الجزائر

''الخبر ''تتابع الانتخابات في الدار البيضاء المغاربة غير مقتنعين بإصلاحات الملك وخطابات الأحزاب



الناخبون يريدون منح فرصة للتيار الإسلامي جرت بالمغرب أمس أول انتخابات برلمانية في بلد عربي استجابة لضغوط الشارع وخوفا من انتقال شرارة الربيع العربي إلى مملكة محمد السادس. وحتى الساعة الخامسة مساء أمس لم تتعد نسبة المشاركة 34 بالمائة. بينما تركز حديث الشارع المغربي لـ الخبر على عدم الثقة في إصلاحات الملك ورفض خطاب الأحزاب .
 رغم الآمال الكبيرة التي علقتها الطبقة السياسية في المغرب على الانتخابات التشريعية التي جرت أمس لتشكيل أول برلمان تمثيلي في بلد ملكي عربي، والشروع في تطبيق الإصلاحات التي نادى بها الملك محمد السادس، إلا أن الأجواء التي كانت سائدة في أغلب المدن المغربية أثناء عملية الانتخابات أمس أوحت بعزوف أغلبية المواطنين عن الانتخاب، فمنهم من لبى نداء ثورة 20 فبراير ومنهم من قاطع بحجة عدم اقتناعه بأي حزب.
الخبر كانت حاضرة في عملية التصويت في مدينة الدار البيضاء المغربية، تلك المدينة الحساسة التي تعتبر العاصمة الاقتصادية للمملكة المغربية، وتشكل ورقة رابحة راهنت عليها الأحزاب المشاركة في سباق الانتخابات التشريعية نظرا لكثافة سكانها.
لكن عندما تجولنا في شوارعها أمس لا شيء كان يوحي بأن البلد مقبل على منعرج حاسم في مساره السياسي، بل وكأن تلك الانتخابات لا تعني المواطن المغربي في مدينة الدار البيضاء. فالمقاهي والمحلات تعمل بصفة عادية، وحركة المرور لم تتوقف في شوارعها الكبيرة، في مشهد جعل يوم الجمعة كبقية أيام الأسبوع. لكن ما شد انتباهنا هو القمامات المتواجدة في كل مكان، والتي تناثـرت منها الصور والأوراق الخاصة بالحملة الانتخابية التي نشطتها الأحزاب المتسابقة على كراسي البرلمان الجديد.
وقادنا فضولنا إلى بعض مراكز التصويت في حي المحمدي ، الذي يعتبر من أشهر وأكبر الأحياء في الدار البيضاء من حيث الكثافة السكانية، وكانت الساعة تشير إلى الثانية زوالا تقريبا، فاستقبلنا المنظمون بكل حفاوة وسمحوا لنا بمتابعة عملية التصويت، حيث أكدوا لنا أن العملية تسير بوتيرة بطيئة عكس ما كان عليه الحال في الانتخابات السابقة، مبررين ذلك برغبة العديد من المنتخبين في التوجه إلى مراكز الاقتراع بعد إنهاء عملهم أي في المساء. وبعدها توجهنا إلى حي عين السبع ، وفي الطريق سألت سائق سيارة الأجرة (أ.رضوان) عن رأيه في الانتخابات وموقفه من الإصلاحات الجديدة التي يدعو لها الملك محمد السادس، فرد علينا قائلا لم أنتخب، ولست عازما على الانتخاب ولست الوحيد من قرر ذلك، بل أغلبية المنتخبين لم يتوجهوا اليوم (أمس) إلى صناديق الاقتراع . سألته عن السبب فأجاب صراحة لا نثق في تلك الإصلاحات ولا في الأحزاب التي تريد تمثيلنا، هذا البرلمان واجهة فقط لن يعبر عن انشغالات ومعاناة الشعب .
اختيار الإسلاميين لا يعني تحول المغرب إلى أفغانستان
ولم تكن الأجواء السائدة في حي عين السبع مغايرة كثيرا عما وجدناه في حي المحمدي، فأوراق الأحزاب المترشحة والملصقات والصور متناثـرة في الشوارع، في حين ظلت مراكز الاقتراع شبه شاغرة ولم يزرها سوى بعض الكهول بين لحظة وأخرى. في حين كان العنصر الشبابي شبه غائب، مما جعلنا نقترب من أحد الشباب الذي يعمل في محل بيع الهواتف النقالة في ذلك الحي، وسألته عن الحدث الهام الذي تعيشه المغرب، فأجاب بطريقة فيها نوع من السخرية أي إصلاحات، سمعنا كثيرا مثل هذا الكلام خاصة من الأشخاص الذين سبق لهم وأن شغلوا مناصب هامة في السلطة . وعن الحزب الذي يريده أن يفوز في الانتخابات، أجاب دون تردد أتمنى الفوز لحزب العدالة والتنمية، إنه صاحب التوجه الإسلامي. يجب أن نمنحه الفرصة ونحكم عليه من بعد ، وهو نفس الكلام الذي ردده عامل السكك الحديدية في محطة قطار الدار البيضاء، الذي أكد لنا أنه منح صوته لحزب العدالة والتنمية، مبررا ذلك بعدم اقتناعه بالإصلاحات التي دعت إليها بقية الأحزاب.
واعتبر أن اختيار التيار الإسلامي لا يعني تحول المغرب إلى أفغانستان على حد قوله. وحاولنا الاقتراب من بعض الناخبين وانتظرناهم فور خروجهم من مراكز الاقتراع، فرفض البعض الكشف عن الحزب الذي منحه صوته، لكن الأغلبية الذين استجوبناهم أكدوا لنا تصويتهم على حزب العدالة والتنمية ذي التوجه الإسلامي.
ونحن في طريقنا إلى مدينة طنجة الساحلية، استوقفنا حديث طالبتين جامعيتين، فسألناهما عن الانتخابات وموقفهما، فردت علينا إحداهما بأنها لا تملك حتى بطاقة الانتخاب لتدلي بصوتها، مؤكدة أنها لا تثق في تلك الإصلاحات ولا في الأحزاب التي تريد تشكيل البرلمان، ورفضت المتحدثة تفسير موقفها بانتمائها إلى حركة 20 فبراير أو جهة معارضة أخرى، غير أنها أبدت تخوفها من فوز حزب العدالة والتنمية.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)