استضاف المركز الثقافي الجزائري بباريس نهاية الأسبوع، المؤلفة الفلسطينية رابة حمو لتقديم كتابها ‘الخاتمة الأندلسية لمحمود درويش' الصادر هذه السنة والذي يتناول مسألة الهوية في شعر درويش، واستعانت الكاتبة بالباحثين والشاعرين صالح سروجي والفرنسية إيف لوتورنور لكتابة مقدمة الكتاب الذي هو عبارة عن دراسة نقدية صدرت في منتصف هذه السنة عن دار النشر ‘مواهب أخرى' بفرنسا.الدراسة تحليل لأشعار درويش، خاصة ديوانه ‘11 نجمة'، وهي تسلط الضوء على عنصر الهوية في أعمال الراحل درويش، من خلال الالتزام بمبادئ الحرية وحق الشعوب في الحياة على أرضها. الكتاب تسجيل لبعض الوقائع التاريخية التراجيدية التي بقي التاريخ محتفظا بها في ذاكرته والتي لا تزال آثارها ممتدة لم تمح بعد، خاصة في تاريخنا العربي الذي يحاول الشاعر درويش النبش فيه، بالتالي توظيفه لإسقاطه على تجارب أخرى مشابهة وقعت في شعوب وقارات أخرى بعيدة عن عالمنا العربي، ليبدأ بمأساة سقوط غرناطة سنة 1492 وما وقع فيها من تهجير وحرق وإبادة ومحاكم تفتيش، لتشهد نفس الفترة تقريبا الحرب التي قادها الرجل الأبيض على الهنود الحمر في القارة الأخرى الجديدة، وهي مأساة إنسانية أخرى لا تزال غصة في صدر التاريخ.تتوالى المآسي ليصل بها درويش إلى النكبة الكبرى؛ نكبة فلسطين عام 1948 التي شردت شعبا بأكمله ومنعته عن أرضه، وهكذا تستمر التراجيديا الفلسطينية والعربية مع حرب الخليج الثانية، ثم اتفاقيات أوسلو سنة 1991 بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل.وعبر 240 صفحة، يحمل الكتاب القارئ إلى مربع مثقل بالهموم الفلسطينية، أولها هم الهوية التي ينجح درويش حسب المؤلفة - في إعطائها بعدا وخلفية تاريخية متسلسلة تحمل قلقا مشروعا يواجه به هذا الشاعر الآخر "المنتصر" المحتل الذي يواصل السعي لتطهير الأرض ممن تبقى من أبنائها، وتشير المؤلفة إلى أن درويش تحدث عن فلسطين الصامتة غير المرئية التي تشبه الحاضر الغائب على هذه الأرض الفلسطينية، وفي المقابل، يحاول هذا الإسرائيلي الغريب فرض اسم "الآخر" على فلسطين، لكن ذلك يتم بمحدودية لأن الآخر يظل يقاوم ويعمل باستماتة من أجل التشبت بهذه الأرض الأم.للتذكير، فإن رابة حمو كاتبة فلسطينية ولدت بالعاصمة دمشق سنة 1972، متحصلة على دكتوراه من جامعة السربون، وهي مختصة في الأدب العربي المعاصر، كما أن لها إسهامات في العديد من أهم المجلات الأدبية.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 13/09/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : مريم ن
المصدر : www.el-massa.com