صواريخ ومُسيّرات حزب الله تضرب عكّا
الحرب تتوسّع والتوتّر يتصاعد
لم يمرّ يوم من الأيام الثلاثة الأخيرة دون سماع دوي صفارات الإنذار أو أصوات الانفجارات في منطقتي عكا ونهاريا شمالي الأراضي الفلسطينية المحتلة وهو ما قد يشير إلى تحوّل ما في الحرب في جنوب لبنان الدائرة بين حزب الله اللبناني وجيش الاحتلال واتساع رقعتها أو على أقل تقدير تسارع وتيرتها وتنوع أهدافها أكثر.
ق.د/وكالات
في الأشهر الخمسة الأخيرة ما بين نوفمبر وافريل الماضي لم تشهد نهاريا صفارات إنذار بحسب معطيات من داخل الاحتلال أما في عكا فلم تُسمع صفارات الإنذار منذ نهاية ديسمبر وحتى نهاية افريل لكن هذا الحال تغيّر في الأيام الأخيرة. ويسكن في نهاريا نحو 66 ألف شخص هرعوا في الأيام الأخيرة أكثر من مرة إلى الملاجئ وثلاث مرات في يوم واحد في أعقاب سلسلة من صفارات الإنذار قبل أن يعلن جيش الاحتلال في ساعات المساء عن سقوط مُسيّرة في المدينة لأول مرة منذ بداية الحرب الحالية.
*اعتراف من الداخل
واعترف جيش الاحتلال بعدة محاولات فاشلة لاعتراض المُسيّرة كما اعترف بأن الحرائق في نهاريا اندلعت على أثر سقوط المُسيّرة وليس جراء شظايا الصواريخ الاعتراضية. وليس بعيداً في مدينة عكا التي تضم نحو 52 ألف مواطن والتي تقع جنوبي نهاريا سُمعت يوم أمس أيضاً صفارات الإنذار ثلاث مرات كما تم اعتراض مسيّرات في سماء المدينة. ويعني هذا عملياً دخول المدينتين لمدى إطلاق النار من قبل حزب الله على نحو أوسع من السابق.
كما أطلق الحزب صواريخ باتجاه مستوطنة كتسرين في الجولان المحتل ما أدى إلى اشتعال الحرائق هناك أيضاً. وعملت فرق الإطفاء لساعات طويلة مستعينة بطائرات للسيطرة على النيران وهو ما قد يشير إلى حجم رقعتها وسرعة انتشارها. كما طاولت ألسنة اللهب مستوطنة كريان شمونة ومحيطها أيضاً وهي واحدة من أكثر المستوطنات تضرراً منذ بداية الحرب.
ويجمع بين هذه المناطق الثلاث أن سكانها لا يزالون فيها ولم يخلوها على غرار ما حدث في العديد من المستوطنات والبلدات القريبة من الحدود مع لبنان. وبلغة الأرقام أشار معهد علما الذي يُعنى بالتحديات الأمنية في المنطقة الشمالية إلى ارتفاع ملموس بهجمات حزب الله على عدة مناطق في الشمال. وبحسب معطيات المعهد فإن شهر ماي الماضي شهد أكبر عدد من الهجمات ضد أهداف تابعة للاحتلالمع 325 هجوماً وبمعدل عشر هجمات يومياً مقارنة بشهر افريل الذي سبقه مع 238 هجوماً بمعدل 7.8 هجمات في اليوم.
*تطور عمليات حزب الله
من جهة أخرى نقلت صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية امس الاثنين عن جيش الاحتلال ادعاءه بأن هذه المعطيات غير معروفة له وأن شهر ديسمبر الماضي شهد أكبر عدد من إطلاق الصواريخ والمسيّرات نحو أهداف تابعة للاحتلال من قبل حزب الله. وبحسب المعطيات التي نشرتها الصحيفة نقلاً عن معهد علما فإن شهر مايو شهد ارتفاعاً ملموساً باستخدام حزب الله الصواريخ المضادة للدروع والمسيّرات من 50 عملية إطلاق صواريخ مضادة للدروع خلال شهر افريل إلى 95 في مايو ومن 42 عملية اختراق مسيّرات في إبريل إلى 85 حالة في مايو.
وتتسع دائرة الأهداف التي يهاجمها جيش الاحتلال ويردّ حزب الله عليها في ظل فشل مساعي التسوية حتى الآن وتمسك حزب الله بربط الهدوء على جبهة جنوب لبنان بالهدوء في غزّة.
*تدريبات متواصلة وتوتر داخلي متصاعد
ويستمرّ التخبط بشأن توسيع الحرب مع حزب الله أم لا فيما تتواصل تدريبات جيش الاحتلال لحرب في لبنان كانت آخرها الأحد حيث أجرت عدة وحدات في جيش الإحتلال تدريبات في الآونة الأخيرة على القتال في لبنان. وتعتقد أوساط واسعة في الجيش أن مبادرة عسكرية ضد حزب الله من شأنها تغيير الوضع ولكن المستوى السياسي لم يتخذ قراره بعد.
ويزيد هذا الحال التوتر بين المسؤولين الصهاينة أنفسهم خاصة مع ازدياد كثافة إطلاق النيران من جهة الأراضي اللبنانية. وأفاد موقع واينت العبري بوقوع مشادات كلامية حادّة بين قائد المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال الجنرال أوري غوردين ورئيس بلدية كريات شمونة أفيحاي شتيرن وذلك خلال استعراض غوردين لما سماها إنجازات جيش الإحتلال في جنوب لبنان. وغادر شتيرن الجلسة غاضباً.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 04/06/2024
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : أخبار اليوم
المصدر : www.akhbarelyoum.dz/ar/index.php