لقد جاءت عمارة الحمامات في فترات مبكرة من تاريخ الحضارة الإسلامية، و ذلك ليس لأنها مظهر حضارة و ترف فحسب، بل لأن ضرورة الدين الإسلامي أوجبت الطهارة و الاغتسال على كل مسلم، فألحقت الحمامات في البداية بالأبنية السكنية خاصة القصور منذ العصر الأموي مثلما كان في قصير عمرة ( 93 ه/ 712 م)، وحمام الصرخ ( 107 ه/ 725 م) وقصر خربة المفجر ( 127 ه/ 744 م) ببادية الشام، ثم تم إنشاء الحمامات العامة بعد ذلك في أرجاء المدن الإسلامية المتعددة، حيث احتفظت هذه الحمامات العربية المبكرة بنفس التكوين المعماري الذي عرفته الحمامات اليونانية والرومانية دون تغيير يذكر، واشتملت على الغرف الثلاث (الباردة والدافئة والساخنة)، وطريقة اتصال هذه الوحدات بعضها ببعض لكن شكلها خضع للتقاليد الإسلامية الجديدة التي ظهرت في حمامات القصور الأموية المشار إليها سابقا. والحمام لغة هو المَسْخَن من الفعل حمى بمعنى سخن، وقد اتفق في التعريف اللغوي للحمام ابن منظور في لسان العرب، والمقريزي في الخطط أنه الحميم والحميم، هو الماء الحار، ويتوافق هذا مع حرارة الحمام الفعلية وسخونة مائه وتأثيرها في جسم المستحم من تصببه عرقا.
ولهذا أردنا دراسة هدا النوع من العمائر وستعتمد دراستنا على حمام القصر الصغير بمراكش، وحمام الصباغين بتلمسان، والحمام البالي بندرومة.
وستكون مدعّمةً بالمخططات وبالوصف المعماري الدقيق للمعالم، حتى نكشف عن مختلف العناصر المعمارية المكونة لها.
تاريخ الإضافة : 17/03/2011
مضاف من طرف : tlemcenislam
صاحب المقال : Dr. Mehtari Faiza / د. معتاري فايزة أستاذة محاضرة بقسم التاريخ وعلم الآثار جامعة تلمسان
المصدر : ملتقى دولي حول الإسلام في بلاد المغرب ودور تلمسان في نشره خلال