الجزائر

''الخبر'' تستطلع واقع سوق ''الكاسيت'' الأغاني ''الهابطة'' تجتاح بيوت الجزائريين وسياراتهم



تشقّ موجة جديدة من أغاني الراي التي توصف بـ''الهابطة''، طريقها من ''الكباريهات'' إلى آذان المستمعين، مرورا بعدد من شركات الإنتاج التي تصدرها وتوزّعها بشكل رسمي، في غياب رقابة من الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة. وتُعتبر هذه النوعية من الأغاني الأكثـر طلبا من طرف الزبائن، حسب ما أكده لـ''الخبر''، عدد من بائعي الأشرطة الغنائية في العاصمة.  يعترف المنتج وصاحب محل آرموني بشارع حسيبة بن بوعلي بالعاصمة، لطفي آرموني ، بأن أغاني الراي التي تتضمّن كلمات هابطة ، تشهد إقبالا كبيرا من الجمهور، في الوقت الذي تعاني أغانٍ أخرى من الكساد، كألبوم وردة الجزائرية الذي يحمل عنوان اللّي ضاع من عمري ، على سبيل المثال، والذي لم تُبع منه أي نسخة، رغم أن أميرة الطرب العربي ، عادت من خلاله إلى الساحة بعد انقطاع طويل.
ويؤكد المتحدث أن ألبومات كادير الجابوني والشابة سوسو، هي الأكثر رواجا في هذا الموسم، إضافة إلى ألبوم الشابة جنات، وهو من نوع اللايف ، حيث سُجل في ملهى ليلي، ليتجه مباشرة إلى بيوت الجزائريين وسياراتهم، كما أن البعض لا يجد حرجا في استخدامه في حفلات الأعراس، يضيف المتحدث.
وعمّا إذا كانت الجهات الوصية تمارس أي شكل من أشكال الرقابة على هذه النوعية من الأغاني، التي ثمّة من يعتبر أنها تخدش الحياء وتسيء إلى الذوق العام، أوضح المتحدث بأن الديوان الوطني لحقوق المؤلف يقوم بمراقبات دورية في نقاط بيع الأشرطة الموسيقية، بيد أن دورها يقتصر على التأكد من أن الألبومات مرخّص بها وتحمل طابع الديوان، وأن هذه النقاط لا تتاجر بالأشرطة المقرصنة، بينما تتم الرقابة على نوعية الكلمات على مستوى شركات الإنتاج.
ويبدو لطفي ساخطا من الفوضى التي يعيشها مجال الأشرطة الموسيقية في الجزائر، مؤكدا أن الرقابة الصارمة التي يعاني منها أصحاب نقاط البيع، تقابلها فوضى عارمة في الخارج، حيث تتم المتاجرة بكل أنواع الأغاني دون حسيب أو رقيب، كما أن الأشرطة المقرصنة تُباع بشكل عادي وبأبخس الأثمان، ما يجعل الزبائن يتهافتون عليها، معلقا: من المؤكد أن الناس سيشترون الألبوم الذي يضمّ مئات الأغاني بخمسين دينارا، ويتركون الألبوم الذي يتضمّن ثماني أغان وثمنه مائة وخمسون دينار . ويقترح المتحدث إلغاء استيراد الأقراص المضغوطة الفارغة، أو فتح المجال لنقاط البيع للمتاجرة بالأشرطة المقرصنة.   
من جهته، يؤكد نونو، وهو صاحب محل مانو موزيك الواقع بشارع العربي بن مهيدي، أن أغاني الكباريهات هي الأكثر رواجا، وأن هذه النوعية يتم تسجيها مباشرة في الملاهي الليلية، وتنتج بشكل رسمي، مضيفا أن الزبائن الذين يطلبونها ينتمون إلى مختلف الشرائح والأعمار، حيث يتهافت عليها الشباب وكبار السن، والذكور والإناث.
ويضيف المتحدث أن أغنية الراي مازالت تتربع على عرش الأغاني الأكثر طلبا في الجزائر، في مقابل تراجع طفيف للأغنية المشرقية، وأن المغنّين الأكثر رواجا هذه الأيام هم كادير الجابوني، هواري منار والشاب فيصل. غير بعيد عن مانو موزيك ، تجد أغاني الراي مساحة كبيرة في محل قصبة موزيك ، الذي يؤكد صاحبه أن الأغاني الأكثر انتشارا هذه الأيام هي ألبومات هواري منار، جنات، زينو، كادير الجابوني، الشيخ رفيق، والشابة سهام، التي يبدو أنها تحقق سوكسي منقطع النظير، بدليل الإقبال الكبير عليها. بينما يشكل محمد علاوة وماسي أهم رقمين في سوق الأغنية القبائلية، ويتربع كل من خلاص ورشدي وفواز على عرش جمهور الأغنية السطايفية. كما أعرب عدد من أصحاب محلات بيع الأشرطة الموسيقية عن تذمرهم ممّا وصفوه بـ الإفلاس ، الذي باتوا يعانون منه بسبب السوق الموازية، بينما قال آخرون إنهم حريصون على عدم المتاجرة بأغان تخدش الحياء، وهو ما جعلهم يفرّطون في حصة كبيرة من هذه السوق التي تستحوذ عليها أغنية الراي.
لكن صاحب محل موزيك أونيفار ، الذي يقع غير بعيد عن المسرح الوطني الجزائري، وهو رجل في العقد السادس من العمر، يعترف بأنه يقاطع أغاني الراي، ليس انطلاقا من قناعة أو رفضه لهذه النوعية من الأغاني، وإنما لأن زبائنه تعوّدوا على زيارته بغية اقتناء الأغاني الطربية لأعمدة الفن الجزائري والعربي والغربي، مضيفا أنه لا يصلح لأغنية الراي التي تمثل تجارة مناسبة للشباب الذين بإمكانهم متابعة ريتمه السريع ومتابعة جديده .   


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)