الجزائر

الحرب الذكية.. الظاهر والخفي!



تركزت الفكرة العامة للندوة التي نشطها، يوم أمس، السيد بلبش بمركز الشعب، على أن الحروب حاليا وفي المستقبل لا تقاس من حيث تعداد الجيش، وإنما بمدى استعمال التكنولوجيا المتطورة في الأسحلة المستعملة...فالتطور العلمي والتكنولوجي قدّم حلولا واسعة للإنتاج الحربي الذي تمتلكه بعض الدول، والذي غيّر بشكل جذري المفاهيم القديمة في الحروب وأساليب الدفاع...
فقد اكتشفنا أن الغاية في اعطاء الأهمية القصوء للتكنولوجيا، هو التفوق والاستفادة من استخدامها في الوصول إلى الدقة الفائقة من حيث الأهداف، بدون تعرّض الجنوب أو الطيارين إلى أي أذى، كون الأجهزة المستعملة تعطي كل المعلومات عن الهدف وتحليله في وقت قياسي، ليتم تفعيل الهجوم بأقل الأضرار وبنتيجة ذات مستوى عال.
وبالتالي، فإن أموال ضخمة تخصص كل سنة في تطوير هذه الأسلحة من طائرات وصواريخ على متن دبابات.. والتي يكون تموقعها في الحرب الذكية بعيدة عن الهدف، لكن الوصول إليه يكون بدقة كبيرة.
وتأكد التحول النوعي للأصلحة واستعمالها في النزاعات الأخيرة، أين يتم تصوير بطريقة دقيقة الهدف، حتى أننا لا نرى الجنود، بقدر ما نشاهد الطريقة التي يتم فيها قصف الهدف.. وحتى أن مهارات الطيار أصبح شيء ثانوي أمام الخطة والدقة بفضل عتاد بتكنولوجية عالية، التي تساهم في قيام الطيار تنفيذ فقط القرار الذي أعطي له بفضل تحليل أجهزة مختصة عن بعد، قامت بكل العمل المعلوماتي لإضعاف العدوّ في المناطق الاستراتيجية.
والشيء الذي زاد من قوّة هذه الإمكانيات التكنولوجية، هو امتلاكها لأجهزة لا يمكن للرادار أن يكتشفها.. مما يزيد من دقة الوصول إلى الهدف دون أي خطر من الجهة المقابلة.
كما أن الألفاظ المستعملة في الحروب تغيّرت بشكل كبير، حتى أننا أصبحنا نسمع عن «العمليات الجراحية»، والتي تنفذ بطريقة «نظيفة»، التي تعني الدقة.. أي أن المعلومات التي يتم إلتقاطها بفضل أجهزة مختصة.. تنفذ خطتها طائرات أو دبابات بشكل دقيق بالوصول للهدف فقط، دون المساس بتجمعات سكانية أو جهات غير معنية بالعملية. حتى أن منفذي كل العملية يعودون إلى «الديار» دون أية خسائر.. مما يعني أن المجال مفتوح لاكتشافات عالية المستوى باستمرار، خاصة وأن هذه الأسلحة يتم تطويرها، بعد المشاركة في نزاعات، أين يتم اكتشاف في كل مرة المجال الذي يتم تطويره...
وقد تذكرت يوم أمس، عندما كنت أتابع الشروحات التي قدّمها منشط الندوة، ما قاله أحد الكهول الذي كنت جالسا معه، «التكنولوجيا لا حدود لها، حيث أننا كنا نرى مثل هذه الطائرات في الرسوم المتحركة على أنها خيال.. لكن بعد سنوات اتضحت أنها حقيقة وليست خيال».


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)