجة هشاشة النظام البنكي والديون السيادية التي تنخر المالية العمومية، متوقعا أن تكون 2012 من أصعب السنوات بالنسبة للاقتصاد الأوروبي وأن تبعاتها ستكون سلبية على الجزائر.
وأوضح بن كوسة في تصريح لـ الخبر : الإنعاش يبقى بالنسبة لمنطقة الأورو هشا منذ أزمة القروض العقارية، بل إن أوروبا معرّضة لاحتمالات الكساد والانكماش، فالأورو كان فكرة سياسية قبل أن يصبح مشروعا اقتصاديا، ولكن المتشائمين سبق أن أشاروا إلى النقائص في منطقة الأورو، منها عدم الاندماج للموازنة الأوروبية والكوابح الطبيعية لحركة اليد العاملة .
ولاحظ الخبير مع بداية إقراره، قدم الأورو شعورا بالرفاهية للاقتصاديات الأوروبية إلى غاية 2007 لتبرز بعدها هشاشتها بصورة عنيفة مع بروز الأزمة اليونانية، إلا أن هذه الأخيرة لن يكون لها انعكاسات مماثلة بالنسبة لكافة الدول، وستدفع بعضها إلى المزيد من الانضباط. وتواجه أوروبا تحديا حول اندماجها السياسي لوضع آليات تضمن لها تنسيقا واندماجا لسياسات الموازنة، وهذه الأزمة فرصة يمكن استغلالها في هذا الاتجاه، بشرط ضبط الأزمة الكبرى التي تهدّد تماسك المجموعة. أما بالنسبة لفرنسا وألمانيا، فإنني لا أعتقد بأنهما تمتلكان القدرات والإمكانيات لتحمل تبعات وأعباء الأزمة، إلا إذا نجحنا في وضع التدابير الضرورية سريعا للحد من تأثير الأزمة اليونانية وتفادي انتقال العدوى إلى بلدان أخرى. لذلك، فالضرورة تقتضي لعب البنك المركزي الأوروبي لدور أهم، لأن الموارد المالية تظل غير كافية، فقيمة 150 مليار دولار لإعادة رسملة البنوك التي تم رصدها وفقا لمقاييس خاصة، تم تقديرها على أساس الأزمة اليونانية فقط، وهو يعادل للتذكير العجز المالي لبنك ديكسيا فقط . لذلك، تعتبر الأسواق المالية بأن المبلغ غير كاف تماما، خاصة في حالة انتقال العدوى إلى دول مثل إيطاليا. ومع ذلك، هناك آليات لتوفير موارد مالية وطمأنة الأسواق، مثل ضمان البنك المركزي الأوروبي ديون البلدان الأوروبية، مثل ضمانات حسابات الودائع الخاصة بالدول الموجودة في كافة البلدان .
وخلص الخبير إلى القول أعتقد أن 2012 ستكون سنة صعبة على المستوى الاقتصادي، مع تداعيات على الجزائر، فمن المحتمل أن نتحمل تبعات النتائج السلبية للأزمة العالمية، دون أن نوظف أو نستغل بعض المزايا، حيث أرى أن هناك مزايا يمكن استغلالها خاصة نتيجة تراجع قيمة الأسهم الخاصة بالعديد من الشركات، حيث يمكن أخذ مساهمات معتبرة في شركات تحوز على التكنولوجيا وتعتبر استراتيجية وهامة لتنميتنا وتدارك التأخر التكنولوجي، ولكن المسيّرين لا يستوعبون حجم هذه الأزمة، وأشك في قدرتهم على اتخاذ القرارات المثلى لمستقبل البلد .
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 09/11/2011
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : الجزائر: حفيظ صواليلي
المصدر : www.elkhabar.com