يدقّ مختصون ناقوس الخطر من خطورة الحقائب المدرسية على صحّة الأطفال، خاصة مع انتشار ظاهرة البيع العشوائي، وعدم مراعاة الجانب الصحي في صنع الحقائب، إلى درجة أكد المختصون أن الحقائب غير الصحية قد تصيب الأطفال بإعاقات وأمراض مزمنة.أصبحت الحقائب المدرسية خطرا محدقا بأطفال المدارس، وقد تسبب لهم مشاكل صحية ترافقهم طول العمر، خاصة في ظل انتشار صناعة الحقائب العشوائية، وما يباع في أسواقنا الشعبية والمحلات وحتى كُبرى المراكز التجارية من حقائب بعضها لا يتوفر فيه أي معيار للأمان.وتشير دراسة عالمية إلى أن 19 % من الأطفال دون السادسة يصابون بتقوس الظهر، بينما يصاب 33 % من تلاميذ المدارس من سن 12- 14 سنة بهذا التقوس، و60 % من الأطفال يمرون بمعاناة آلام الظهر حتى بلوغ الثامنة عشرة، وكذلك أظهرت الدراسة وجود أمراض وتشوهات في العمود الفقري والمفاصل بين تلاميذ المدارس والسبب الحقيبة المدرسية.وفي الموضوع، يوجه المختص في جراحة العظام، محمد بشكيل، عدة نصائح إلى العائلات عند اختيار الحقيبة المدرسية، أولاها ألا يتجاوز وزن الحقيبة 15 بالمائة من وزن الطفل، فمثلا الطفل الذي لا يتعدّى وزنه 20 كلغ، فالمُفترض أن يكون مقدار الحمل لا يتعدى 2 كلغ، كما يجب شراء الحقائب ذات اليدين العريضتين الملتصقتين بالظهر وليس ذات اليدين الرفيعتين الطويلتين اللتين تجعلان الحقيبة متدلية وليس ملتصقة بالظهر، والابتعاد عن الحقيبة التي تحتوي كماليات كثيرة، مثل الجيوب الكثيرة وبعض الأمور التي تزيد من وزن الحقيبة. كما ينصح المختص باختيار الألوان الزاهية المرئية عن بعد، والابتعاد عن الألوان الغامقة خاصة الأسود، وسبب ذلك حسب تعبيره أن "الألون الزاهية تكون واضحة لأصحاب السيارات، فيتجنبون أطفال المدارس، خاصة أن أطفالنا بمجرد خروجهم من المدرسة ينزعون مآزرهم البيضاء".ومن الناحية الطبية، يؤكد بشكيل أن الحقائب غير الصحية عواقبها وخيمة جدا، فثقلها يؤثر على ظهر الطفل ابتداء من الرقبة وصولا إلى الأطراف السفلية، وتنتج عن ذلك أمراض، آلام الظهر، آلام في العنق، آلام في المفاصل السفلية، اعوجاج في العمود الفقري، آلام الكتفين، إصابات الانزلاق الغضروفي والتشوهات في العمود الفقري. وبحسبه "كثير من الحالات التي قصدتني في العيادة، هي من فئة الإناث، وذلك لأنهن يحملن الحقيبة على كتف واحدة عكس الذكور، ما يسبب لهن انحناءات جانبية".وعليه ينصح الطبيب الأولياء، بمراقبة أولادهم عند حمل حقائبهم المدرسية، فإذا لاحظوا أي اعوجاج في المشي أو تهدل الكتفين وتقوس في الظهر وميلان الحوض، عليهم اصطحابهم إلى الطبيب المختص، أو حمل الحقائب عنهم. مع ضرورة تشجيع الطفل على البوح يما ينتابه من آلام في الظهر، لأن الصمت قد يفاقم الوضع، خاصة أن أمراض العمود الفقري والعظام، تظهر آثارها في عمر 15 إلى17، حين يبدأ الظهر بالتقوس.ومن الأحسن أن يبرمج أستاذ التربية البدنية، حصة ولو لمدة 15 دقيقة أسبوعيا، للقيام بحركات رياضية لتنشيط عضلات الكتفين والظهر للتلاميذ.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 10/09/2017
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : نادية سليماني
المصدر : www.horizons-dz.com