سادت، أمس، في مختلف جامعات الوطن، حالة من الحزن والتأثر من طرف الطلبة على زملائهم الذين راحوا ضحية انفجار الغاز بالإقامة الجامعية بختي عبد المجيد بولاية تلمسان، ملقين مسؤولية ذلك الحادث على المسؤولين سواء في الإقامة أو على مستوى ديوان الخدمات الجامعية، داعين الوصاية إلى الاهتمام قليلا بقاطني الأحياء حتى لا يتكرر السيناريو.
حزن، غضب، سخط... هي الأجواء التي خيّمت على طلبة الجامعات عبر الوطن، تأثرا بالحادث الأليم الذي راح ضحيته 8 طلبة بولاية تلمسان، جراء الانفجار الناجم عن تسرب الغاز بالمطعم الجامعي بالإقامة الجامعية بختي عبد المجيد بولاية تلمسان، وخلال جولتنا الاستطلاعية إلى جامعة الجزائر 1 بن يوسف بن خدة، سجلنا تأثر الطلبة لوفاة زملائهم، رغم بُعد المسافات.
أتوا من ديارهم لطلب العلم فعادوا إليها محمّلين في التابوت
لم يخفِ الطلبة الذين التقتهم ''الجزائر نيوز'' تحسرهم على زملائهم، خاصة طلبة الإقامات والأحياء الجامعية الذين تأثروا بدرجة كبيرة لما حدث في تلمسان، حيث أكد طالب في الأدب العربي قاطن بالحي الجامعي ببني مسوس، أن انفجار تلمسان ووفاة الطلبة كان له أثر كبير على نفسيته، قائلا: ''لم أتمالك نفسي عند سماعي الخبر الأليم، فأجهشت بالبكاء عليهم، وعلى حالي وحال زملائي بالحي، فنحن معرضون إلى نفس الشيء في أي وقت''، وأضاف زميل له ''كما حدث لطلبة تلمسان الذين غادروا منازلهم والتحقوا بالجامعة وبالإقامة الجامعية للدراسة، أملا منهم ومن عائلاتهم أن يعودوا سالمين وحاملين شهادات، إلا أنهم عادوا محمّلين في تابوت، وأنا الآن أخاف على نفسي في أن يكون لي نفس المصير، طالما الظروف المعيشية نفسها في الإقامات''، هذا الرأي شاطره إياه طالب في السنة الثانية ماستر أدب عربي بجامعة الجزائر ,1 حيث قال ''كيف لا يموت الطلبة، والظروف المعيشية بالإقامات الجامعية كارثية، فالمسؤولون غائبون، والعمال غير مبالين، والطالب ضحيتهم، وما حدث في تلمسان أكبر دليل على ذلك''، مضيفا ''قبل وقوع انفجار تلمسان وبعده كنت دائما أتخوف من مصير ما حدث للطلبة المتوفين، دائما أتخيل أن يكون مصيري العودة إلى أهلي على الأكتاف في تابوت''.
ولم تؤثر حادثة الانفجار فقط على الطلبة المقيمين في الإقامات الجامعية فقط، بل حتى الطلبة الخارجيين، حيث أكد لنا كل الطلبة الذين التقيناهم حزنهم الشديد على زملائهم الضحايا، وأن الخبر وقع كالصاعقة عليهم، وطالبوا الوصاية بتنظيم حداد وطني على الطلبة المتوفين معتبرين إياهم شهداء طلب العلم.
لابد من تحسين ظروف المعيشة قبل تكرار سيناريو تلمسان عبر الوطن
وإثر الانفجار الذي راح ضحيته 8 طلبة يدرسون في المدرسة التحضيرية للعلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير، حمّل طلبة جامعات الجزائر المسؤولية الكاملة لكل من مسؤولي الإقامة والديوان الولائي للخدمات الجامعية، اللذين -حسبهم- لم يهتموا بظروف الطالب ومعيشته في الإقامات الجامعية، مشيرين إلى أن الأمر لا يقتصر فقط على الإقامة الجامعية بختي عبد المجيد بتلمسان، بل مسّ كامل الأحياء الجامعية عبر الوطن، التي تتميز أغلبها بهياكل وتجهيزات كارثية تهدد صحة وحياة الطلبة، وفي هذا الصدد، أشارت الطالبة ليلى بوسيدي القاطنة بالإقامة الجامعية للبنات ببن عكنون بالعاصمة إلى أن ظروف معيشة الطالب في الإقامة الجامعية مزرية وكارثية، وتهدد حياته في كل وقت، وهو نفس الأمر الذي اكدته زميلة لها، حيث أوضحت أن كل شيء يهدد صحة وسلامة الطالب داخل الأحياء الجامعية، من المرافق والهياكل إلى الإطعام وانعدام النظافة وغيرها، كما أكد طالب يقطن بالإقامة الجامعية للذكور ببني مسوس أنه على المسؤولين على مستوى الإقامات أو على مستوى ديوان الخدمات الجامعية، الإسراع في تحسين ظروف المعيشة داخل الأحياء الجامعية، حتى لا يتكرر سيناريو تلمسان.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 27/05/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : صارة ضويفي
المصدر : www.djazairnews.info