الحقوا بأفريقيا أو اصمتوا

لأننا شعب في غالبيته ورث عادة التعليق على الآخرين، والسخرية من بعض الأمم من الاستعمار الفرنسي، لأن الشعب الفرنسي يعتقد أنه محور العالم وهو مركز الحضارة ودونه مجرد أوباش وحثالة، أقول لأننا شعب تعود لعقود الضحك على أمم أخرى خاصة على بعض الشعوب والدول الأفريقية، فإنه اليوم بات من الضروري أن نتوقف ولو لبرهة ونحاول أن نوجه أنظارنا إلى دول أفريقية ونكتشف بأنفسنا كيف أصبحت هذه الدول حينما كنا نحن " نضحك وننكت" على اثيوبيا وأفريقيا، وأتمنى فعلا لو أن كل جزائري ينوي السياحة في أوربا أن يغير الاتجاه ولو مرة في حياته ويذهب للسياحة في بلاد الحبشة و رواندا ليتكشف أن أفريقيا لم تعد أفريقيا التي في مخيلتنا وأن أثيوبيا ليست تلك التي فزنا عليها بسبعة أهداف مقابل واحد، ففي الوقت الذي ما زلنا نشرب القهوة في الشوارع ونرمي أكوابها في في اي مكان دون مبالاة حتى صارت شوارعنا ومدننا مجرد مكب للنفايات فإن العواصم الأفريقية والشوارع في افريقيا تكاد تكون مرآة نرى فيها وجوهنا من شدة النظافة ، أما الطرقات السريعة التي لا تتحدث افريقيا عن انجازها كما نتحدث نحن، لأنها تعتبرها مشاريع عادية فإنها تشبه إلى حد بعيد تلك الموجودة في أوربا وبلدان آخرى. أخواننا الأفارقة ركبوا القطار وانطلقوا حينما كنا نحن نعلق ونقول ساخرين " عمبالك بابا نيقرو" إنها إفريقيا يا سادة وعليكم أن تحترموها وتكفوا سخريتكم من شعوب راقية .