الخارجية الفرنسية قالت إنها ستشرع في العملية قريبا تحويل رفاة فرنسيين من 135 مقبرة إلى 22 مقبرة كبرى بالجزائر

 أعلنت، أمس، الحكومة الفرنسية، في قرار صدر في الجريدة الرسمية، أنها ستشرع في تجميع قبور فرنسيين موزعين على 135 مقبرة صغيرة، ضمن 22 مقبرة كبيرة تتواجد بالمدن الكبرى بالجزائر. ولم يحدد القرار تاريخا محددا للشروع في العملية، باستثناء إشارته إلى أنها ستنطلق قريبا، وأن هذه العملية الثانية لتجميع قبور الفرنسيين (يهود ومسيحيين)، ستشمل هذه المرة 135 مقبرة صغيرة موزعة على عدة مدن جزائرية. ولم يذكر القرار، الذي تقف وراءه وزارة الخارجية الفرنسية، أي تفاصيل بشأن المناطق والولايات الجزائرية التي ستجمع فيها هذه القبور، ولا عدد الأضرحة التي سيتم نقلها خلال هذه العملية. ومعروف أن هذه العملية كانت محل اتفاق بين الحكومة الجزائرية ونظيرتها الفرنسية، خلال زيارة الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك أثناء زيارته للجزائر في 2003، وتم تنفيذها فعليا في .2005 ونص نفس الاتفاق على أن يتم تجميع قبور الفرنسيين ضمن تجمّعات كبرى، حتى تسهل حمايتها وصيانتها، على مراحل تمتد على فترة 5 سنوات، وخصصت لذلك موارد مالية تقارب 3 ملايين أورو.
وأفادت الخارجية الفرنسية يومها أنها ''تولي هذا الملف أهمية كبيرة''، واختارت أن تضعه تحت شعار ''واجب التذكر واحترام الأموات''، وسجلت بهذا الخصوص ''مستوى التعاون الممتاز مع السلطات الجزائرية حول هذه الملفات، وهذا ما يستحق التنويه بالفعل''. وتشير الأرقام إلى أن مجموع المقابر المدنية الفرنسية في الجزائر يصل إلى 523 مقبرة يتواجد بها قرابة 210 آلاف ضريح، سواء لفرنسيين يهود أومسيحيين.
ومنح القرار الصادر في الجريدة الرسمية الفرنسية مهلة 4 أشهر ابتداء من تاريخ صدوره، للعائلات الفرنسية من أصحاب القبور المتواجدة بالجزائر، خيار ترحيل رفاة ذويهم إلى فرنسا على نفقتهم المالية الخاصة، أو تجميعها في مقابر جماعية معروفة على أن تبلّغ قرارها إلى القنصليات المختصة إقليميا، وذلك على خلفية تعرض بعضها إلى تخريب، رغم أن الدين الإسلامي يحظر مثل هذا الفعل ضد الأموات مهما كانت ديانتهم.